متعود أنا لما امسك الجريده .. افتح على الصفحه الآخيره .. واشوف مقاله الكاتب الكبير عبدالهادي راجي المجالي .. وبهالزاويه رح ادرج كل يوم مقالته الجديده ..ومن ارشيفه رح انشر المقالات كمان .. بتمنى هالصفحه تكون الصفحه الآخيره في المنتدى .. وانكم تكوني مثلي ..وتدخلو عليها كل يوم اول اشي .. تحياتي لجميع اعضاء المنتدى ..وشكراً على المرور
شعارات
احدى اليافطات في عمان تقول: (كل الأردنيين أردنيين)... ويافطة أخرى لنفس المرشح تقول (الأردنيون كلهم أردنيين).. أنا للآن لم أفهم ما المقصود بهذه العبارة علماً بأن ثمة أخطاء نحويّة في بعض هذه اليافطات.. وأنا نقلتها كما كتبت.
السؤال الذي أودّ طرحه ما هو الجديد او ما هو المقصود؟.. حاولت جاهداً أفهم مغزى العبارة وافترضت انني ''حمار''... وطلبت من البعض تفسيرها مع ذلك لم نصل لاجابة.. المسألة اشبه بأن تقول: كل الكركية كركية او كل الطفايلة طفايلة او السلطية سلطية.. ما الذي يتغير في المعنى وماذا يفيد التأكيد اللفظي في هذا السياق.
حين نقول:''الأردنيون متساوون في الحقوق'' فهذا شعار لأن البعض قد يشعر بأن مثلاً أن بعض أبناء أصحاب المعالي يحصلون على امتيازات أفضل.. وحين نقول الأردن أولاً.. فهذا شعار مفهوم ايضا ومعناه ان قضايانا المحلية لها الاولوية... ولكن حين نطرح شعار بدون معنى.. فهل عرف صاحبه انه ربما سيؤدي الى تفسيرات في غير محلها؟.
هذا ما فهمته من الشعار بكل صدق ان المعنى في بطن الشاعر او انه مكتوب بطريقة ''على عينك واسمعي يا جارة'' او ''الحدق يفهم'' والاصل ان تكون شعاراتنا وحدوية خدماتية قومية.. وليست شعارات يظن صاحبها من خلالها أنه سيستحوذ على قلوب الناس.. أو أنه جريء إلى الدرجة التي يطرق بها موضوعاً لم يجرؤ احد على طرقه.
نحن لسنا اغبياء الى الحد الذي نسمح به ان تتحول شعاراتنا الى قصائد نثرية الهدف.. منها غير نزيه ابدا، والجهة التي تلام في ذلك هي وزارة الداخلية التي تسمح بشعارات يتم فيها تأويل النص، بما يجوز وبما لا يجوز، كان الاجدى ان تتم مراقبة تلك الشعارات وان توضع ضوابط لفحواها وشكلها وحتى لحجم الرومانسية الحالمة فيها.
في عمان لم يعد عيبا ان نصارح بعضنا بقصص صارت جزءاً من حياتنا فنحن نتحدث في قضايا اللاجئين ونتحدث في القضية الفلسطينية ونختلف مع حماس.. وانا شخصياً كتبت في هذه الجريدة قبل (3) اشهر انني مع اعطاء الرقم الوطني لبعض الحالات الانسانية ممن يحملون جواز سفر بدون رقم.... لم يعاتبني احد بحكم ان فلسطين والاردن لم يعودا قصة خلاف بل اصبحا قصة وحدة ومصير وحلم واحد وامل مشترك.
ولكن حين نعود وعبر شعارات انتخابية وفي مجلس نواب اردني الى الغمز واللمز واللعب على وتر نحن لا نحب اللعب عليه.. فعلينا ان نطالب وزارة الداخلية بتفسير حول السماح بوضع شعارات من هذه الشاكلة.
عبدالهادي راجي المجالي
مواقع النشر (المفضلة)