العالي عالي
05-14-2008, 09:36 PM
لاحظت في الشهور القليلة الماضية وتحديداً منذ قرار تحرير البترول الأخير أن هناك تغييراً واضحاً قد طرأ على سلوك سائقي السرفيس..وعلى نفسيتهم وجدّيتهم في البحث عن رزقهم وعلى طرق معاملتهم للراكب..
في السابق كان سائق السرفيس مثل المغناطيس تجذبه أي حركة، فلا يدع شخصاً في الطريق تدل هيئته على أنه راكب (محتمل) الاّ وزمّر له وأشّر بسبباته ما مفاده (عالبلد)؟..
كانت عيناه مثل عيني الصقر ترى كل مخلوق يمشي على رجلين وتكشف كل راكب حرّك يده بطريقة مقصودة أو غير مقصودة ..كما كان يراقب في مرآته الوسطى معظم زملاء المهنة الذين خلفه وكم شخصاً اصطادوا، ومن يتبعه منهم،ويحصي عدد النقلات وعدد( الفردات) لكل واحد منهم ..
وإذا ما أردت أن أوقعهم بإثم الغيبة والنميمة كنت أطرح عليهم واحداً من ثلاثة مواضيع: (هيئة تنظيم قطاع النقل) أو(قيادة السيدات للسيارات) أو (الحشمة)..لا اذكر أن سائقاً واحداً استعصى عليّ ولم يتجاوب معي ويقع بإثم النميمة والشتائم المنتقاة طيلة سني تنقلي بالسرفيس ..كانوا جدّيين أكثر، يوبّخونك بنظراتهم اذا ما نقص من الأجرة قرشاً واحداً ولا يترددون بمطالبتك به، كما كانوا (يشلّوا أمل) الراكب اذا ما أغلق باب السيارة بقوة..ويحفّزوا الركّاب الباقين لشتمه ايضاَ كل حسب استطاعته..
الآن الوضع تغيّر تماماً، قبل يومين وضعت سيارتي في مجمع العبدلي سابقاً ونزلت الى البلد بالسرفيس، ركبت بالكرسي الأمامي قرب سائق ملتحٍ ويستمع الى شريط يتحدّث عن غسل الميت..كان ''يفصّم بزر'' بشراهة وينفخ عن يساره القشر..طارت قشرة من نافذته ودخلت من نافذتي والتصقت بجبيني، نزعتها ووضعتها بجيبي فهي ''بركة''..تبسمت و أعطيته الأجرة وانتظرت ان يعيد الي ''قرشين'' لأقول له ''مسامح''..فردّ لي (شلن) دون ان يتكلم قلت له: ''بدّي قرشين''..فقال لي ببرود على''....''، فاجأني بردّه هذا..ثم حاولت أن أجرّه إلى إثم النميمة فسألته بخبث :عن عدالة هيئة تنظيم قطاع النقل في وضع الأجور وهل العمل على السرفيس بات مجدياً أم لا وقلت له بالعامية: '' موفّيه معاكو بعد رفع البنزين'' ..قال لي ببرود ايضاً '' توفّي، ولاّ للّي.......''، تفاجأت للمرة الثانية على التوالي من رده.. أشّر له راكب فلم يتوقفّ الرجل، راكب آخر مدّ يده على الطريق للوقوف لكن السائق آثر ''تفصيم'' البزر على تحميل الركّاب..قلت له بخبث مرّة أخرى '' طلع الصيف وبلّشت العالم تتزلّط، الله يجيرنا بس!!''..فرّد وهو ينفخ القشر من فمه..''خلّي العالم تلبس، هينا بنتفرّج!!''..لقد (فقسني) الرجل بجوابه هذا..لم أعد أحتمل ضعف استجابته، طلبت منه الوقوف فوراً..وقلت في نفسي سأستفزّه..وأغلق الباب بقوّة ليسمعني كلام أيام زمان..أغلقت الباب بكل ما أعطيت من قوة وانتظرت تعليقه..قال لي وهو يتابع عملية المضغ : ''قوّي قلبك وسكّره مليح ما سكّرش''..
أعتقد أن هؤلاء الناس هم عينة من أناس كثر قد نزعت ''مراراتهم'' .
أحمد حسن الزعبي
في السابق كان سائق السرفيس مثل المغناطيس تجذبه أي حركة، فلا يدع شخصاً في الطريق تدل هيئته على أنه راكب (محتمل) الاّ وزمّر له وأشّر بسبباته ما مفاده (عالبلد)؟..
كانت عيناه مثل عيني الصقر ترى كل مخلوق يمشي على رجلين وتكشف كل راكب حرّك يده بطريقة مقصودة أو غير مقصودة ..كما كان يراقب في مرآته الوسطى معظم زملاء المهنة الذين خلفه وكم شخصاً اصطادوا، ومن يتبعه منهم،ويحصي عدد النقلات وعدد( الفردات) لكل واحد منهم ..
وإذا ما أردت أن أوقعهم بإثم الغيبة والنميمة كنت أطرح عليهم واحداً من ثلاثة مواضيع: (هيئة تنظيم قطاع النقل) أو(قيادة السيدات للسيارات) أو (الحشمة)..لا اذكر أن سائقاً واحداً استعصى عليّ ولم يتجاوب معي ويقع بإثم النميمة والشتائم المنتقاة طيلة سني تنقلي بالسرفيس ..كانوا جدّيين أكثر، يوبّخونك بنظراتهم اذا ما نقص من الأجرة قرشاً واحداً ولا يترددون بمطالبتك به، كما كانوا (يشلّوا أمل) الراكب اذا ما أغلق باب السيارة بقوة..ويحفّزوا الركّاب الباقين لشتمه ايضاَ كل حسب استطاعته..
الآن الوضع تغيّر تماماً، قبل يومين وضعت سيارتي في مجمع العبدلي سابقاً ونزلت الى البلد بالسرفيس، ركبت بالكرسي الأمامي قرب سائق ملتحٍ ويستمع الى شريط يتحدّث عن غسل الميت..كان ''يفصّم بزر'' بشراهة وينفخ عن يساره القشر..طارت قشرة من نافذته ودخلت من نافذتي والتصقت بجبيني، نزعتها ووضعتها بجيبي فهي ''بركة''..تبسمت و أعطيته الأجرة وانتظرت ان يعيد الي ''قرشين'' لأقول له ''مسامح''..فردّ لي (شلن) دون ان يتكلم قلت له: ''بدّي قرشين''..فقال لي ببرود على''....''، فاجأني بردّه هذا..ثم حاولت أن أجرّه إلى إثم النميمة فسألته بخبث :عن عدالة هيئة تنظيم قطاع النقل في وضع الأجور وهل العمل على السرفيس بات مجدياً أم لا وقلت له بالعامية: '' موفّيه معاكو بعد رفع البنزين'' ..قال لي ببرود ايضاً '' توفّي، ولاّ للّي.......''، تفاجأت للمرة الثانية على التوالي من رده.. أشّر له راكب فلم يتوقفّ الرجل، راكب آخر مدّ يده على الطريق للوقوف لكن السائق آثر ''تفصيم'' البزر على تحميل الركّاب..قلت له بخبث مرّة أخرى '' طلع الصيف وبلّشت العالم تتزلّط، الله يجيرنا بس!!''..فرّد وهو ينفخ القشر من فمه..''خلّي العالم تلبس، هينا بنتفرّج!!''..لقد (فقسني) الرجل بجوابه هذا..لم أعد أحتمل ضعف استجابته، طلبت منه الوقوف فوراً..وقلت في نفسي سأستفزّه..وأغلق الباب بقوّة ليسمعني كلام أيام زمان..أغلقت الباب بكل ما أعطيت من قوة وانتظرت تعليقه..قال لي وهو يتابع عملية المضغ : ''قوّي قلبك وسكّره مليح ما سكّرش''..
أعتقد أن هؤلاء الناس هم عينة من أناس كثر قد نزعت ''مراراتهم'' .
أحمد حسن الزعبي