شعر: مشعل الحربي



تــاق الفـــؤاد فصــار الشــوقُ مكتــوبـا
وبـــات دمــعــي على الخدين مسكـوبــا

مـن فـاتــن مــن بـنــات الـبـدو تـيـمـنـي
أضـحــى فــؤاديَ عـنـد البــدو مسـلـوبا

رعـبـيـبـةٌ تــخـطـف الأبصـار طـلـتُـهـا
تـقـدم الشـــوقَ فـي الأحـشـاء مصبـوبـا

رعـبـيـبـةٌ لــو رأتـهـا الشمـس لانكسفت
والبـدر ولَّـى عـلـى الأعقــاب مـنـكـوبـا

رعـبـيـبـةٌ مـا مـشـى مـيــلٌ بـمـقـلـتـهــا
بـل خـضـبـته بهذا اللـيــــل تـخـضـيـبــا

رعبـيـبــةٌ مـا يـطـيـش الصـيـد من يدها
فـطرفهـــا قـد بـدا في الصـيـد موهــوبـا

رعـبـيـــة لـو جــرى مـاءٌ لأرعـبـهـــــا
تـصـيَّـر اللـيــث فـي الغـابــات مرعوبا

خـشـفُ الـرعـابـيـبِ فيها القـلب منشغلٌ
مـا كـنـت أخـشـى عـلى قلبي الرعابيبــا

إذا رأيــتَ ســوادَ الخــال فــي خــدِّهـــا
حـسـبـتـَه فـي جـبال الثـلـج مـصـلـوبــا

والـشَّـعـــرُ مثــلُ ســوادِ اللــيـلِ ظلَّلـهــا
والوجـهُ مثــل بـزوغ الشـمـس تـرحـيبـا

شـمـسٌ ولـيــلٌ وبــرقُ الغـيــم مـبسمـها
والـرمـش مثـل جنـــاح الحــرِّ تـرتـيبـا

والحتف في الثغر إن جادت وإن بخلـت
فـقـد رضيــت بـمـوتٍ صــار مشـروبـا

مشـيُ الحفـاةِ عـلـى الأشــواك مِـشـيتُهـا
أو أنـهـــا ظـبيــة تـهـــوى الألاعـيـبــــا

ما كنـت أحسـب أن الحـسـن يـأســرنـي
قـد كـان جـوفـي عـن الأهـواء مـقـلـوبـا

حـتــى عـلانـي مـن الأحــداق صــارمه
فـجـنــدل القـلــب مـهــزوماً ومـغــلوبــا

أو أنـــه لـهــــب الأشـــــــواق أرَّقـنـــي
يـذوِّب القـلــبَ فـي الأحـشــاء تـذويـبـــا

أرقُّ مـن قـطـراتِ الـزهرِ مـلـمـسُــهـــا
بـطـرفـهـا تأسـرُ الصـبـيــانَ والشِّـــيـبـا