العالي عالي
06-29-2010, 12:48 PM
سيكون المنتخب الاسباني مطالبا بتأكيد "مصداقيته" انه قادر في ان يكون متواجدا على منصبة التتويج في 11 تموز(يوليو) المقبل عندما يتواجه مع نظيره البرتغالي اليوم الثلاثاء على ملعب "فري ستايت ستاديوم" في كايب تاون ضمن الدور الثاني من مونديال جنوب افريقيا 2010.
ولم يكن مشوار ابطال اوروبا سهلا على الاطلاق في دور المجموعات حيث اجبروا على حسم تأهلهم في الجولة الاخيرة بفوزهم على تشيلي 2-1، وذلك بسبب الخسارة المفاجأة التي منيوا بها في مستهل مشوارهم امام سويسرا (0-1) التي وضعت حدا لمسلسل انتصاراتهم عند 12 على التوالي والحقت بهم الهزيمة الثانية فقط في 49 مباراة، قبل ان يستعيدوا توازنهم بفوزهم على هندوراس 2-0 ثم تشيلي ليتأهلوا مع الاخيرة الى الدور الثاني وفي صدارة المجموعة، ما جنبهم مواجهة البرازيل متصدرة المجموعة السابعة.
ومن المؤكد ان موقعة "فري ستايت ستاديوم" مع كريستيانو رونالدو وزملائه في منتخب "برازيليي اوروبا" ستكون الامتحان الحقيقي لمقدرات "لا فوريا روخا" الذي يسعى للتأكيد بانه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب امال مناصريه في النهاية، وبانه اصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس اوروبا للمرة الاولى منذ 1964. قد يعتقد البعض ان طريق المنتخب الاسباني اصبحت اسهل بتصدره للمجموعة الثامنة لانه تجنب البرازيليين، لكن المعطيات تؤكد عكس ذلك خصوصا بعد الاداء الدفاعي المحكم الذي قدمه المنتخب البرتغالي امام ابطال العالم خمس مرات في الجولة الاخيرة من منافسات المجموعة السابعة، حيث اقفل المنافذ على رجال كارلوس دونغا وحرمهم من الوصول الى المرمى بعدما شل مفاتيح اللعب تماما.
وقدم المنتخب البرتغالي وجهين مختلفين تماما في مشواره خلال النسخة التاسعة عشرة حتى الان، وقد اظهر "سيليساو دوس كويناش" مرونة تكتيكية ملفتة لانه بعد ان قدم اداء هجوميا كبيرا امام ساحل العاج (0-0) وكوريا الشمالية (7-0)، بدا كأنه منتخب الايطالي في السبعينات والثمانينات حيث طبق اسلوب ال"كاتيناتشيو" الذي اشتهر لاول مرة مع المدرب الارجنتيني هيلينيو هيريرا مع انتر ميلان الايطالي خلال الستينات.
وقد يلجأ كيروش الى هذا الاسلوب مرة اخرى امام اسبانيا خصوصا ان "لا فوريا روخا" يتميز بلعبه الهجومي الذي يستند بشكل اساسي على الاستحواذ على الكرة والاعتماد على مواهب لاعبي وسطه تشافي هرنانديز واندريس انييستا وخيسوس نافاس او دافيد سليفا وفرانسيسك فابريغاس، وحتى ان دافيد فيا الذي اصبح افضل هداف اسبانيا في نهائيات كأس العالم (6 اهداف) يلعب في الجهة اليسرى وليس كرأس حربة، فيما يتولى فرناندو توريس مهام المهاجم الصريح.
ويدرك المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي صعوبة المهمة التي تنتظر رجاله وهو اكد مباشرة بعد التأهل الى الدور الثاني ليس مرتاحا على الاطلاق لان ابطال اوروبا تجنبوا مواجهة المنتخب البرازيلي وذلك لان المنتخب البرتغالي ليس اسهل من "سيليساو" على الاطلاق.
وقال دل بوسكي "هل رأيتم كيف هيمنت البرتغال على البرازيل (0-0)؟ لم تمنحها اي فرصة لفرض طريقة لعبها وكانت جيدة جدا في الهجمات المرتدة. البرتغال منتخب كبير جدا، ولا اشعر برضى خاص لاننا سنواجههم (عوضا عن البرازيل). ان كانت البرازيل او البرتغال، هذان المنتخبان ممتازان على اية حال".
ورد دل بوسكي على سؤال حول سبب استبداله توريس في بداية الشوط الثاني، قائلا "لقد استبدلته لانه كان يشعر باوجاع عضلية خلال استراحة الشوطين لكن ذلك لا علاقة له باصابته القديمة في ركبته. كما كنا بحاجة ايضا الى السيطرة بشكل افضل على وسط الملعب، ومع سيسك، لن نخسر اي شيء من الناحية الهجومية وسنستفيد ايضا في وسط الملعب".
اما انييستا الذي سجل عودة موفقة من الاصابة التي ابعدته عن مباراة هندوراس (2-0) بتسجيله الهدف الثاني لابطال اوروبا، فقال "اتيحت لنا فرصة لا تعوض بعد الهزيمة في المباراة الافتتاحية (امام سويسرا 0-1). اذ اصبح مفتاح التأهل بين ايدينا، وهذا ما تحقق بالفعل. انا سعيد لاننا بلغنا ثمن النهائي لان ذلك هو هدفنا بغض النظر عمن يسجل الاهداف. كان هدف دافيد (فيا) مهما للغاية لانه جاء في لحظات عصيبة لان الشك كان يشق طريقه الينا. ثم اصبحنا اكثر هدوءا بعد الهدف، وكان اداؤنا افضل".
وتعرض المنتخب الاسباني الى ضربة عشية موقعته مع البرتغال باصابة مدافعه راؤول البيول لاصابة في ساقه اليمنى حيث نقل الى احد مستشفيات من اجل اجراء الفحوصات اللازمة، لكن مدافع ريال مدريد ليس من العناصر الاساسية في تشكيلة دل بوسكي، خلافا لزميله في النادي الملكي تشابي الونسو الذي قد لا يتمكن من مواجهة زميليه الاخرين في ريال مدريد رونالدو وبيبي الذي عاد الى تشكيلة البرتغال بعد تعافيه من اصابة ابعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
وتعرض تشابي الونسو لالتواء في الكاحل الايمن خلال لقاء ابطال اوروبا مع تشيلي وهو قد يغيب عن لقاء الثلاثاء امام البرتغال حسب ما اكد دل بوسكي، فيما سيكون توريس جاهزا للعب لان الاصابة التي يعاني منها ليست سوى مشكلة عضلية بسيطة.
ويأمل دل بوسكي ان لا يصاب بالاحباط الذي اختبره نظيره في المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا عندما واجه البرتغاليين، لانه كان حانقا تماما على اسلوب الدفاعي الذي طبقه منتخب كيروش الذي حافظ على سجله الخالي من الهزائم في 18 مباراة على التوالي، وفي حال نجح في تجنب الهزيمة خلال الوقتين الاصلي والاضافي او الفوز بالمباراة سيعادل الرقم القياسي الذي سجله المنتخب بين 2005 و2006 بقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
واجرى كيروش تعديلات تكتيكية بحتة لمباراة البرازيل، اذ لجأ الى تشكيلة دفاعية فلعب بيبي منذ البداية لكن امام الخط الدفاعي المكون من الرباعي ريكاردو كوستا وريكاردو كارفالو وبرونو الفيش ودودا، كما كانت الصيغة الدفاعية طاغية في خط الوسط بعدما شغل المدافع فابيو كوينتراو مركز الجناح الايسر، فيما لعب داني على الجهة اليمنى، وكريستيانو رونالدو وحيدا في خط المقدمة. وهناك احتمال ان يلجأ الى هذه التشكيلة في الشوط الاول على اقله ليختبر نية الاسبان، معتمدا على الهجمات المرتدة السريعة التي ستضع رونالدو في مواجهة زميله في ريال سيرخيو راموس والقائد كارليس بويول.
وقد انهى المنتخب البرتغالي الذي تأهل الى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركته الخامسة (بلغ نصف النهائي مرتين اخرها عام 2006)، دون ان تتلقى شباكه اي هدف، علما بان البرتغاليين حافظوا على نظافة شباكهم في 22 من اصل مباريات ال26 الاخيرة. وقد حذر كيروش لاعبيه بان هذه الاحصائيات لا تعني شيئا، مضيفا "قد تلعب دورا في تعزيز ثقتنا، لكن لا يمكننا الدخول الى الدور ثمن النهائي مستندين على السمعة والاحصائيات. يجب على لاعبينا ان يثبتوا قيمتهم في ارضية الملعب. علينا ان نبقى على ارض الواقع لاننا في الادوار الاقصائية الان واي خطأ سيرسلك الى ديارك".
وستكون مباراة اليوم المواجهة الاولى بين المنتخبين الايبيريين في النهائيات، لكنهما تواجها سابقا في التصفيات المؤهلة الى النسخة الاولى عام 1930 عندما فازت اسبانيا 9-0 و2-1، ونسخة 1950 حيث فاز الاسبان ايضا 5-1 ثم تعادلا 2-2، كما تواجها في الدور الاول من كأس اوروبا 1984 و2004 فتعادلا 1-1، وفي الدور الاول من كأس اوروبا 2004 عندما فاز البرتغاليون 1-0 ليحرموا الاسبان من التأهل الى الدور الثاني.
والتقى الطرفان في 26 مباراة ودية وتتفوق اسبانيا ب12 فوزا مقابل 10 تعادلات و4 هزائم فقط، ما يعني ان "لا فوريا روخا" يملك افضلية كبيرة من ناحية مجمل المواجهات المباشرة، حيث فاز 14 مرة، مقابل 12 تعادل و5 هزائم فقط من اصل 32 مباراة.
ومن المؤكد ان المدربين سيكونان تحت ضغط كبير ولن ترحم وسائل الاعلام المحلية الطرف الذي سينتهي مشواره عن الدور الثاني، ان كان دل بوسكي الذي دخل الى جنوب افريقيا 2010 وهو يحمل على كتفيه عبئا بانه يشرف على المنتخب الافضل في العرس الكروي والمرشح الاوفر حظا للظفر باللقب، او كيروش الباحث عن اثبات جدارته من خلال قيادة البرتغال الى الدور نصف النهائي على اقل تقدير بعدما واجه كيروش حملة اعلامية كبيرة خلال التصفيات بسبب الاداء المتواضع الذي ظهر به منتخبه الذي اضطر لخوض الملحق الاوروبي الفاصل ضد البوسنة من اجل ان يحجز مكانه في النهائيات.
وترى الصحف المحلية ان عيب المنتخب انه يقدم اداء جيدا مع كيروش لكنه لا يترجم افضليته امام خصومه الى اهداف، وقد بدأت هذه الانتقادات منذ الجولة الثانية من التصفيات عندما خسرت البرتغال على ارضها امام الدنمارك 2-3، وسخرت صحيفة "آ بولا" حينها من كيروش مشيرة الى ان اخر هزيمة لمنتخب بلادها على ارضه ضمن تصفيات كأس العالم تعود الى 15 عاما عندما كان حينها...بقيادة كيروش.
وكان كيروش اشرف على منتخب بلاده بين 1991 و1993 وفشل في تأهيله الى مونديال 1994 في الولايات المتحدة، الا انه نجح هذه المرة في تجنب الاحراج والاقالة من منصبه بعد ان تجاوز رجاله الصعوبة التي واجهتهم في الجولات الاولى حين حققوا فوزا وحيدا في أول 5 مباريات، ليحتلوا المركز الثاني في المجموعة الاولى خلف الدنمارك، متقدمين على السويد الثالثة بفارق نقطة واحدة، فخاضوا الملحق وتخطوا البوسنة 2-0 بمجموع المباراتين رغم غياب قائدهم كريستيانو رونالدو بسبب الاصابة.
وترى وسائل الاعلام المحلية بان البرتغال قدمت افضل العروض بقيادة سكولاري الذي انتقل الى تشلسي الانجليزي بعد قيادة "برازيل اوروبا" الى نهائي كأس اوروبا 2004 ونصف نهائي مونديال 2006، تاركا مكانه لكيروش الذي كان يشغل منصب مساعد مدرب مانشستر يونايتد الانجليزي اليكس فيرغوسون، لان الاول عرف كيف يدير المباريات وينهيها بالفوز "وهذا ما سيبقى عالقا في الاذهان"..
لكن كيروش الذي يشرف على جميع المنتخبات البرتغالية (الاول والاولمبي والشباب) رغم ان تجربته كمدرب لم تكن ناجحة خصوصا مع ريال مدريد الاسباني (2003-2004) ومنتخب الامارات (1997-1999) ومنتخب جنوب افريقيا (2000-2002) اضافة الى منتخب بلاده الاول، وضع لنفسه هدفا بان يسكت هذه الانتقادات وان يكرر على اقله ما حققه سكولاري في 2006، الا ان المهمة لن تكون سهلة لانه اصطدم بطموح مدرب اخر يسعى لان يرتقي الى مستوى المسؤولية التي القيت على عاتقه بعد خلافة لويس اراغونيس الذي قاد اسبانيا الى لقبها الاول منذ 1964 بعدما توج منتخبها بطلا لكأس اوروبا 2008 على حساب نظيره الالماني (1-0)، والى قيادة بلاده لفك عقدة المونديال حيث كانت افضل نتيجة لها وصولها الى نصف النهائي مرة واحدة عام 1950، علما بانها ودعت النسخة الماضية من الدور الثاني بخسارتها امام فرنسا (1-3).
ارقام واحصائيات قبل مباراة اسبانيا والبرتغال
في ما يلي أرقام واحصائيات قبل اللقاء:
- هذا اول لقاء بين المنتخبين منذ 6 اعوام، وهما تواجها في 32 مناسبة سابقا واولها في كاون الاول(ديسمبر) 1921 واخرها في 20 حزيران(يونيو) 2004 عندما خرجت البرتغال فائزة 1-0 في الجولة الاخيرة من الدور الاول لكأس اوروبا لتحرم اسبانيا من مواصلة المشوار، لكن الاخيرة تتفوق بشكل واضح في المواجهات المباشرة ب15 انتصارا، مقابل 12 تعادلا و5 هزائم.
- هذه المرة الاولى التي تتواجه فيها اسبانيا والبرتغال خارج القارة الاوروبية، والمواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما خارج الاراضي الاسبانية والبرتغالية كانت في كأس اوروبا عام 1984 عندما تعادلا 1-1 في مرسيليا.
- لم تفز اسبانيا باي مباراة في كأس العالم بعد احتكامها الى التمديد، ففي ربع نهائي 1034 تعادلت مع ايطاليا 1-1 بعد التمديد قبل ان تخسر المباراة المعادة 0-1 في الوقت الاصلي. وفي نهائيات 1990 خاض "لا فوريا روخا" التمديد في الدور الثاني امام يوغوسلافيا وخسر في نهاية المطاف 1-2. احتكم الاسبان الى ركلات الترجيح في ثلاث مناسبات خلال النهائيات، وخرجزوا فائزين مرة واحدة ضد جمهورية ايرلندا عام 2002 وخسروا مرتين امام بلجيكا عام 1986 وامام كوريا الجنوبية عام 2002.
- لم تحتكم البرتغال الى ركلات الترجيح سوى في مناسبة واحدة خلال النهائيات وكانت ضد انجلترا عام 2006 وخرجت فائزة.
- سيصبح سيماو اكثر لاعب في البرتغال خوضا للمباريات في نهائيات كأس العالم. واذا شارك اللاعب البالغ 30 عاما في مباراة اليوم امام اسبانيا فسيخوض مباراته الحادية عشرة في المونديال، ليتقدم بفارق مباراة على لويس فيغو الذي سيلحق به ايضا ريكاردو كارفاليو وكريستيانو رونالدو في هذه المباراة.
- بعد ان سجل هدفا في المرمى التشيلي (2-1)، اصبح دافيد فيا افضل هداف اسباني في نهائيات كأس العالم برصيد 6 اهداف، متفوقا على كل من ايميليو بوتراغوينو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينتيس وراؤول غونزاليز.
- لم تذق البرتغال طعم الهزيمة في 18 مباراة على التوالي، فحققت الفوز في 12 وتعادلت في 6 مباريات، وفي حال تجنبت الهزيمة امام اسبانيا في الوقتين الاصلي والاضافي او الفوز سيعادل "سيليساو داس كويناش" الرقم القياسي المحلي الذي سجل بين 2005 و2006 مع المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
ولم يكن مشوار ابطال اوروبا سهلا على الاطلاق في دور المجموعات حيث اجبروا على حسم تأهلهم في الجولة الاخيرة بفوزهم على تشيلي 2-1، وذلك بسبب الخسارة المفاجأة التي منيوا بها في مستهل مشوارهم امام سويسرا (0-1) التي وضعت حدا لمسلسل انتصاراتهم عند 12 على التوالي والحقت بهم الهزيمة الثانية فقط في 49 مباراة، قبل ان يستعيدوا توازنهم بفوزهم على هندوراس 2-0 ثم تشيلي ليتأهلوا مع الاخيرة الى الدور الثاني وفي صدارة المجموعة، ما جنبهم مواجهة البرازيل متصدرة المجموعة السابعة.
ومن المؤكد ان موقعة "فري ستايت ستاديوم" مع كريستيانو رونالدو وزملائه في منتخب "برازيليي اوروبا" ستكون الامتحان الحقيقي لمقدرات "لا فوريا روخا" الذي يسعى للتأكيد بانه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب امال مناصريه في النهاية، وبانه اصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس اوروبا للمرة الاولى منذ 1964. قد يعتقد البعض ان طريق المنتخب الاسباني اصبحت اسهل بتصدره للمجموعة الثامنة لانه تجنب البرازيليين، لكن المعطيات تؤكد عكس ذلك خصوصا بعد الاداء الدفاعي المحكم الذي قدمه المنتخب البرتغالي امام ابطال العالم خمس مرات في الجولة الاخيرة من منافسات المجموعة السابعة، حيث اقفل المنافذ على رجال كارلوس دونغا وحرمهم من الوصول الى المرمى بعدما شل مفاتيح اللعب تماما.
وقدم المنتخب البرتغالي وجهين مختلفين تماما في مشواره خلال النسخة التاسعة عشرة حتى الان، وقد اظهر "سيليساو دوس كويناش" مرونة تكتيكية ملفتة لانه بعد ان قدم اداء هجوميا كبيرا امام ساحل العاج (0-0) وكوريا الشمالية (7-0)، بدا كأنه منتخب الايطالي في السبعينات والثمانينات حيث طبق اسلوب ال"كاتيناتشيو" الذي اشتهر لاول مرة مع المدرب الارجنتيني هيلينيو هيريرا مع انتر ميلان الايطالي خلال الستينات.
وقد يلجأ كيروش الى هذا الاسلوب مرة اخرى امام اسبانيا خصوصا ان "لا فوريا روخا" يتميز بلعبه الهجومي الذي يستند بشكل اساسي على الاستحواذ على الكرة والاعتماد على مواهب لاعبي وسطه تشافي هرنانديز واندريس انييستا وخيسوس نافاس او دافيد سليفا وفرانسيسك فابريغاس، وحتى ان دافيد فيا الذي اصبح افضل هداف اسبانيا في نهائيات كأس العالم (6 اهداف) يلعب في الجهة اليسرى وليس كرأس حربة، فيما يتولى فرناندو توريس مهام المهاجم الصريح.
ويدرك المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي صعوبة المهمة التي تنتظر رجاله وهو اكد مباشرة بعد التأهل الى الدور الثاني ليس مرتاحا على الاطلاق لان ابطال اوروبا تجنبوا مواجهة المنتخب البرازيلي وذلك لان المنتخب البرتغالي ليس اسهل من "سيليساو" على الاطلاق.
وقال دل بوسكي "هل رأيتم كيف هيمنت البرتغال على البرازيل (0-0)؟ لم تمنحها اي فرصة لفرض طريقة لعبها وكانت جيدة جدا في الهجمات المرتدة. البرتغال منتخب كبير جدا، ولا اشعر برضى خاص لاننا سنواجههم (عوضا عن البرازيل). ان كانت البرازيل او البرتغال، هذان المنتخبان ممتازان على اية حال".
ورد دل بوسكي على سؤال حول سبب استبداله توريس في بداية الشوط الثاني، قائلا "لقد استبدلته لانه كان يشعر باوجاع عضلية خلال استراحة الشوطين لكن ذلك لا علاقة له باصابته القديمة في ركبته. كما كنا بحاجة ايضا الى السيطرة بشكل افضل على وسط الملعب، ومع سيسك، لن نخسر اي شيء من الناحية الهجومية وسنستفيد ايضا في وسط الملعب".
اما انييستا الذي سجل عودة موفقة من الاصابة التي ابعدته عن مباراة هندوراس (2-0) بتسجيله الهدف الثاني لابطال اوروبا، فقال "اتيحت لنا فرصة لا تعوض بعد الهزيمة في المباراة الافتتاحية (امام سويسرا 0-1). اذ اصبح مفتاح التأهل بين ايدينا، وهذا ما تحقق بالفعل. انا سعيد لاننا بلغنا ثمن النهائي لان ذلك هو هدفنا بغض النظر عمن يسجل الاهداف. كان هدف دافيد (فيا) مهما للغاية لانه جاء في لحظات عصيبة لان الشك كان يشق طريقه الينا. ثم اصبحنا اكثر هدوءا بعد الهدف، وكان اداؤنا افضل".
وتعرض المنتخب الاسباني الى ضربة عشية موقعته مع البرتغال باصابة مدافعه راؤول البيول لاصابة في ساقه اليمنى حيث نقل الى احد مستشفيات من اجل اجراء الفحوصات اللازمة، لكن مدافع ريال مدريد ليس من العناصر الاساسية في تشكيلة دل بوسكي، خلافا لزميله في النادي الملكي تشابي الونسو الذي قد لا يتمكن من مواجهة زميليه الاخرين في ريال مدريد رونالدو وبيبي الذي عاد الى تشكيلة البرتغال بعد تعافيه من اصابة ابعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
وتعرض تشابي الونسو لالتواء في الكاحل الايمن خلال لقاء ابطال اوروبا مع تشيلي وهو قد يغيب عن لقاء الثلاثاء امام البرتغال حسب ما اكد دل بوسكي، فيما سيكون توريس جاهزا للعب لان الاصابة التي يعاني منها ليست سوى مشكلة عضلية بسيطة.
ويأمل دل بوسكي ان لا يصاب بالاحباط الذي اختبره نظيره في المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا عندما واجه البرتغاليين، لانه كان حانقا تماما على اسلوب الدفاعي الذي طبقه منتخب كيروش الذي حافظ على سجله الخالي من الهزائم في 18 مباراة على التوالي، وفي حال نجح في تجنب الهزيمة خلال الوقتين الاصلي والاضافي او الفوز بالمباراة سيعادل الرقم القياسي الذي سجله المنتخب بين 2005 و2006 بقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
واجرى كيروش تعديلات تكتيكية بحتة لمباراة البرازيل، اذ لجأ الى تشكيلة دفاعية فلعب بيبي منذ البداية لكن امام الخط الدفاعي المكون من الرباعي ريكاردو كوستا وريكاردو كارفالو وبرونو الفيش ودودا، كما كانت الصيغة الدفاعية طاغية في خط الوسط بعدما شغل المدافع فابيو كوينتراو مركز الجناح الايسر، فيما لعب داني على الجهة اليمنى، وكريستيانو رونالدو وحيدا في خط المقدمة. وهناك احتمال ان يلجأ الى هذه التشكيلة في الشوط الاول على اقله ليختبر نية الاسبان، معتمدا على الهجمات المرتدة السريعة التي ستضع رونالدو في مواجهة زميله في ريال سيرخيو راموس والقائد كارليس بويول.
وقد انهى المنتخب البرتغالي الذي تأهل الى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركته الخامسة (بلغ نصف النهائي مرتين اخرها عام 2006)، دون ان تتلقى شباكه اي هدف، علما بان البرتغاليين حافظوا على نظافة شباكهم في 22 من اصل مباريات ال26 الاخيرة. وقد حذر كيروش لاعبيه بان هذه الاحصائيات لا تعني شيئا، مضيفا "قد تلعب دورا في تعزيز ثقتنا، لكن لا يمكننا الدخول الى الدور ثمن النهائي مستندين على السمعة والاحصائيات. يجب على لاعبينا ان يثبتوا قيمتهم في ارضية الملعب. علينا ان نبقى على ارض الواقع لاننا في الادوار الاقصائية الان واي خطأ سيرسلك الى ديارك".
وستكون مباراة اليوم المواجهة الاولى بين المنتخبين الايبيريين في النهائيات، لكنهما تواجها سابقا في التصفيات المؤهلة الى النسخة الاولى عام 1930 عندما فازت اسبانيا 9-0 و2-1، ونسخة 1950 حيث فاز الاسبان ايضا 5-1 ثم تعادلا 2-2، كما تواجها في الدور الاول من كأس اوروبا 1984 و2004 فتعادلا 1-1، وفي الدور الاول من كأس اوروبا 2004 عندما فاز البرتغاليون 1-0 ليحرموا الاسبان من التأهل الى الدور الثاني.
والتقى الطرفان في 26 مباراة ودية وتتفوق اسبانيا ب12 فوزا مقابل 10 تعادلات و4 هزائم فقط، ما يعني ان "لا فوريا روخا" يملك افضلية كبيرة من ناحية مجمل المواجهات المباشرة، حيث فاز 14 مرة، مقابل 12 تعادل و5 هزائم فقط من اصل 32 مباراة.
ومن المؤكد ان المدربين سيكونان تحت ضغط كبير ولن ترحم وسائل الاعلام المحلية الطرف الذي سينتهي مشواره عن الدور الثاني، ان كان دل بوسكي الذي دخل الى جنوب افريقيا 2010 وهو يحمل على كتفيه عبئا بانه يشرف على المنتخب الافضل في العرس الكروي والمرشح الاوفر حظا للظفر باللقب، او كيروش الباحث عن اثبات جدارته من خلال قيادة البرتغال الى الدور نصف النهائي على اقل تقدير بعدما واجه كيروش حملة اعلامية كبيرة خلال التصفيات بسبب الاداء المتواضع الذي ظهر به منتخبه الذي اضطر لخوض الملحق الاوروبي الفاصل ضد البوسنة من اجل ان يحجز مكانه في النهائيات.
وترى الصحف المحلية ان عيب المنتخب انه يقدم اداء جيدا مع كيروش لكنه لا يترجم افضليته امام خصومه الى اهداف، وقد بدأت هذه الانتقادات منذ الجولة الثانية من التصفيات عندما خسرت البرتغال على ارضها امام الدنمارك 2-3، وسخرت صحيفة "آ بولا" حينها من كيروش مشيرة الى ان اخر هزيمة لمنتخب بلادها على ارضه ضمن تصفيات كأس العالم تعود الى 15 عاما عندما كان حينها...بقيادة كيروش.
وكان كيروش اشرف على منتخب بلاده بين 1991 و1993 وفشل في تأهيله الى مونديال 1994 في الولايات المتحدة، الا انه نجح هذه المرة في تجنب الاحراج والاقالة من منصبه بعد ان تجاوز رجاله الصعوبة التي واجهتهم في الجولات الاولى حين حققوا فوزا وحيدا في أول 5 مباريات، ليحتلوا المركز الثاني في المجموعة الاولى خلف الدنمارك، متقدمين على السويد الثالثة بفارق نقطة واحدة، فخاضوا الملحق وتخطوا البوسنة 2-0 بمجموع المباراتين رغم غياب قائدهم كريستيانو رونالدو بسبب الاصابة.
وترى وسائل الاعلام المحلية بان البرتغال قدمت افضل العروض بقيادة سكولاري الذي انتقل الى تشلسي الانجليزي بعد قيادة "برازيل اوروبا" الى نهائي كأس اوروبا 2004 ونصف نهائي مونديال 2006، تاركا مكانه لكيروش الذي كان يشغل منصب مساعد مدرب مانشستر يونايتد الانجليزي اليكس فيرغوسون، لان الاول عرف كيف يدير المباريات وينهيها بالفوز "وهذا ما سيبقى عالقا في الاذهان"..
لكن كيروش الذي يشرف على جميع المنتخبات البرتغالية (الاول والاولمبي والشباب) رغم ان تجربته كمدرب لم تكن ناجحة خصوصا مع ريال مدريد الاسباني (2003-2004) ومنتخب الامارات (1997-1999) ومنتخب جنوب افريقيا (2000-2002) اضافة الى منتخب بلاده الاول، وضع لنفسه هدفا بان يسكت هذه الانتقادات وان يكرر على اقله ما حققه سكولاري في 2006، الا ان المهمة لن تكون سهلة لانه اصطدم بطموح مدرب اخر يسعى لان يرتقي الى مستوى المسؤولية التي القيت على عاتقه بعد خلافة لويس اراغونيس الذي قاد اسبانيا الى لقبها الاول منذ 1964 بعدما توج منتخبها بطلا لكأس اوروبا 2008 على حساب نظيره الالماني (1-0)، والى قيادة بلاده لفك عقدة المونديال حيث كانت افضل نتيجة لها وصولها الى نصف النهائي مرة واحدة عام 1950، علما بانها ودعت النسخة الماضية من الدور الثاني بخسارتها امام فرنسا (1-3).
ارقام واحصائيات قبل مباراة اسبانيا والبرتغال
في ما يلي أرقام واحصائيات قبل اللقاء:
- هذا اول لقاء بين المنتخبين منذ 6 اعوام، وهما تواجها في 32 مناسبة سابقا واولها في كاون الاول(ديسمبر) 1921 واخرها في 20 حزيران(يونيو) 2004 عندما خرجت البرتغال فائزة 1-0 في الجولة الاخيرة من الدور الاول لكأس اوروبا لتحرم اسبانيا من مواصلة المشوار، لكن الاخيرة تتفوق بشكل واضح في المواجهات المباشرة ب15 انتصارا، مقابل 12 تعادلا و5 هزائم.
- هذه المرة الاولى التي تتواجه فيها اسبانيا والبرتغال خارج القارة الاوروبية، والمواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما خارج الاراضي الاسبانية والبرتغالية كانت في كأس اوروبا عام 1984 عندما تعادلا 1-1 في مرسيليا.
- لم تفز اسبانيا باي مباراة في كأس العالم بعد احتكامها الى التمديد، ففي ربع نهائي 1034 تعادلت مع ايطاليا 1-1 بعد التمديد قبل ان تخسر المباراة المعادة 0-1 في الوقت الاصلي. وفي نهائيات 1990 خاض "لا فوريا روخا" التمديد في الدور الثاني امام يوغوسلافيا وخسر في نهاية المطاف 1-2. احتكم الاسبان الى ركلات الترجيح في ثلاث مناسبات خلال النهائيات، وخرجزوا فائزين مرة واحدة ضد جمهورية ايرلندا عام 2002 وخسروا مرتين امام بلجيكا عام 1986 وامام كوريا الجنوبية عام 2002.
- لم تحتكم البرتغال الى ركلات الترجيح سوى في مناسبة واحدة خلال النهائيات وكانت ضد انجلترا عام 2006 وخرجت فائزة.
- سيصبح سيماو اكثر لاعب في البرتغال خوضا للمباريات في نهائيات كأس العالم. واذا شارك اللاعب البالغ 30 عاما في مباراة اليوم امام اسبانيا فسيخوض مباراته الحادية عشرة في المونديال، ليتقدم بفارق مباراة على لويس فيغو الذي سيلحق به ايضا ريكاردو كارفاليو وكريستيانو رونالدو في هذه المباراة.
- بعد ان سجل هدفا في المرمى التشيلي (2-1)، اصبح دافيد فيا افضل هداف اسباني في نهائيات كأس العالم برصيد 6 اهداف، متفوقا على كل من ايميليو بوتراغوينو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينتيس وراؤول غونزاليز.
- لم تذق البرتغال طعم الهزيمة في 18 مباراة على التوالي، فحققت الفوز في 12 وتعادلت في 6 مباريات، وفي حال تجنبت الهزيمة امام اسبانيا في الوقتين الاصلي والاضافي او الفوز سيعادل "سيليساو داس كويناش" الرقم القياسي المحلي الذي سجل بين 2005 و2006 مع المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.