المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زاوية غسان كنفاني .. الرفيق الشهيد الحُر ...



فلسطينية وافتخر
06-14-2008, 12:53 AM
ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين..وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة ...
نشأته وحياته

والده :
خرج أبوه من أسرة عادية من أسر عكا وكان الأكبر لعدد غير قليل من الأشقاء، وبما أن والده لم يكن مقتنعاً بجدوى الدراسات العليا فقد أراد لابنه أن يكون تاجراً أو كاتباً أو متعاطياً لأي مهنة عادية ولكن طموح الابن أبي عليه إلا أن يتابع دراسته العالية فالتحق بمعهد الحقوق بالقدس في ظروف غير عادية.صفر اليدين من النقود وحتى من التشجيع فما كان عليه إلا أن يتكل علي جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذى يرسله له والده ويشترى بدل ذلك بعض الكاز والمأكل، ويشارك بعض الأسر في مسكنها، إلى أن تخرج كمحام.وعاد إلي عكا ليتزوج من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك.
وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه فى السراء والضراء ونجح وكان يترافع فى قضايا معظمها وطني خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا كانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية.
وكان من عادة هذا الشاب تدوين مذكراته يوماً بيوم وكانت هذه هى أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو ارتحل، وكثيراً ما كان يعود إليها ليقرأ لنا بعضها ونحن نستمتع بالاستماع الى ذكريات كفاحه، فقد كان فريدا بين أبناء جيله، وكان هذا الرجل العصامي ذو الآراء المتميزة مثلاً لنا يحتذي.
هذا هو والد غسان كنفاني الذى كان له بدون شك أثر كبير فى حياة ثالث أبنائه غسان.
غسان الطفل:
هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة والأعياد فى عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا فى التاسع من نيسان عام 1936.
كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا وكنا نحسده لأنه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما ندرسه نحن.ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات.فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التى بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في أطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والأطفال إذا اقتضى الأمر.
ومما يذكر هنا أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعا علما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا.وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة فى الأذهان.فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.
استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهي العمل فيه حين اضطروا للرحيل.
من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.غسان فى طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك فى مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.
غسان اليافع:

فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.
وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب وأترك الكلام هنا وعن حياته السياسية لرفاقه ولكن ما أذكره انه كان يضطر أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له إحراجا مع والده الذي كان يحرص علي إنهائه لدروسه الجامعية وأعرف أنه كان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين إخلاصه ولرغبة والده.
قي أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه.وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التى رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التى شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق.كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.
وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 58 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق.
في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التى نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية.ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هى شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا فى السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله.
عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف

فلسطينية وافتخر
06-14-2008, 12:54 AM
غسان الزوج:



بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية.
بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل اثنين.لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين.عام 1961 كان يعقد فى يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي.كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال.قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية.
واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت فى الإطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هى شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها.وقد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961ورزقا بفايز في 24/8/1962 وبليلي فى 12/11/1966.
بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحية اذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه.
عندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حى المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك إخلاء شقته قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بإيجار معقول.
وفي بيروت أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً.ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.


وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً.كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره وكان يقضى أيام عطلته (إذا تسنى له ذلك يعمل فى حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته.
غسان القضية :





أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.

"عائد إلى حيفا"، عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.
"أرض البرتقال الحزين"، تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12"، استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق.
فى قصته "ما تبقي لكم"، التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس"، يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي.
قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة، والتي سبقتها والتي تلتها، وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها أن تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق".


كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التى يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".
غسان الرائد:






تجب وضع دراسة مفصلة عن حياة غسان الأدبية والسياسية والصحفية ولكننا في هذه العجالة نكتفي بإيراد أمثلة عن ريادته بذكر بعض المواقف في حياته وعتها الذاكرة:

كان غسان أول من كتب عن حياة أبناء الخليج المتخلفة ووصف حياتهم وصفاً دقيقا مذهلا وذلك في قصته "موت سرير رقم 12"، ولا أستطيع أن أؤكد إذا كان سواه قد كتب عن ذلك من بعده.
فى أوائل ثورة الـ 58 بالعراق أيام حكم عبد الكريم قاسم زار غسان العراق ورأى بحسه الصادق انحراف النظام فعاد وكتب عن ذلك بتوقيع "أبو العز" مهاجما العراق فقامت قيامة الأنظمة المتحررة ضده إلى أن ظهر لهم انحراف الحكم فعلا فكانوا أول من هنأوه على ذلك مسجلين سبقه في كتاب خاص بذلك.
بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة "المحرر" اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكانت على ما أذكر الصفحة الخامسة وكان يحررها هو وآخرون.ومنذ سنة تقريبا استحدثت إحدى كبريات الصحف اليومية فى بيروت صفحة مماثلة وكتب من كتب وأحدهم أستاذ صحافة فى الجامعة الأميركية كتبوا في تقريظ هذه الصفحة وساءني أن يجهل حتى المختصون بالصحافة أن غسان قام بهذه التجربة منذ سنوات.
لا أحد يجهل أن غسان كنفاني هو أول من كتب عن شعراء المقاومة ونشر لهم وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية فى الفترات الأولى لتعريف العالم العربي على شعر المقاومة، لم تخل مقالة كتبت عنهم من معلومات كتبها غسان وأصبحت محاضرته عنهم ومن ثم كتابه عن "شعراء الأرض المحتلة" مرجعا مقررا فى عدد من الجامعات وكذلك مرجعا للدارسين.
الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيونى كانت لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني". أشهر الصحافيين العرب يكتب الآن عن حالة اللا سلم واللا حرب ولو عدنا قليلا إلى الأشهر التى تلت حرب حزيران 67 وتابعنا تعليقات غسان السياسية فى تلك الفترة لوجدناه يتحدث عن حالة اللا سلم واللا حرب أى قبل سنوات من الاكتشاف الأخير الذى تحدثت عنه الصحافة العربية والأجنبية.
إننا نحتاج إلى وقت طويل قبل أن نستوعب الطاقات والمواهب التى كان يتمتع بها غسان كنفاني. هل نتحدث عن صداقاته ونقول أنه لم يكن له عدو شخصي ولا في أى وقت وأي ظرف أم نتحدث عن تواضعه وهو الرائد الذى لم يكن يهمه سوى الإخلاص لعمله وقضيته أم نتحدث عن تضحيته وعفة يده وهو الذى عرضت عليه الألوف والملايين ورفضها بينما كان يستدين العشرة ليرات من زملائه.ماذا نقول وقد خسرناه ونحن أشد ما نكون فى حاجة إليه، إلى إيمانه وإخلاصه واستمراره على مدى سنوات في الوقت الذى تساقط سواه كأوراق الخريف يأساً وقنوطا وقصر نفس.
كان غسان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.

فلسطينية وافتخر
06-14-2008, 12:55 AM
عمل في الصحف والمجلات التالية :


عضو في أسرة تحرير مجلة "الرأى" في دمشق


عضو في أسرة تحرير مجلة "الحرية" فى بيروت


رئيس تحرير جريدة "المحرر" في بيروت.


رئيس تحرير "فلسطين" في جريدة المحرر.


رئيس تحرير ملحق "الأنوار" في بيروت.



صاحب ورئيس تحرير "الهدف" في بيروت.




كما كان غسان كنفاني فنانا مرهف الحس، صمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسم العديد من اللوحات.


من مؤلفات الشهيد:


قصص ومسرحيات :


موت سرير رقم 12.



أرض البرتقال الحزين.


رجال في الشمس - قصة فيلم "المخدوعون".


الباب (مسرحية).
عالم ليس لنا.
ما تبقى لكم (قصة فيلم السكين).
عن الرجال والبنادق.
أم سعد.
عائد إلي حيفا






بحوث أدبية:

أدب المقامة في فلسطين المحتلة.


الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال.


في الأدب الصهيوني





مؤلفات سياسية:

المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.



مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيميا).





استشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).

فلسطينية وافتخر
06-14-2008, 12:56 AM
كلمات لغسان كنفاني



لا تمت قبل أن تكون ندا



إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت..إنها قضية الباقين


إن الموت السلبي للمقهورين و المظلومين مجرد انتحار و هروب و خيبة و فشل



الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت..الثورة وحدها هي التي توجه الموت..و تستخدمه لتشق سبل الحياة



لنزرعهم شهدائنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف..فدائما يوجد في الأرض متسعا لشهيد آخر



إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق و تافه لغياب السلاح..و إنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه
لك شيء في هذا العالم..فقم!



أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها..الحرية التي هي نفسها المقابل



لا أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي..أو أقتلع من السماء جنتها..أو أموت أو نموت معا



هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم !


إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية



إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية..فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية



الغزلان تحب أن تموت عند أهلها..الصقور لا يهمها أين تموت
الأشباح ماتوا ..قتلتهم الفيزياء..و ذوبتهم الكيمياء..و أرعبتهم العقول


جاعوا, وأخذت السماء تزخ, حيث يسقى فولاذ الرشاشات تضحى



له رائحة الخبز


ليس المهم أن يموت أحدنا..المهم أن تستمروا



هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين..هي تخلف و فلسطين تأخذ



في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز و الماء و أكف الكدح و نبض القلب



إن ضرب السجين هو تعبير مغرور عن الخوف ..



إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة ...



سيظل مغروسا هنا ينبض وحده في العراء..إلى أن يموت واقفا
و أورثني يقيني بوحدتي المطلقة مزيدا من رغبتي في الدفاع عن حياتي دفاعا وحشيا



أيمكن أن يكون القدر مرتبا على هذه الصورة الرهيبة..يا إلهي..أيمكن؟!



إن حياتي و موتك يلتحمان بصورة لا تستطيع أنت و لا أستطيع أنا فكهما..ورغم ذلك فلا يعرف أحد كيف يجري الحساب ها هنا
لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟
فإذا بالجميع يصرخوا دفعة واحدة" أية حياة هذه..الموت أفضل منها" و لأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا..فلابد أن يفكروا بأمر آخر



إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء..و ألا تجعل عدوك يتوقع
إنها الثورة! هكذا يقولون جميعا..و أنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق..فإلى متى تنتظر؟!
بالدم نكتب لفلسطين




و اخيرا دع هذة الكلمات تتشظى في مخيلتك وسترى ان غسان تعدى لفظة الاسطورة لذاك اغتيل ...

فلسطينية وافتخر
06-14-2008, 12:57 AM
عن الاقلام اكتب
مقالة بقلم غسان

أضمر حقداً شريراً على رجلين لا أعرفهما، ولكنهما يمثلان بالنسبة لي أبشع أنواع اللصوصية : هذه اليد المزودة بأظافر النهب تحت قفاز من حرير التهذيب، ووراء اليد والقفاز توجد ذراع انعدام المسؤولية، وهذه الذراع هي <<الخيانة>> بعينها!
الأول رجل يلبس قميصا مخططا ويضع نظارة وشعره ميال الى الحمرة (من يجده يتصل بالمخفر وله مكافأة قيمة)، التقيته في مطار بيروت، وكنا على وشك أن نسافر كل الى جهة، حين طلب بتهذيب لا مثيل له أن أعيره قلمي ليملأ به بطاقة المغادرة.
وأعطيته قلمي، بالطبع، شأن أي رجل متحضر يلتقي رجلا متحضرا في مطار ما، فلطشه.
أما الثاني فرجل يلبس قميصا أبيض، التقيته في مكتب البرقيات في بيروت عند منتصف الليل، وكنت ذاهبا لأبعث برقية، فطلب مني بتهذيب لافت للنظر أن أعيره قلمي ليكتب برقية.
وأعرته قلمي بعد محاضرة موجزة ألقيتها عليه، ملخصها أنني أضعت قلما قبل فترة عندما استعاره مني رجل في المطار (في الحقيقة قلت له إنني أضعت عشرة أقلام لأجعل القضية أكثر دراماتيكية وتأثيرا) وقلت له إنني أريد أن أسترد قلمي، ثم نبهته إلى أنني لو نسيت، أو انشغلت، فعليه أن يذكّرني.
ثم أعطيته القلم، فلطشه!
وأنا رجل حساس جدا تجاه أقلام الحبر. وبالرغم من أن أقلامي ليست غالية السعر تماما، إلا أنها تشكل جزءا من حياتي. وحتى ريشتها تتكيف مع أصابعي بصورة حميمة، تعتادني وأعتادها ونشكل معا علاقة تشبه العلاقة التي تتشكل بين أنف الرجل ونظارته.
ومن حقي طبعا أن أحب قلمي، فهذه قضية لا تعارض أية قوانين وضعها الإنسان؛ بل إن امتلاك الإنسان لقلم حبر هو حق من حقوق الملكية لم تنل منه أكثر إجراءات الاشتراكيين إمعانا في التأميم. ومعنى ذلك أنه حق مقدس، يشبه حق احتفاظ الإنسان بمعدته الخاصة.
ولذلك فقد كان لهاتين الحادثتين وقع الكارثة عليّ، وأشعرتاني بغضب حزين مهيض الجناح، شديد العجز. فمن ناحية أولى لا أستطيع أن أطارد السارق، ومن ناحية أخرى لا تستحق المسألة برمتها في عرف الشرطة أن أقدم شكوى.
فاللصوصية في القوانين هي جريمة تتعلق بثمن الشيء لا بقيمته، وسيكون من المضحك أن أشكو إلى الشرطة رجلا مجهولا ذهب إلى مكتب البرقيات دون أن يصطحب معه قلمي، ليلطش قلمي، وثمنه عشر ليرات.
إنه شيء يشبه أن يقوم <<بابلو نيرودا>> برفع دعوى على معين بسيسو، لأن الأخير لطش من الأول صورة شعرية عن <<الأشجار التي تموت واقفة>>.
من الطبيعي أن الشاب الذي لطش قلمي في المطار قد نسي أن يرجعه لي، ووضعه في جيبه بحركة بريئة، وكذلك الرجل الذي استعار قلمي في مكتب البرقيات الليلي في بيروت (كيف يذهب رجل إلى المطار بدون قلم، وكيف يجرؤ رجل ذاهب ليبعث برقية إلى مكتب البرقيات أن يذهب دون قلم؟ إن رجال الشرطة مطالبون بأن يفتشوا كل داخل إلى مكتب البريد، فإذا اكتشفوا أنه لا يحمل قلما منعوه من الدخول). أقول: من الطبيعي أن عمليات اللطش هذه لم تكن مقصودة تماما، ورغم ذلك فيجب أن لا تفر من العقاب، لأن تصرف قائد سلاح الجو العربي فجر 5 حزيران لم يكن مقصودا تماما، ومع ذلك فإن من المضحك أن نتركه يذهب إلى بيته، بالقلم الملطوش، لأنه نسي إرجاعه إلى صاحبه!
والفارق بين قلم الشخص، وبين السلاح الجوي لدولة من الدول، ليس كبيرا: فكما أن ضياع السلاح الجوي يفقد الدولة المعنية غطاءها الجوي، فإن ضياع قلم الحبر يفقد الشخص المعني قدرته على الكتابة، حتى إتمام إزالة آثار العدوان.
وهكذا عدت من مكتب البرقيات الليلي دون قلم حبر. فقد شغلني الموظف في جدل لا نهاية له حول عدد الكلمات وأسعارها وبقية الدرجة الأولى والدرجة الثانية، (ذلك المنطق الطبقي الذي لا يمكن التخلص منه)، وانتهز الرجل المجهول الذي استعار قلمي هذه الفرصة لينسى أنه استعار القلم، وبالتالي لطشه دون أي وازع من ضمير.
إنني أدعو الله أن يبتلي أولئك الذين يعتقدون حتى الآن أن هذا الموضوع تافه، بسرقة أقلامهم حين يكونون في أشد الحاجة إليها، كي يدركوا مدى جدية هذه القضية.
فكرت، حين وجدت أنني دون قلم (المرة الأولى في الطائرة، حيث لا توجد دكاكين لبيع أقلم الحبر كما هو معروف، وحيث يتعيّن على المسافر أن يملأ عشرات من الأوراق بالمعلومات؛ والمرة الثانية عند منتصف الليل حيث لا يمكن شراء قلم حبر رغم أنه كان عليّ أن أنجز مقالاً) فكّرت أنني لو كنت مكان الرجل الذي استفاد من فضيلة النسيان إلى هذا الحد، أكنت حملت القلم الملطوش إلى الدار، وقلت لزوجتي: <<اسكتي يا مرا.. لقد لطشنا قلما>>؟
لا!
على الأقل، كنت سألت الموظف المعني عن عنوان صاحب القلم الذي أرسل برقية قبلي، أو كنت تركت القلم عنده ليجده صاحبه حين يعود إليه ليسأل عنه..
وعلى أي حال، كنت قد أحضرت قلمي معي قبل ذلك كله، إذ كنت سأبدو مضحكا جدا لو أنني جئت إلى مكتب البرقيات دون قلم، مثل بطل سباحة ذاهب إلى مكسيكو دون مايوه!
هذا بالذات ما أسميه <<كف اللص داخل قفاز التهذيب الحريري>>، وهو أبشع من كف اللص العارية بما لا يقارن.
وأعترف الآن أن غضباً شديداً انتباني في الحالتين. وحين اكتشفت بيني وبين نفسي أن هذين الدرسين لن يمنعاني في المستقبل من إعارة قلمي إلى من يطلبه، ولن يمنعاه من أن يلطشه، ازداد غضبي إلى حد لا يطاق ..
فلو أنني، في المستقبل، رفضت إعارة قلمي إلى شخص يطلبه بحجة أن زميلا له لا يعرفه قد استعار في الماضي قلمي وسرقه (بالنسيان أو بالعمد، سيان) لما كان بوسعه أن يفهم، ولا أن يغفر، وعليّ أن أتحمل نظرة الاحتقار والاتهام بالعجز عن مساعدة الآخرين.
وأنا أعرف أنني سأظل أعير قلمي، وسيظل المستعير يلطشه...
وكل سلواني هو أن يقرأ الرجل الذي استعار قلمي في المطار هذا الكلام، وكذلك الرجل الذي استعاره في مكتب البرقيات، وأن يشعرا بينهما وبين نفسيهما بالخجل والعار، وبعد ذلك ليحتفظا بالقلمين.
هذان القلمان، أيها السادة، كتبا رسائل غرام، وسطرا على هذه الصفحة زبدة الشتائم الأدبية المعروفة في هذا البلد، ووقعا على ذيول عشرات من الكمبيالات والسندات، وقد استعملتهما أحيانا كما يفعل أي شخص آخر أداة أعض عليها حين تعاندني الفكرة. أي إنهما جزء من حياتي، ومع ذلك فبوسعكما الاحتفاظ بهما، علهما يلسعانكما بالذنب كلما حاولتما أن تكتبا بهما بطاقة خروج أو برقية ...
فالقلم مثل القتيل، يخرج من ريشته حين يُلطش غراب أسود يظل ينعق: اسقوني، اسقوني، حتى يؤخذ بثأره، أو ربما تتعطل ريشته فينضح في قميصيكما حبره الذي لا يغسل بالماء
27\10\ 1967

أميرة قوس النصر
06-14-2008, 12:58 AM
مشكورة غسان كنفاني اول كاتب قمت في قرات قصصه في حياتي وكانت (( رجال تحت الشمس )) جد ذكرتني
:) :) :)

N_tarawneh
06-14-2008, 01:00 AM
ومن قتل غسان ...!!!؟؟؟

Abdallah Qasaimeh
06-14-2008, 03:33 AM
شكرا