مصدر قريب من مسلسل باب الحارة قال أن شخصية ''ابو عصام'' التي أدّاها الفنان عباس النوري ستعود الى ''الحياة'' من جديد في الجزء الرابع ، بالرغم من ''موته'' في الجزء الثالث..مبرّرين عودة ''المتوفّى'' بانه كان مخطوفاً وليس ميتاً..وقد أتى هذا الحل''الجهنّمي'' بعد تفكير طويل من قبل طاقم العمل لإيجاد مخرج درامي يعيدون فيه أبو عصام إلى ''الحياة'' متخلّصين من ورطة ''موته'' في الجزء الأخير وذلك بسبب ضغط جماهيري هائل يطالب بعودة الرجل الى المسلسل الذي لن ''تنتهي أجزاؤه''ابداً .. وبهذا يسجّل المشاهد العربي سابقة في تاريخ الدراما العربية والعالمية عندما يصبح جزءاً من العمل حيث يتدخّل في تغيير مجرى القصة والسيناريو والنهاية أيضا.

ما أسهل الدراما وما أصعب التاريخ..لو ان الضغط الجماهيري يجدي نفعاً لاعتصمنا منذ الآن أنا و300مليون عربي أمام إدارة ''الأمم المتّحدة''- الجهة المنتجة المنفّذة لكل قرارات التقسيم والتشريد والاحتلال- مطالبين بعودة فلسطين الى ''الحياة'' الى ما قبل عام 1948،والعراق إلى دور''البطولة'' / الى ما قبل عام 2003.

لو ان الضغط الجماهيري يجدي نفعاً في التاريخ ..لطالبنا بعودة ''صلاح الدين''الأيوبي فوراً..ولارتمينا تحت سيفه كما ترتمي بنات أبو عصام في حضنه..واقتنعنا انه كان مخطوفاً منذ 815 عاماً.

لو ان الضغط الجماهيري يجدي نفعاً في التاريخ..لحذفنا كل مشاهد الهزائم العربية،وقفزنا عن حلقات النكسات والنكبات والكبوات والتخاذل ، ولأعدنا تصوير كل اللقطات التي يظهر فيها وقوف الكومبارس خلف أجساد الضحايا،واستمتعنا بتاريخ ''فصّلناه على كيفنا''.

لو ان التاريخ سهل مثل الدراما..لاخترنا لأنفسنا نهاية لائقة على الأقل..