مع بدء العودة إلى المدارس؛ أعلنت الأسر حالة الطوارئ لتجهيز الأبناء لمقاعد الدراسة، واكتظت محال الأدوات المكتبية والقرطاسية وأماكن بيع الزي المدرسي بالطلبة فرحين بعودتهم للمدارس..
فيما بدت ملامح القلق على محيا الآباء والأمهات لتوفير المصاريف وتجهيز القائمة الطويلة العريضة لعودة طلابنا وطالباتنا إلى معاقل العلم والمعرفة بعد انقضاء العطلة الصيفية.
واجتهد الباعة في تقديم آخر ما استجد من اللوازم المدرسية من أجل جلب المشترين، فتجد العديد منهم في الطرقات والمحال التجارية يحاول عرض سلعته بطريقة مغرية.
وحول الإقبال على اللوازم المدرسية خلال هذه الفترة يقول مصطفى خالد (صاحب محل تجاري): إن هناك إقبالاً كبيراً على شراء مستلزمات المدارس من ملابس الزي المدرسي إلى الأدوات القرطاسية؛ استعداداً للعام الدراسي الجديد .
و ما أن ينتهي التلاميذ من العطلة الصيفية حتى يبدأ الفرح يدب في نفوسهم من أجل استقبال موسم دراسي جديد واللقاء بأصدقائهم تقول سوسن غرايبة.
وتضيف غرايبة (13 عاماً): المدرسة لي شيء ممتع، لأنني سأبدأ عاما دراسياً جديداً وألتقي بزميلاتي فيها .
ويشير حمزة النسور (15 عاماً) أحصي الأيام من أجل لقاء أصدقائي بالمدرسة لأحكي لهم عن الأماكن التي زرتها خلال العطلة الصيفية.. حقيقة اشتقت إليهم .
و إن كان الأطفال يغمرهم الفرح والسرور لقدوم الموسم الدراسي، فإن الآباء يغمرهم هاجس التفكير في تدبير المصاريف المادية للوازم المدرسية تقول منى عواودة (أم لطفلين).
وتشير الجديد في هذا الموسم الدراسي هو تزامنه مع شهر شعبان، وهذا يؤدي إلى مصاريف مالية إضافية، فما إن ننتهي من تكاليف الأبناء المادية، حتى نبدأ في الاستعداد لشهر رمضان الكريم .
وتؤكد أسعار الملابس المدرسية مرتفعة للغاية مقارنة مع رواتب الموظفين .
ويتحدث أمجد جرادات عن معاناته مع لوازم الأبناء المدرسية قائلا لديَّ ستة أطفال كلهم في المدارس، وهذا يجعلني أقترض المال من أجل أن أوفر لهم ما يحتاجونه، إضافة إلى العديد من المتطلبات المعيشية اليومية .
ويتابع إن تجارة الأدوات القرطاسية أصبحت مضمونة الربح فقد استغل بعض أصحاب محال الأدوات القرطاسية هذا الموسم فرفعوا الأسعار، وتناسوا بذلك فرحة الأبناء بعودتهم لمدارسهم وأثقلوا على الآباء بعودة أبنائهم للمدارس من اقتراض أو زيادة غير متوقعة على ميزانية رب الأسرة...
ورغم ما يقال عن عدم قدرة بعض الآباء تلبية لوازم أبنائهم المدرسية، فإن العديد من الجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي والخيري تنشط مع بداية الموسم الدراسي فتساعد المحتاجين والمعوزين من أجل توفير ظروف مناسبة لدراسة أبنائهم.
ومن بين ما يراه المواطن من إشكالات تواجه الأسر هي معاناة الأمهات الموظفات مع أبنائهن التلاميذ. تقول سمر خليل (موظفة) إن العمل بالدوام المستمر في كل القطاعات باستثناء قطاع التعليم يشكل معضلة كبرى أمام الأمهات الموظفات، فمن سيتكفل بالأطفال فترة الغداء مادامت الأم خارج البيت؟! .
وتشاطرها الرأي رهفاء أحمد (موظفة قطاع خاص) إن العمل بالدوام المستمر سيعرقل عملنا نحن الموظفات خصوصاً اللائي يعشن في ظل الأسرة الصغيرة، حيث لا جدة ولا عمة ترعى الأطفال، إنها حقاً معضلة كبرى .
ويلاحظ الخبراء في جامعة فلوريدا، غاينسفيل بأن الآباء يجب أن يحاولوا استعادة جدول نوم أطفالهم قبل أسبوعين على الأقل من بدء السنة الدراسية، تقول الدكتورةَ آن ماري سلنجير، أستاذة مساعدة في طب الأطفال، كلية يو إف للطب في نشرة على الانترنت إذا لم يهيأ الطفل بشكل صحيح ولم يحصل على كفايته من النوم، فيمكن أن يؤثر ذلك على أدائه في المدرسة لاحقاً؛ حيث أن الحرمان من النوم يمكن أن يسبب تأثيرا مهماً جداً على التركيز، والذاكرة، والمزاج، إذا حرم الطفل بشكل مزمن من النوم، فقد يواجه صعوبة كبيرة في المشاركة في النشاطات، والدروس وتعلم أشياء جديدةَ، وإذا كانوا متعبين، فلَن يعملوا ، لذلك يحتاج الأطفال على الأقل إلى تسع ساعات من النومِ المتواصل ليكونوا جاهزين للتعلم وتأسيس جدول نوم نظامي يساعد الاطفال أيضاً على الاستيقاظ باكراً لتناول وجبة فطور صحّية، وهي عامل مهم آخر يؤثر على الأداء المدرسي .
وتضيف سلنجير لمساعدتهم على الاستعداد لبدء سنة دراسية جديدة، من المهم التحدث مع الأطفال ليعرفوا ماذا يتوقعون وليتآلفوا مع الجدول اليوميِ قَبل أن تبدأ السنة الدراسيةَ. هناك الكثير من الأشياء التي يستطيع الآباء القيام بها للتخفيف من أثر فترة العودة إلى المدرسة .
مواقع النشر (المفضلة)