وقف ببزته العسكريه خلفه حشد من ثلاثين سنة يشعل قبور الشهداء نورا و يفجر دماء العرب كرامةً،دخل الاسر عندما كان بريعان شبابه - ستة عشر عاما - عام 1979 و تنفس روح الحريه الان - سبعة و اربعون عاما - عام 2006 ، هكذا وعده نصر الله ، و هكذا صدق .
لو حدق المتتبعون لتاريخ العرب ، لعلموا ان الكرامة العربيه لم تزهر الا اليوم و أن الحبوب المخدره للعروبه التي قذفنا بها على مدى تاريخنا انها تختلف كل الاختلاف عما يحصل اليوم ، فعرق المجاهدين في ثغور الجبال هو من يتكلم اليوم و يسطر معالم اللعبة السياسيه كما شاءت الشجاعه .
منذ ان خلقت عربي - وهكذا شاء الله - لم ارَ العرب الا يُقتلون و يُذبحون و يَخونون ثم يزعردون لانصارهم العظيمة و كيف ذلك لا اعلم ، لم اعلم ما هي الكرامه ، لم اعلم كيف يمكن ان يكون العربي عزيزا ، و هكذا انا منذ ان خلقت و لطالما قلت : لو لم اخلق عربي
لكنني احسست اليوم بنبض العروبه في دمي، احس ان غضبي العارم على العدو و سخطي الدائم على المتآمرين و حزني الواجم على الاطفال القتلى و النساء الثكلى - الذين لم يذنبوا الا ان تولّى امرهم خونة - احس ان هذا المزيج من المشاعر يستحيل اليوم لنوع اخر لم اعهدة هو الكرامة و العزة و الأنفة لعربيه، اليوم ارى نفسي اول مثال لعربي يشعر بالكرامة
ما هي شخصيتك الفذة التي جعلتك اهلا كي تتولى قيادة عملية اختطاف احد علماء العدو الذين يفجرون اكباد اطفالنا هذا وانت ابن الستة عشر عاما - حقا انها شجاعة تستحق التأمل -
ترى كيف كانت رائحة الأسر ؟ كيف كانت ظلمة الاسر ؟ و بأي سوط كان يجلد كل ليلة : الحنين الى الوطن ؟ الّلا حرية ؟ الشوق الى الأم ، احسبها كلها لاذعه فكيف حملتها ثلاثين عاما ؟
لم اسمع عن ابطال حقَ البطولة الا بين صفحات التاريخ الاقدم ، لطالما لمحت بين اسنان من يُصفَّق لهم عوالق من دم الاطفال و رواسب من عضام نبتة العروبه ولكنّي ارى اليوم جوهرة العروبة تتلألأ في عيون ابطال سطروا بين صفحات التاريح سطوراً من عنبر لم تعهدها صحيفة العرب ، ارى شباب يذودون بجوهرة شبابهم عن اوطانهم و عن ابنائم ، لا اسمع لوقع خطاهم ذلك اللحن الخبيث الذي لطالما رنَّ في مصافحات المتآمرين مع العدو !
ربما حار الكثيرون في استيعاب نور العروبة هذا ، و وصفوه بالخيانة تارة و باللعبة تارة اخرى و لكني لا الومهم فانهم لم يعتادوا على هذا النوع الجديد من الشعور الذي يسمى نصر .
ولا يهمني إن كان يلبس ما البس او يضع نظارته كما اضعها او يشرب الماء كما اشرب، ولماذا اهتم ؟ المهم ان صاحب هذا الانتصار عربي مسلم .
فلتهنأ بما حققتة من عظيم البطولة يا سمير ، و لتهنأ بما ابررتة من صدق الوعود يا نصر الله ، ولتحرقوا بنيران الهزيمة يا اسرائيل .
محمد قسايمة
ملاحظة : هذا المقال اهداء لعمار قسايمة
مواقع النشر (المفضلة)