عمان - محمد العياصرة - من جريدة الرأي

كما جرت العادة، فان اغلب ما يقال في شهر نيسان لا يؤخذ على محمل الجد، فهو شهر الدعابة والاكاذيب، لكننا هنا امام حقيقة تاريخية كُتبت بلونٍ اخضر على صفحات الانجاز الاعجازي، حقيقة اسمها الوحدات الرهيب.
وكما تجري العادة، فاننا نجري خلف لمعة الاحداث، والأن كُل ما يلمع ذهب..، فقد اخرج المصباح الاخضر مارده .. وحصد كل معدنٍ نفيس على طاولة الموسم .. وترك خلفه ما بهت لونه وقل سعره.
وكما ستجري العادة، سيبقى الوحدات في الذاكرة الرياضية كأول الفرق الاردنية الذي استطاع حصد كأس الكؤوس والدرع والتنشيطية والدوري وكأس الاردن في ثمانية اشهر، ليؤرخ بالتالي هذا السبق الاسطوري لذاك الامبراطور.
لن نجامل جماهير الاخضر على حساب اخرين، لكن المنطق عندما يفرض نفسه لا نحتاج الى الاجتهاد والتأليف، نحن نودع الموسم بما فيه ولا ننطق سوى باسم الوحدات، كيف لا وكلما نظرنا الى بطولة نجد بان الكأس أخضر والاطار احمر، لذلك كان الموسم وحداتياً خالصاً وكأنه خاض جميع البطولات لوحده!!
وعندما ابارك للوحدات هذا الحصاد المذهل، أمني النفس بغيرة رياضية تشتعل في وجدان باقي الاندية، فهل كان حضورها مجرد حبراً على ورق؟، أم أن الوحدات جاء من كوكب أخر لتعجز باقي الفرق مجتمعة عن خطف لقب واحد من كؤوس المارد!
ما حدث ليس في مصلحة الكرة الاردنية على الاطلاق، فالناظر من بعيد يعتقد بأن الكرة محلياً لا تضم سوى الوحدات، فهل الاندية الاخرى ترضى بتلك المقولة؟!!
خلال الموسم، حدثني احد مدربي الفرق المصارعة عن مستوى الهبوط جميع اللاعبين محلياً يتمتعون بالمستوى الفني ذاته، لكن الفوارق تظهر مع الروح القتالية والعزيمة والاصرار والخبرة احياناً ، ولو قلنا بأن ذلك المدرب اصاب في تقديراته ووجهة نظره، فذلك يعني بان لاعبي الوحدات هم من يشعرون بالانتماء تجاه ناديهم اكثر من غيرهم، وهم من يتفوقون بميزة الاصرار لاسعاد جماهيرهم العريضة، وان صح ذلك فان الامر بات اكثر خطورة!
عندما تدخل في صراع على احد الالقاب بحثاً عن المال .. فهذا معقول تماماً، وعندما تخوض غمار المنافسات الشرسة كسباً للانجاز والمشاركات الخارجية .. فذلك منطقي، لكن ان تجمع خمس بطولات فان ذلك يعني انك تلعب لوحدك، وطموحك الجارف يقذف باقي المنافسين بعيداً عن أي اطماع محتملة.
عذراً لباقي الاندية، ظهرتم كأشباه منافسين، بدا اللاعبون خلال المباريات وكأنهم موظفين لتأدية واجب لا اكثر، لكن البطل الاخضر كان يؤدي الواجب بإجتهاد ويتقدم خطوات واثقة وطموحة.
لا جديد يذكر، ولا قديم يعاد، لكن ما حدث كان فوق العادة، فالبطل كان عملاقاً وأمسك المجد من اطرافه كافة، انه الوحدات الرهيب يا سادة.