بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلوبٌ حائِرة)
الحلقة الثالثة
" أمـي تَـكـرهُـنـي "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وصلت الى زاوية (قُلوبٌ حائِرة) رسالة من الأخت (ي.أ) هذا محتواها:
"مساء الخير ، انا فتاة في الـ 21 من العمر جميلة وحسنة المظهر لكن لا حظ لي في هذه الحياة ، يتيمة الأب ، أتعرض لمشكلة تؤرقني طوال الوقت وجعلتني اتمنى ان افارق الحياة في أقرب فرصة ، " امي تكرهني " !!
بل وتهينني وتضربني ولا اعلم ما السبب ، لا تحتمل تواجدي في البيت ، دائما تدعو علي وتميز اخواتي واخوتي عني وتدعوهم لإهانتي وضربي مع أنني لم أخطأ معها يوما ، ودائما احتمل غضبها واخرج من اي اتهام كالمذنبة ، صرت اشك انها ليست امي ، من المستحيل ان تعامل أمــــــا ابنتها هكذا يوما ، وقبل فترة ليست بعيدة وجدت لي عريسا لا يملك ادنى متطلبات الزواج لا شكلا ولا ذوقا ، وهي تلح علي وتجبرني على الموافقة كي أخرج من بيتها ، لن أقبل ان اكون في جحيم لأعيش في حجيم آخر ، ماذا افعل كيف اتجاوز هذه المحنة التي خربت علي حياتي وصرت اتمنى الموت من أجلها؟ ساعدوني"

أحبتي كنا مع هذه القصّة المؤلمة ، من الغريب أن تسمع كلمتي (أم ، وكُره) معا او ان تسمع كلمتي (قسوة ، و أمومة) معا ، فهما لا ترتبطان مع معنى الامومة الحقيقية ، في هذه القصة ، الفتاة يتيمة الأب ، ولو كان أباها موجودا فهو ايضا مشغول بأعباء الحياة اليومية ، وكثيرا ما سمعنا عن أمهات يقسينَ على ابنائهن والأب لا يعلم او ان علم لا يقدر على فعل شيء ، فما بالكم في غياب كامل عن الأم والأبناء؟
ربما تتنوع انواع قسوة الأم ، فهناك من الأمهات من تدعوعلى ابنائها صباح مساء بأقسى انواع العبارات والشتائم والدعوات وهناك من يضربن ابنائهن وهناك من تجبر ابنتها على الزواج من شخص معين غير مؤهل ، فهل من المعقول أن تُعامل الأم ابنتها هكذا؟ من يحمي الإبنة من قسوة الأم؟
لا يمكن لنا الشك في (صفات الأم) وفي أمومتها وحنانها وعطفها ، وطاعة الأم واجبة حتى في قسوتها ، وقد تمر الأم في ظروف قد تجعلها عصبية المزاج ، او قد يكون العامل في السن له دور فتجد الأم تنظرالى الأمور من منظار يختلف عما ننظر اليه نحن الأبناء ، فتتولد الاختلافات في الآراء.
إن وظيفة الأم في الحياة هي منحة إلهية خارقة ، لا يقدر عليها سوى الأم ، لذلك لا يمكن اعتبار ان قسوة الأم كرها ، فالأم قد تقسو ولكن لا تكره ، وتصديق قولي انك لو اخبرتها عن ابن لها تقسو عليه انه في حال صعبة لوجدت قلبها قد رقّ في الحال ، ولا بد من ذكر قصة علقمة وأمه التي كانت غاضبة عليه لإسلامه فلما جائته سكرات الموت لم يستطع نطق الشهادة حتى ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه وطلب منها عفوها عليه فسامحته فنطق بها ومات ، فالأم مهما كانت مواقفها تبقى الأم وتبقى عاطفتها تطغى على قسوتها..
دعونا نتناقش معا أسباب و تداعيات معاملة الأم لإبنتها على نحو قاسٍ:
- هل من الممكن أن تقسو أم على أولادها؟
- هل ذلك يعود لجهل أم ماذا؟
- ألا تكون هذه المعاملة سبب في انحراف الأبناء؟
- وأخيرا .. هل تؤيد ان تلجأ هذه الفتاة الى الى وسيط او الى (الشرطة)؟
اهلا بمشاركاتكم جميعا ..
تابعوا في حلقات (قلوب حائرة) السابقة :
للمشاركة في اختيار الحلقات المقبلة اضغط هنا
مواقع النشر (المفضلة)