منهج دلفي:

منهج دلفي:
Delphi Technique
وهو تقنية أساسية من تقنيات التحليل المستقبلي، وأسلوب من أساليب التنبؤ الاجتماعي، وهو عبارة عن تكليف مجموعة من الخبراء بأن يعطوا آرائهم حول احتمالات الأحداث والاتجاهات المستقبلية دون ذكر أسمائهم خلال فترة معينة. ويتميز هذا الأسلوب بقدرته على تحاشي المواجهات الشخصية مما يقلل من العوامل الذاتية التي تؤثر في اتخاذ القرار أو الحكم من قبيل الاقتناع الظاهري، والتردد والإحجام عن التخلي عن الآراء العامة أو الرسمية المعلنة، كما أنه يستبدل بالنقاش والجدل المباشر برنامجا مصمماً بعناية عن طريق الاستفهام الفردي المتتابع، حيث يتاح للخبير فرص معاودة النظر في تقديراته السابقة مرات ومرات. (Lang, 1998)
إن فكرة أسلوب دلفي أساساً هي التوصل إلى صورة المستقبل الممكن أو المرغوب فيه إستناداً إلى آراء عدد من المتخصصين الذين يجمعون بين الخبرة في موضوع اهتمام البحث، والقدرة على الاستبصار والحدس والتخيل الإبداعي، ويتم التفاعل بين آراء هؤلاء الخبراء بطريق غير مباشر ومن خلال عدد من الجولات. (Erffmeyer &Erffmeyer &Lane, 1986)
وسمي منهج دلفي بهذه التسمية نسبة إلى كاهن يوناني سكن في منطقة تسمى دلفي(Delphi) واشتهر بقدرته على تزويد زواره بمعلومات وتنبؤات حول مستقبلهم.
(Lang, 1998)
وقد قام كل من أولف هيلمر Olaf Helmer ونورمان دالكي Norman Dalky من الولايات المتحدة بتطوير هذه الطريقة سنة 1953 لصالح مؤسسة Rand بهدف التنبؤ ببعض القضايا التي تهتم بها الحكومة الأمريكية، وخاصة النووية منها (Cline, 2000).
ومنذ ذلك الحين، فقد استعملت هذه الطريقة بشكل كبير بهدف جمع الآراء المختلفة للوصول إلى إجماع Consensus حول العديد من القضايا.
واستعملت هذه الطريقة للوصول إلى إجماع حول مختلف القضايا فقد استخدمت لتحليل السياسات، واتخاذ القرارات المهمة وتقييم الأداء وحصر الاحتياجات المستقبلية في عملية التطوير التربوي. فمشاريع الإصلاح والتطوير التربوي تكون اكثر نجاحاً إذا كان هناك إجماعا بين واضعيها، وكذلك فان طريقة دلفي تحقق هذا الهدف (Dunham, 1996) 0
كما يمكن أن تستعمل في تقييم وحصر الاحتياجات المستقبلية في الأمور التالية:
1. السلوك التنظيمي والإداري. On Management and Organisational Behavior
2. مخرجات التقويم وصناعة القرار. Decision-making and Evaluation Outcomes
3. الاتجاهات المستقبلية للتربية والطلبة أصحاب الحاجات الخاصةFuture Direction of Education and Students with Disabilities
4. التعلم عن بعد Delphi and Distance Education Professionals
5. الأداء والفعالية المؤسسية Institutional Performance and Effectiveness Unevoc (2001)
6. يستخدم منهج دلفي في تحقيق عملية التنبؤ Forecasting probe حول أحداث مستقبلية من خلال الأحداث الجارية، وكذلك تطابق التجديدات التكنولوجية والاجتماعية المتوقعة.
7. لإعطاء حكم حول فعالية برنامج معين بخصوص التكاليف وإمكانية النجاح والجدوى والملاءمة.
8. لإعطاء تصور للوضع القائم Perception of a current situation
(William, 1982: 131-142)
وهنالك العديد من الخصائص التي تميز طريقة دلفي (Martin, 2001):
1. إن الخبراء المشاركين في الوصول إلى إجماع يتمتعون بحرية كبيرة لإعطاء الآراء دون خوف كونهم يضعون أفكارهم دون كتابة أسمائهم (Anonymity).
2. هناك تحليل إحصائي خاص في كل مرةStatistical analysis
3. إن التكرار في طريقة دلفي يؤدي إلى رفع درجه الصدق أثناء عملية التغذية الراجعة Feedback
إن الإجماع الذي يتم الوصول إلية يستند إلى خبرة الخبراءExpert inputs reasoning وتتكون طريقة دلفي من سلسله من الخطوات التي يتم اتباعها لتحقيق إجماع وتصفية آراء وتصورات مجموعة من الخبراء في القضية المستهدفة آو أولئك الذين لهم علاقة مباشرة بالقضية. (Turoff & Hiltz, 2000)
حيث تمر بعدة خطوات تبدأ باختيار المشاركين ثم تأتي الخطوة التالية التي قد تكون عن طريق إستبانة محددة سلفاً حول القضية المراد دراستها أو قد تكون أسئلة مفتوحة يطلب من المشاركين التعليق عليها أو إبداء رأيهم فيها. إن المعلومات التي يتم الحصول عليها نتيجة لذلك يتم معالجتها وصياغتها من جديد على شكل استبانه اكثر تركيزا من سابقتها ويتم توزيعها من جديد على المشاركين، ثم يعاد جمعها مرة أخرى ومعالجتها من جديد، وقد يحدث الإجماع بين المشاركين بعد جولتين آو اكثر، ومن الممكن أن تمتد الجولات لتصل إلى عشر جولات (Lang, 1998)
ويرى كل من ايرفماير ولين (Erffmeyer & Erffmeyer & Lane, 1986)في دراستهم حول العدد المناسب من الجولات التي يجب اتباعها في طريقه دلفي للوصول إلى إجماع، فقد تبين بان كلما زادت عدد الجولات عن ثلاث جولات زادت دقة النتائج ومصداقيتها.
إجراءات عملية دلفي:
يتطلب الأعداد لتطبيق منهجية دلفي من 30-45 يوما، وخلال هذه المرحلة يجب القيام بالمهام التالية(wheeler, 1998):
1. بناء مجموعة العمل التي تقوم بمراجعة وتطوير الأسئلة والفقرات ومراجعة الاستجابات المتعددة للمشاركين خلال فترة التطبيق 0
2. تعيين منسق للعملية، يكون صاحب خبرة في استعمال طريقة دلفي كما يكون على دراية بالمشكلات التي يمكن أن تبرز، ويمتلك المعرفة اللازمة بالأمور الفنية لبناء البحوث، وهو المسؤول عن مجموعة العمل.
3. تحديد سقف زمني على شكل جدول مواعيد.
4. تحديد المشاركين المحتملين على شكل قائمة أو قوائم، ويشترط آن يكونوا على درجة من الاهتمام والمعرفة حول الموضوع البحثي، كما يشترط موافقتهم، وان تكون لديهم الدافعية للاستمرار في إنهاء جولات الدراسة. ويمكن أن تمتد مجموعة الدراسات أو المشاركين ما بين 25-100 مشارك أو اكثر.
5. توضيح الأهداف والغايات من الدراسة للمشاركين، وهذا يساعد على بناء الفقرات وتنظيم النتائج لكل إستبانه.
6. تحديد النسبة المئوية للإجماع المقبولة والتي تختلف باختلاف موضوع الدراسة وأهميته، ولكن في اغلب الأحيان تحصل القضية على الموافقة إذا نالت اكثر من 70%. (Cline, 2000)
خطوات منهج دلفي:
1. تطوير الاستبانة الأولى التي تركز على القضايا الأساسية مثل المشكلات والأسباب والحلول والعمليات، ويجب أن تكون الأسئلة مفهومة للمشاركين، وتقيس الموضوع المراد دراسته0 ولذلك فمن المفترض أن يشارك العديد من الخبراء في بناء ومراجعة هذه الاستبانة Unevoc (2001).
2. وتمتاز الاستبانة الأولى بأنها قد تكون واسعة في طبيعتها، تتكون من سؤال أو سؤالين من النوع المفتوح حول محتوى عدد من المعايير أو المجالات عن طريق قيام الخبير بوضع تصوراته حول الموضوع المراد دراسته، كما يمكن أن لا تكون من النوع المفتوح عن طريق وضع خيارات وبدائل للإجابات حتى يسهل على أشخاص العينة الإجابة عنها، حيث يتم سؤالهم عن درجة موافقتهم على هذا الجانب أو المعيار بوضع درجة الموافقة أمامه (موافق جداً) أو (موافق ) أو ( محايد)، ويمكن أن تجمع هذه الاستبانة بين الطريقتين، والهدف من ذلك هو جمع أكبر عدد ممكن من الأفكار والمعلومات حول قضية البحث(Cline, 2000) 0
3. اختيار المشاركين في الدراسة على شكل قائمة أو قوائم متعددة، وهم عادة مجموعة من الخبراء الذين يمتلكون المعرفة الواسعة في مجال البحث أو الدراسة كمدراء الدوائر أو قادة المشاريع (Martin, 2002)، ويمكن اختيار المشاركين بطريقة الاتفاق المباشرة بين الباحث والمشارك على مبدأ الرفض أو الموافقة على المشاركة. كما يمكن اختيار المشاركين بالطريقة العشوائية وخاصة إذا كان هناك تجانس كبير بين الأفراد المشاركين، وفي مثل هذه الحالة يمكن الاكتفاء بمجموعة تتراوح بين )25-100( عن طريق شرح التفاصيل المكتوبة بشكل واضح حتى يتسنى للمشارك الاقتناع واتخاذ القرار بالمشاركة. (Lang, 1998)
4. توزيع الاستبانة على الأفراد الذي وقع الاختيار عليهم بعد موافقتهم على المشاركة مباشرة 0تتضمن الاستبانة رسالة تشرح أغراض الدراسة بوضوح. كما يمكن إرفاق الاستبانة داخل مغلف وطابع بريد لتسهيل عملية التواصل واختصار عامل الوقت. ولا ينبغي أن تمتد فترة الاستجابة عن أسبوعين وفي مثل هذه الحالة فان المكالمات الهاتفية قد تكون مفيدة لتذكير المشاركين بأهمية الموقف 0
5. تحليل الاستجابات الواردة في الاستبانة الأولى حال وصولها، عن طريق تسجيلها في ملف رئيسي، ثم يتم مناقشتها وتنسيقها في فئات حتى يتم الحصول على إجماع بين المشاركين من اجل الإعداد للإستبانة القادمة. وفي هذه المرحلة ينبغي تلخيص فقرات الاستبانة الثانية بشكل واضح ودقيق، حيث يزود المشاركين بملخص دقيق لنتائج الاستبانة على شكل تقرير مختصر.(Unevoc, 2001)
6. التغذية الراجعة ويطلب من المشاركين التعليق على الفقرات في وضعها الجديد والتصويت على التعديلات التي أجريت في الاستبانة السابقة.
7. إرسال الاستبانة الثانية مع التقرير الكامل عن الاستبانة الأول، والهدف من هذه الاستبانة الحصول على المزيد من التوضيح حول المعلومات الموجودة وتمر الاستبانة الثانية بنفس الخطوات التي مرت بها الاستبانة السابقة 0
8. إعادة الخطوات (4، 5، 6) للوصول إلى اتفاق عام حول القضية بمختلف جوانبها 0
9. يتم أعداد تقرير نهائي ويوزع على المشاركين. (World Bank Summary Report, 2000). (Cline, 2000) (Lang, 1998)



إيجابيات طريقة دلفي:
1. تقلل من المشكلات الناتجة عن التفاعلات التي يمكن أن تحصل بشكل مباشر بين الأفراد في حالة الاجتماع وجها لوجه. حيث يستطيع الأفراد التعبير عن آرائهم بشكل حر دون أية ضغوطات من الآخرين، كما انهم قادرون على معرفة النتائج النهائية لاستجابات جميع الأفراد، مما يمكنهم من مراجعة أفكارهم وتوضيح آرائهم بناءً على المعلومات التراكمية من الجولات المختلفة. Unevoc (2001).
2. تعتبر منهجية دلفي من افضل الطرق وأكثرها فعالية للحصول على النتائج المطلوبة وهذا ما لا يمكن الحصول عليه من المقابلات وجهاً لوجه نتيجة للعديد من القضايا مثل: بعد المسافة، الوقت، كلفة الاجتماعات المتكررة، الخلافات السياسية، الصراعات على مراكز القوى ومشكلات الاتصالات. (Turoff & Hiltz, 2000)

يستحق بجداره خمسه نجوم

وقراءته من باب المعرفه وليس التطبيق

لك شكر خاص محملا بـ باقه ياسمين معطره ازين بها فكرك الراقي

مشكور اخي عادل عالموضوع ..