قــــوة الارادة : طموح الحياة
الحياة بكل معانيها تحتاج الى التحدي والصبر والمعاناة ...ومن اجل ذلك فالانسان اينما كان ينبغي ان يدرك ان الارادة تصنع المستحيل؛ وهي دون غيرها قادرة على ان تمد الانسان بالطموح وتعمل على النهوض به من اجل مقاومة عثرات الزمان وويلاتة ..
ارادة الحياة هي محطة امل في زمن يظلله الياس والقنوط..وطريق سهل في زمن ازدادت فيه الطرق الوعرة ومطباتها الصعبة..ارادة الحياة ناقوس يدق في الافاق لينير الدروب لكل الذين ضاقت بهم السبل وتقطعت بهم الاوصال وظنوا انهم في حياتهم عاثرين...ضالين وارادة الحياة هي التي تجعل من تلك الام الصابرة التي فقدت زوجها في بواكير العمروالصبا انسانة مصممة على مقاومة كل ضغوط الحياة وديونها وتربية ثلاثة اطفال حتى المراحل الجامعية الاعلى ..والعمل ليل نهار من اجل ان توفر لهم لقمة العيش وتدريسهم والوصول بهم الى محطات من العلم رفيعة من لا شيء..وصنعت منهم رجالا قادرين على مواجهة ظروف الحياة بكل قسوتها وعنفوانها ..ليصلوا الى ما وصلوا الية من مراكز علمية فمنهم الطبيب والمهندس والصيدلي..صنعت فيهم ارادة التحدي من اجل الوصول.. فتعلموا من صبرها وكفاحها ووصلوا..
هي ارادة الحياة التي تجعل من ذاك الشاب المعاق ان يسافر الى اصقاع الدنيا من اجل العمل والعلم ...ومن اجل ان يعمل على تدريس اخوتة وشراء بيت لهم والاستقرار بهم وكبح جماح الفقر وارادة الحياة هي تلك التي تجعل من تلك السيدة المهذبة وقد عملت على تدريس بناتها رغم كل ضيق الزمان واوجاعه وقسوته واهاتة.. بعد رحيل زوجها ..لتكون هي الام والاب وتتابع مسيرة بناتها وهن على مفاعد الدراسة ..وصدفة رايتها جالسة على مقعد في تلك الساحات الجامعية تنتظراتمام احدى بناتها الامتحان النهائي في احدى الجامعات... وتستوقفني ابنتها الاخرى وبكل فخر الدنيا تقول لي :دكتور لو سمحت اريد ان اعرفك على والدتي العظيمة ؛ جاءت معنا لكي تكون قريبة منا وحتى تصحبنا الى البيت حيث نعود اليه متأخرات..وتسالني السيدة العظيمة :ان شاء اللة بناتي عندك مجتهدات ..دير بالك عليهن ..اعربت عن اعتزاي بهذة الانسانة المكافحة واكبرت فيها هذا التحدي واخبرتها ان بناتها من الطالبات المتفوقات... وفعلا كانت نتائج بنتيها متميزة حيث حصلت احداهن على الامتياز والثانية على جيد جدا مرتفع ..
كانت هذه السيدة المثابرة تاتي مع فتياتها من مكان بعيد من شمال الوطن وتنتظر حتى تعود برفقتهن عند نهاية الامتحان الذي لم يكن ينتهي قبل الثامنة ليلا..وتحتاج لاكثر من ساعتين حتى تصل الى القرية الوادعة في الشمال...انها ارادة الصبر من اجل العلم وتحديات الحياة...
علماء النفس يرون ان كل فعل ارادي يتم على مراحل اربعة: تصور فمذاكرة فتصميم فتنفيذ.. ويرى استاذ علم النفس فاخر عاقل:ان الارادة رغبة ..ومن هنا كانت اهمية نظر الانسان في رغباته ووضعها تحت منظار الفحص والتمحيص :الفحص الاخلاقي والتمحيص الاجتماعي والاستعانة في ذلك كلة باعتبارات الكرامة والعزة والوطنية وغير ذلك من المثل العليا ...
ويقولون: ان الذاكرة خادمة الارادة؛ ومن اجل ذلك انظر كيف نتذكر انتصاراتنا مدة طويلة من الزمان وكيف ننسى هزائمنا بسرعة ..وفي قصة الفلسفة:ان شخصية الانسان تكمن في ارادتة ..وان الارادة هي الدائم الثابت في العقل... وان العقل يتعب والارادة لا تتعب ..انها جوهر الانسان وهي التي تساعده على العبور الى عوالم مجهولة في هذا الزمان ..وهي التي تسبر اغوار المجهول في حياته وتنطلق به الى اعماق الاعماق من الاسرار والعوالم التي لن يستطيع الوصول اليها لو كان ضعيف الارادة مسلوبها.. كل واحد من الناس لديه ارادة ؛ولكن من هو الذي قادرعلى ان يفعلها ويحركها ويبرمجها من اجل الاندفاع الى الامام... انه هو الذي لدية القوة ..قوة الارادة من اجل ان يمنح حياتة مكانة مختلفة عن الاخرين .. نهزم المستحيل عندما تكون لدينا ارادة قوية ..ونقاوم الجهل عندما تكون لدينا ارادة قوية من اجل التعلم والتعليم... ونقهر الخوف عندما تكون عندنا ارادة قوية لمواجهة اخطار الزمان بالجرأة والحكمة..ونجبر كل من يحاول ان يضع اصعب الاسئلة من اجل هزيمتنا بالامتحان بان تكون لدينا الارادة القوية بالدراسة العلمية التحليلية التي تجبره على وضع العلامة التي نستحقها وهو من الصاغرين ....
نبلغ الحياة التي نحب بارادتنا القوية التي يظللها الحب والحرية وتعشعش في اركانها جاذبية التصميم والانتاج لتحقيق الطموح المنشود...
مواقع النشر (المفضلة)