في ذكرى استشهاد سنديانة الأردن " وصفي التل "

[دموع الغصون]

تصادف الاثنين الذكرى الأربعون لاستشهاد المرحوم وصفي التل رئيس الوزراء الأسبق الذي اغتيل غدرا في القاهرة أثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك.

ويعتقد العملاء والخونة بان وصفي قتل في عام 1971، وهم يجهلون تماما بان وصفي لم يمت وإنما هو بقلوب الشرفاء وحي يرزق عند الله، وهو حي في عقول الذين انتهجوا فكره العظيم.

لم يكن وصفي "اخو عليا" يملك المال او القصور وكان يملك فكر اردني عربي قومي ولسان لا ينطق إلا بالصدق والحق وقلب لم يعرف الخوف في سبيل الوطن والعروبة، بالرغم من ان زمانه كثرت به الخيانة ونهب اموال الأمة وبناء والقصور وتشييد الصروح وغيرها من الاحتيال على الوطن تحت مسمى الاستثمار.

والمرحوم التل من ابرز الشخصيات السياسية الأردنية حيث تولى منصب رئيس الوزراء في أعوام 1962 و 1965 و 1970، وعرف بإخلاصه وولائه لقيادته الهاشمية وعشقه لوطنه وأمته العربية ووحدتها .

وامتاز المرحوم بإيمانه بالعمل العربي المشترك والتصدي للأخطار المواجهة للامة العربية ودعمه لكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه ووطنه .

ولد المرحوم التل عام 1920 وهو ابن الشاعر الأردني المعروف مصطفى وهبي التل حيث تلقى دراسته الابتدائية في المملكة ثم انتقل الى الدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت .

وتقلد الراحل الكبير العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان والقدس واريحا ولندن ، وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو وطهران وبغداد .

اعلن تجمع الوطنيين الاحرار عن وقفة اطلقوا عليها اسم وقفة اجلال لروح الشهيد وصفي التل أمام رئاسة الوزراء في الساعة الرابعة مساء الاثنين احياء لذكراه .

[دموع الغصون]

ليلة غاب البدر .... وصفي!




أخفِضُ لكَ جناحَ الشوقِ
وثيرا
فطِر به,ما شئتَ أن تطيرا
يا أعزّ الرجال,ومن عزّ بهم
رحمُ الزمانِ,
إن لرَحمهِ لكَ فيهِ حنينا
يا با "مصطفى"
أنجبَكَ زمنٌ,وأغلقت منافذهُ
فصار حين اكتفى
عاقرا,وكان غزيرا
يا با "مصطفى"
نكّستُ روحي بعدما
عزّ ثأريَ لك يا كبيرُ
أربعون عمرا,
وأقول "بدري"
ففي العُمر,لمن يدري "غدٌ"
وإن غداً لناظرهِ قريبُ
إرجِع,تذوّق من ربيع العُرب أخضَرَهُ
فلو كنتَ بيننا "وصفي"
لكان الليل بدرا,وكان ربيعا
إرجِع,واقرأ علينا مزاميرَ
بعشقِ أردُنٍ
أحلى المزامير
إرجِع,"فمهدبات الهدب"
يغنين على "وصفي"
وعلى روح طير
في حمى الفضاءِ يطير.



كتبها : جهاد جبارة

[أميرة قوس النصر]

الله يرحمه

[دموع الغصون]

آمين يارب
بشكرك أميرة على المرور

[صديقه بنت الشديفات]

الله يرحمه .. ونعم الرجال

اشكرك دموع

[دموع الغصون]

[دموع الغصون]

ستبقى في قلوبنا إلى الأبد






وصفي التل ، الشهيد وصفي التل ، 40 عام على رحيل وصفي التل ,

[دموع الغصون]

والنعم منك و من اصلك الطيب "صديقه"
بالفعل كان الشهيد مثال للوطني الحر

[دموع الغصون]

وصفي.. الشهيد الخالد بأفعاله ورجولته

مجيد عصفور

نتذكره كل يوم، بصماته في الوطن لا تمحوها السنين، ونتذكره اكثر في ذكرى استشهاده، فيوم الاستشهاد غير يوم الوفاة، فالشهداء تمتد حياتهم الى ما بعد الموت.
وصفي التل الذي غيبته المؤامرة على الاردن وفلسطين في مثل هذا اليوم في القاهرة، كان صاحب مدرسة لم تقفل ابوابها بعد رحيل المعلم.. ظلت تشع نوراً يثبت اقدام المؤمنين بوطنهم، ويفضح الخونة المتاجرين بالاوطان.
في الرأي فقدنا المؤسس لكننا لم نفقد الاساس، فقد بناه وصفي قوياً راسخاً دعائمه الخلق والحق والتضحية في سبيل الأردن وفلسطين والعرب.
كان الشهيد يدرك اهمية الصحافة الوطنية كرسالة للامة تحمل مبادئ بلد ورث انبل واكبر ثورة ارادت تحرير العرب وبعث النهضة في اقطارهم، وكان وصفي يعرف الصعوبات التي يتصدى لها الاردن، المحدود الموارد والمساحة، لكن رهانه على صلابة الشعب والارض التي نبت منها جعله يمضي بمشعله الى النهاية.
في حياته كان رائداً متميزاً ثاقب الفكر بعيد النظر، لم يكن العلم بالنسبة اليه طريقاً للوظيفه والجلوس على مقعد مريح، بل كان وسيلة لنهضة الامة، لذلك لم يطرق السهل بعد تخرجه من الجامعة الاميركية في بيروت التي تفتحت فيها عيناه على آفاق ابعد من الحدود القطرية التي وضعها الانجليزي سايكس والفرنسي بيكو لتكون جدرانا تقسم العرب وتمنع وحدتهم، فعمد الى الجهاد مقاتلاً في جيش الانقاذ ولم يثنه جرح الجسد في ارض المعركة ولا جرح الخيانة من قبل حسني الزعيم عندما اودعه سجن المزة بالشام عن مواصلة الكفاح والنضال ضد المشروع الصهيوني، وبعد انتهاء المعارك ظل ملتصقاً بما آمن به لا يهدأ فكان معنياً بالزراعة وبالعلم وبالاعداد ليوم آت تتجدد فيه المواجهة مع العدو الاسرائيلي.
في سيرة وصفي قصص لا تحصى فقد جاءه مرة وهو رئيس للوزراء شاب حديث التخرج من مدينة الطفيلة طالباً وظيفة في الدولة، فسأله وصفي هل لديك ارض ؟ فأجاب نعم، وهل يوجد بالقرب منها مصدر مياه؟ فأجاب الشاب بنعم، فقال له وصفي ان راتب الوظيفة التي تسعى اليها خمسة عشر ديناراً ، اذهب الى ارضك وازرعها وفي نهاية كل شهر احضر الى رئاسة الوزراء وخذ راتب الوظيفة وعد الى ارضك، وهكذا فعل الشاب وكانت النتيجة ان ارض الشاب انتجت ومنحته مردوداً اكثر من قيمة الراتب واكثر من ذلك تشجع اصحاب الاراضي المجاورون لارض الشاب فزرعوا اراضيهم واستفادوا منها، وبعد مدة جاء الشاب لوصفي وطلب منه وقف الراتب الشهري.
هكذا كان وصفي القائد الذي يعلم الناس ويتعلم منهم، لا يتعالى بالمناصب ولا بالسلطة التي لم تكن تعنى اليه سوى وسيلة للخدمة والارتقاء بالاردن ليظل في طليعة العرب المدافعين عن قضاياهم كما كان هو في طليعة الرجال شجاعاً لا يخشى الموت ما دام يؤمن بالمشروع الذي نذر نفسه من اجله الى ان قضى وهو يحمل هذا المشروع شهيداً خالداً.

[دموع الغصون]

وصفي التل نذر نفسه منذ سنوات وعيه الأولى جنديا من أجل فلسطين توأم أردُنـِّه الذي أحب


* اعداد : زياد ابوغنيمة



في مثل هذا اليوم قبل 41 عاما «28 /11/1971م» كانت رصاصات غادرة تودي بحياة الشهيد بإذن الله وصفي التل في قلب القاهرة، المفارقة التي زادت الألم والحزن في الصدور أن الذين كانوا وراء تلك الجريمة حاولوا تصوير جريمتهم وكـأنها كانت عملا وطنيا إستهدف عدوا لفلسطين ولقضية فلسطين، بينما كانت في حقيقتها مؤامرة مشبوهة لم تستهدف جسد وصفي التل بقدر ما استهدفت المشروع الذي حمله إلى إجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة لإعادة بوصلة المقاومة الفلسطينية لتتوجَّـه إلى وجهتها الصحيحة في مواجهة الإحتلال الصهيوني في يافا وحيفا والقدس والخليل وجنين وفي كل أنحاء فلسطين، ولقد مثــَّـل ذلك التحريف والتزييف والإفتراء والمغالطة أحد أبرز الأمثلة النموذجية لأبشع عملية إفتراء وتجن ٍ على تاريخ وصفي التل الذي يكتشف كل من قرأ سيرته بموضوعية وبإنصاف أنه كان قد نذر نفسه منذ سنوات وعيه الأولى جنديا من أجل فلسطين توأم أردُنـِّـه الذي أحب.

وبمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لإرتقاء وصفي شهيدا بإذن الله تستذكر»جولة في ذاكرة الوطن ـ الدستور»علاقة وصفي بفلسطين لتخلص إلى حقيقة تؤكـِّـد أن وصفي كان يختزن في وجدانه ووعيه محبَّـة لفلسطين بنفس القدر الذي كانت تختزنه من محبَّـة لبلده الأردن، ذلك الحُـب الذي بلغ حدَّ العشق حتى كان من الصعب أن تعرف هل وصفي أردنيٌ يحب فلسطين ويعشقها، أم هوفلسطينيٌ يحب الأردن ويعشقه.؟، يكفي أن نستذكر أن وصفي رضع حبَّ فلسطين وعشقها في محضن والده شاعر الأردن الخالد»عرار»مصطفى وهبي التل الذي تفجـَّـر حبـُّـه لفلسطين شعرا ولمـَّـا يبلغ العشرين من عمره عندما أنشد محذرا ً من خطر وعد وزير خارجية بريطانيا المتصهين اللورد بلفور لليهود بتعهد بريطانيا بمساعدتهم على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين :.

يــا ربِّ إنْ بلفـُــورُ أنفـذ وعْـــدَهُ.

كـمْ مسلم ٍ يبقى وكـمْ نصراني؟.

وكيانُ مسجدِ قريـتي منْ ذا الـذي.

يُـبقي عليـه إذا أزيـل كيــــــاني ؟.

وكنيسة العـذراء أيـــن مكانهــــا.

سيكونُ إن بُعثُ اليهـودُ مكـاني ؟.

كان وصفي التل واحدا من الجيل الذي نضج وعيُـه في حقبة كانت كتب التاريخ والجغرافيا التي درسها جيله تقول إن الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان تشكـِّـل وحدة جغرافية وتاريخية وقومية واحدة تسمى سوريا الطبيعية أوبلاد الشام، وإن الأردن وفلسطين كانا وحدة جغرافية وتاريخية وقومية واحدة تسمى سوريا الجنوبية، وإن سوريا ولبنان كانا وحدة جغرافية وتاريخية وقومية واحدة تسمى سوريا الشمالية، وإن الخطر الصهيوني الذي يتهدَّد فلسطين يتهدَّد الأردن وسوريا ولبنان بنفس القدر، وقد دفعه هذا الوعي إلى الإنخراط مبكرا وهوطالب في مدرسة السلط الثانوية في منتصف الثلاثينيات إلى المشاركة في جمعية سرية نشطت في تهريب السلاح إلى ثوَّار فلسطين، وعندما انتقل وصفي إلى بيروت للإلتحاق بالجامعة الأمريكية وجدت أفكار وطروحات الحزب السوري القومي أرضية صالحة لدى وصفي، فقد جاءت متناغمة مع ما كان قد درسه وآمن به عن وحدة بلاد الشام وعن خطر الصهيونية على بلاد الشام، ثمَّ لم يلبث أن توصَّـل إلى قناعة جديدة تؤكد أن المواجهة مع الصهيونية قادمة لا محالة، وأن الذي سيحسم الصراع العربي الصهيوني ليس المظاهرات والخطب، ولا الصراخ بالشعارات، بل القتال، والقتال وحده، مما دفعه بعد تخرُّجه من الجامعة الأميركية إلى العزوف عن قبول عروض كثيرة للعمل بوظائف الحكومة التي كانت متاحة له بحكم موقع والده»عرار»السياسي والإجتماعي، وأصرَّ على التطوع مع بعض الشبان العرب في الجيش البريطاني لإكتساب الخبرة العسكرية ومهارات القتال عمليا تمهيدا للإستفادة منها عندما يبدأ الصراع الفعلي مع الصهيونية على أرض فلسطين، معرضاً نفسه للأقاويل والإتهامات بالعمالة للإنجليز، وفي هذا الصدد ينقل الدكتور سعيد التل شقيق وصفي في دراسة له نشرها في صحيفة»الرأي»عن المناضل الفلسطيني يحي حمودة الرئيس الأسبق لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله إنه قال لوصفي ذات لقاء جمعه به في صيف عام 1968م : إن خصومك السياسيين لا يجدون لمهاجمتك منفذا إلا أنك كنت ضابطا في الجيش البريطاني، فما الذي ورَّطك بالإلتحاق بالجيش البريطاني لتفتح ثغرة ينفذ منها خصومك لمهاجمتك وتشويه سمعتك..؟، ويروي حمودة أن وصفي قال له : إنني لم أتورَّط بدخولي الجيش البريطاني كما تقول، بل دخلته عن طيب خاطر، وبناءً على خُـطة، وعن سابق تصوُّر ٍ وتصميم، فقد كنت خلال دراستي في الجامعة الأميركية، وبعد تخرجي منها، منتظما في حركة قومية عربية كانت تضمُّ الكثير من الشباب العربي، وكنا في هذا التنظيم»حركة القوميين العرب»على قناعة بأن القتال هووحده الذي سيحسم صراعنا مع اليهود، وأن الذي يمتلك مقوِّمات القتال بصورة أفضل هوالذي سينتصر ويفوز بأرض فلسطين، وقد عزَّز قناعتنا هذه ما لاحظناه من تسابق الشبَّـان اليهود بأعداد كبيرة إلى التطوع في الجيش البريطاني، ولمَّـا لم يكن أمامنا وسيلة للتدريب على القتال إلا التطوُّع في الجيش البريطاني فقد أوعزت الحركة لبعض شبابها ليكونوا القدوة لغيرهم من الشباب العرب، فتطوَّع البعض وكنت واحدا منهم، وتقاعس كثيرون، ويقول حمودة إنه سأل وصفي : لماذا لا تعلن هذه الحقيقة حتى لا يستمرَّ خصومـُـك بتشويه سمعتك..؟ فأجابه وصفي : إن ما قمت به كان في اجتهادي واجتهاد تنظيمي واجبا نحووطني وأمتي، وليس من الأخلاق الوطنية أن يتفاخر الإنسان بما يقوم به من واجب تجاه أمته ووطنه، وعندما بدأت ملامح المعركة تلوح في الأفق في فلسطين سارع وصفي بدون ِ تردُّد ٍ لترك الجيش البريطاني لينخرطَ في صفوفِ المتطوعينَ العرب في جيشِ الإنقاذِ في حرب عام 1948 الذي كان يقوده فوزي القاوقجي ليشاركَ في الدفاع عن أرضِ فلسطينَ العزيزةِ قائدا لفوج اليرموك الرابع الذي كانت ساحة عملياته في شمال فلسطين، وعندما فرضت الهدنة أدرك وصفي أنها فرضت لصالح اليهود لتمكينهم من تعزيز مواقعهم وجلب أسلحة جديدة فرفض وصفي الهدنة وقرر الإستمرار في القتال، وفي هذا الصدد ينقل شقيقه الدكتور سعيد التل في كتابه»الأردن وفلسطين ـ وجهة نظر عربية»عن عبد الرزاق اليحيى الذي كان أحد ضباط فوج اليرموك الرابع الذي يقوده وصفي»قائد جيش التحرير الفلسطيني لاحقا»أن وصفي كان غاضبا جدا من موافقة الدول العربية على الهدنة لدرجة أنه أسرَّ إليه أنه اتفق مع الحزب السوري القومي في لبنان بزعامة أنطون سعادة للقيام بانقلاب عسكري للإتيان بحكومة لبنانية ترفض الهدنة وتدعم إستمرار الحرب ضد اليهود في فلسطين، وينقل الدكتور سعيد التل عن اليحيى أن الشكوك بنوايا وصفي دفعت بالضابط السوري حسني الزعيم الذي عينته الجامعة العربية مفتشا عاما لجيش الإنقاذ بديلا عن الضابط العراقي طه الهاشمي إلى إصدار أوامره في أواخر شهرآذار من عام 1949 م بنقل فوج اليرموك الرابع من جبهة جنوب لبنان إلى جبهة جنوب الجولان بهدف إبعاد وصفي التل عن لبنان، وينقل الدكتور التل عن اليحيى أن وصفي فطن لهدف حسني الزعيم وأنه صارحه بعد وصول الفوج إلى معسكر قطنا القريب من دمشق أنه سيقنع حسني الزعيم بالسماح لفوج اليرموك بالمبيت في قطنا بحجة أخذ قسط من الراحة ليقوم في الليل بالزحف إلى دمشق لإسقاط الحكومة والإتيان بحكومة ترفض الهدنة وتواصل القتال ضد اليهود، ولكن حسني الزعيم رفض طلب وصفي وأجبره على التوجه إلى الجولان لسببين أولهما أن حسني الزعيم كانت لديه شكوك بأن وصفي قد يقوم بإنقلاب في دمشق، وثانيهما أن حسني الزعيم كان يُعدُّ أيضا لإنقلاب في دمشق، وينقل الدكتور التل عن اليحيى أنهم تقابلوا على مشارف مدينة القنيطرة وهم في طريقهم إلى الجولان برتل من المصفحات بقيادة الضابط السوري محمد صفا وهي التي نفذت الإنقلاب الذي قاده حسني الزعيم في نفس الليلة التي حاول وصفي أن يقوم بإنقلابه فيها، وبعد أن إستتب الأمر لحسني الزعيم وتسلم الحكم في سوريا ألقى القبض على وصفي وسجنه وتردَّد آنذاك أنه كان على وشك إعدامه ولكن وصفي نجا من الإعدام بعد تدخل شخصيات سورية وأردنية ولبث في السجن فترة ثمَّ عاد إلى الأردن.

وبقي وصفي حتى أخر حياته يؤمن أن المقاومة هي السبيلُ الوحيدُ لاسترجاع ِ فلسطين، كان إيمانـُه بالمقاومة سبيلا لتحرير فلسطين إيمانا لا يتزعزع، وكانت له علاقات متينة بقادة العمل الفلسطيني رغم تحفظـأته على محاولة بعضهم وخاصة فصائل اليسار لحرف بوصلة المقاومة الفلسطينية عن وجهتها الطبيعية داخل فلسطين إلى افتعال الأزمات مع الأشقاء حول فلسطين، ومن المؤسف أن الكثيرين يجهلون أويتجاهلون أن الرصاصات الغادرة التي أودت بوصفي شهيدا بإذن الله في القاهرة في 28 /11/1971م أودت في نفس اللحظة بالمشروع المقاوم الذي كان يحمله وصفي لإجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة وهومشروع يتبنى إعادة إطلاق يد العمل الفدائي الفلسطيني المقاوم داخل فلسطين بدعم من أشقائهم العرب، كان مشروع وصفي يتضمن النقاط التالية :

1- إعادة تنظيم الجبهات العربية المواجهة لإسرائيل بأربع جهات رئيسية، ثلاث جبهات دفاعية بصورة رئيسية وجبهة رابعة للهجوم والتصدِّي.

2- الجبهات الثلاث هي الجبهة الجنوبية وتتشكل من القوات المصرية، والجبهة الشرقية وتتشكل من القوات الأردنية والقوات العراقية، والجبهة الشمالية وتتشكل من القوات السورية والقوات اللبنانية، والوظيفة الرئيسة لهذه الجبهات هي صد العدوان وردعه كلما حاول الاعتداء أوالتوسع أوالإنتقام.

3- الجبهة الرابعة وهي الجبهة الوسطى وتتشكل بصورة رئيسية من المقاومة الفلسطينية لاستنزاف العدو، كما تتحرك هذه الجبهة وتهاجم من جميع الجبهات ومن الداخل وفي إطار استراتيجية عربية محددة للمواجهة.

4- تقوم الجبهات الثلاث بدعم الجبهة الرابعة ومواجهة جميع ردود فعل العدوعلى تحركاتها.



من أقوال وصفي..



«من أشدِّ الجوانب فجيعة في المأساة الفلسطينية طغيان المُغالطات وألوان الإفتراء والتجنـِّـي على التاريخ».

«سيأتي يوم ٌ، عندما تنتهي مرحلة التهريج والكذب، يعرف فيه قومُنا أن تطوُّعي مع بعض رفاقي في الجيش البريطاني كان تحضيرا من أجل القتال في فلسطين».



وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر



في ذكرى استشهاد سنديانة الأردن وضميره وفارسه وصفي مصطفى وهبي التل الزيداني، نستذكر هذه الأبيات من شعر سنديانة حلب الشهباء وضميرها وفارسها أبي فراس الحمداني :.

سَيَذكُرُني قومي إذا جَـدَّ جِدُّهُـمْ.

وفي الليلةِ الظلمـاءِ يُفتَقَـدُ البَـدْرُ.

فإنْ عِشْتُ فالطعْنُ الـذي يَعْرِفونـهُ.

وتِلكَ القَنا والبـِـيضُ والضُّمَّرُ الشقـرُ.

وإنْ مُـتُّ فالإنسـانُ لا بُـدَّ مَيِّـتٌ.

وإنْ طالَتِ الأيامُ وانفَسَحَ العُمْـرُ.

ولوسَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بـهِ.

وما كان يَغلوالتِّـبْرُ لونَفَـقَ الصُّـفـرُ.

ونَحْنُ أُنـاسٌ لا تَوَسُّــطَ بيننـا.

لنا الصَّدْرُ دونَ العالميـنَ أوالقَبْـرُ.

تَهونُ علينـا فـي المعالـي نـُـفوسُنـا.

ومن خَـطَـَبَ الحَسْناءَ لم يُغلِهـا المَهْـرُ.

أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعلى ذَوي العُـلا.

وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التـرابِ ولا فَخـرُ.



في وداع وصفي الأخير

علوٌ في الحياة وفي الممات

كانت جنازة وصفي يوما مشهودا في تاريخ الأردن، كان الملك الراحل الحسين بن طلال يتقدَّم الحشود الغفيرة التي ضاقت بها شوارع عمـَّأن في طريقها إلى المقابر الملكية، كان منظرا مهيبا ما أروع ما تـُترجمه هذه الأبيات للشاعر العربي أبي الحسن الأبياري :

علوٌ في الممات وفي الحياة.

لعمرُك تلك إحدى المكرمات.

كأن الناس حولك حين قاموا.

وفودُ نـِـداك أيــام الصـِــلات.

كأنك قائــمٌ فيهم خطيبــــــــا.

وكلـُّـهموقيــــــامٌ للصــــلاة.

مدَدْتَ الزنـْـدَ نحوهموبكـف ٍ.

كمدِّ البـِـــرِّ أيـــام الهـِـبــات.

ولما ضاق بطن الأرض ذرعا.

بضمِّ عُـلاك من بعد الممات.

أصاروا الجوَّ قبرَك واستنابوا.

عن الأكفان ثوبَ السافيـات

فلم أرَ مثلَ جذعك قط جذعـا ً.

تمكــَّن من عناق المكرمات.

أسأت إلى النوائب فاستثارت.

فأنت قتيلُ ثـــأر النائبـــــات.

وكنت تجيرُ من صَـرْف ِ الليالي.

فعاد مطالبــــــا لك بالترات

فلوأني قدَرْتُ على قيـــــــام ٍ.

بحقك والفروض الواجبات.

ملأتُ الأرضَ من نظم القوافي.

وقمتُ بهـــا مقام النائحات.

ولكنــــي أصَـبِّــرُ عنك نفسي.

لكي ما أنْ أعَـدَّ من الجُــــــناة

ومالك تربــــــة فأقولُ تـُسقى.

لأنك نـَـصْـبُ هطل الهاطلات.

عليك تحية الرحمــــن تترا.

برحمـــات ٍ غواد ٍ رائحـات.