من قال ان لاي انسان الحق في التدخل في تربية الاباء لابنائهم.!. انهم من حيث العرف العام في مجتمعنا ملك للاهل،، من الذي يتجرأ ان يقول لاب او لام .. لا تضرب ابنك او ابنتك..
والغريب في الامر ان مع الاباء سند قانوني يبيح لهم تحت مسمى التأديب ضرب اطفالهم ، فقد جاء في الفقرة الأولى من البند الثاني في المادة 62 من قانون العقوبات وضمن الأفعال التي يبيحها القانون ضروب التأديب التي ينزلها بالأولاد آباؤهم على نحو ما يبيحه العرف العام،،،، ماذا يعني العرف العام.، هل يعني ان للاهل الحق في استخدام كافة وسائل التأديب لتربية اطفالهم .. وهل يمكن لاي شخص ان يحدد ما المقصود بالعرف العام ؟ وما الذي قرره العرف العام..؟ اقترح ان نبدأ بوضع قائمة للافعال التي يقرها العرف العام من ضروب التأديب..
والغريب في الامر ان هذه المادة في القانون تتعارض مع بعض المواد في نفس قانون العقوبات الأردني والذي تؤكد على تجريم عدد من الأفعال التي تشكل جريمة مثل ، الإيذاء بالضرب أو الجرح أو القطع أو استئصال أو غيرهما من الأفعال التي تؤثر على السلامة الجسدية وتؤدي إلى تعطيل أعضاء الجسم ، أو حواسه.
وبذلك فقد وفر قانون العقوبات في بعض مواده الحماية لكافة الأفراد دون تمييز، وبغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق لتكفل بذلك حماية الحق في السلامة الجسدية، واعطى الحق في مادة اخرى للآباء تأديب اطفالهم حسب ما يبيحه العرف العام.
ان معظم الاطباء وعلماء النفس يحذرون من ضرب الاطفال لما له من اثار نفسية وجسمية خطيرة على الطفل ، وهناك العديد من الحالات التي ادت الى اذى غير متوقع ، فالصفع على الوجه قد يؤدي مثلا إلى ثقب طبلة الأذن، ورج الطفل قد يؤدي إلى ارتجاج الدماغ والعمى أو الوفاة، والضرب المباشر وبأي وسيلة كانت قد يضر بالعضلات، وبالأعصاب، أو بالعامود الفقري وحتى ضرب الأطفال على ظاهر اليدين يؤذي المفاصل والأوعية الدموية الدقيقة وقد يؤدي إلى حدوث التهاب المفاصل الصغيرة بعد عشرات السنين وقد ينتج عن سقوط الطفل عند تعرضه للضرب إصابات شديدة في جسمه.
هل من المقبول ان يستخدم القوي قوته ضد من هو اضعف منه،، وضد من .. .. الطفل .. هبة الله الينا نحن الاباء،، لا نحل اي مشكلة باستخدام العنف ، بل نخلق انسانا عنيفا سيستخدم هذا الاسلوب مع زملائه في المدرسة ومع اطفاله وزوجته مستقبلا ، فالعنف يولد العنف.
إن العقاب الجسدي للطفل بكافة أشكاله، وبغض النظر عن أي محاولة لتبريره أو تلميعه، هو اسلوب فاشل وغير فعال لتعديل السلوك من الناحية النفسية، حيث أن ضرب الطفل قد يجعله يتجنب السلوك السيئ مؤقتا، إلا أن التزام الطفل بهذا السلوك هو لفترة وجيزة، وسيولد لديه خوف من أن يشاهد وهو يرتكب الخطأ، فيلجأ للقيام به سرا، أن الضرب لن يعلم سلوكا جديدا، ولن يعلم السيطرة على النفس، بل على العكس وعلى المدى البعيد، فإن الضرب سيولد عند الطفل سلوك العصيان والعناد وعدم التواصل مع الآخرين، وتدني مستوى احترام الذات، والكآبة.
واخيرا، اقترح ان يقوم الاباء الذين يلجأون لهذا الاسلوب في التربية وضع كاميرات خفية في داخل منازلهم لكي يطلعوا لاحقا على سلوكهم مع اطفالهم ،، علهم يغيروا هذا السلوك المؤذي بحق اطفالهم..
ويمكن القول باننا كاباء نعلن عن فشلنا في تربية اطفالنا في حال لجأنا الى العنف باشكاله كافة،،. ؟؟؟
مواقع النشر (المفضلة)