عادات العيد توثق العلاقات الاجتماعية



تكاد لا تختلف مظاهر العيد في المجتمع الاردني ، فهي الى حد بعيد متطابقة في طقوسها ، فمن عادات الأردنيين في العيد بعد أداء صلاة الفجر زيارة ''اهل المتوفى '' بحسب التقاليد الاجتماعية كما تبدا الاسر من الاقارب و المعارف بالتزاور وتبادل التهنئة في العيد فيما بينها .
ويقدم الأردنيون القهوة السادة فقط لضيوفهم في حالة وجود وفاة بالاسرة اما في الاوضاع الطبيعية فيقدمون كعك العيد من التمر والفستق والجوز الى جانب الشوكلاته و القهوة السادة .
وفيما يتعلق بالعيديات والتي كان متوسطها للاطفال الاقارب من ربع دينار الى دينار كامل وكانت تصل حدها الاعلى خمسة دنانير فيما يعطي القريب المقتدر فقط الاطفال الصغار من اقربائه مبلغا اكثر من ذلك نجد اليوم ان الطفل لا يقنع باقل من خمسة او اكثر.
ويشترك الاطفال سواء في وقتنا الحالي او قديما بشعور انتظار قدوم العيد بشغف للحصول على العيديات من الاب والجد والخال والعم و التي تعتمد قيمتها على وضع كل منهم من جهة وشراء ملابس العيد وتبادل الزيارات بين الاقارب و المعارف والتوجه لاماكن التسلية والترفيه و اللعب من جهة اخرى .
ويعد ابرز مراسم العيد عند الاطفال انهم يصبحون خارج الكثير من القيود المفروضة عليهم يوميا في الايام العادية ، فبإمكان( جيهان) ابنة العشر سنوات ان تزور صديقاتها في يوم العيد دون موافقة مسبقة او مرافقة مشددة من قبل والديها . كما بإمكان (علي )ابن الخمس سنوات الذهاب للبقالة القريبة من منزله لشراء المفرقعات وبعض الالعاب في اليوم اكثر من مرة .فيما ينتظر الطفل محمد قدوم يوم العيد بفارغ الصبر لارتداء ملابسه الجديدة منذ الصباح الباكر والتباهي بها بين ابناء حارته، الا ان صديقه ( احمد) ينتظر اخذ العيديات للتمكن من شراء سيارة كبيرة.
تقول أعتدال خميس ( موظفة ) أن الفترة التي تسبق العيد جميلة حيث تعمل على اتمام الاستعدادت الاخيرة لاستقبال العيد من اعداد الكعك و شراء الشوكلاته والملابس وحتى زينة العيد .
ويوافقها سعيد محمد أب لخمسة أبناء بأن أهم عادات العيد الاستعداد لشراء الملابس للأطفال وشراء الشكولاته والقهوة العربية ومستلزمات كعك العيد.
وعن عادات العيد يقول في اليوم الأول نذهب إلى صلاة العيد حيث نقوم بالتهليل والتكبير قبل الصلاة ثم نصلي ونستمع إلى خطبة العيد وبعد ذلك نذهب إلى زيارة أضرحة الموتى من الأقارب والتصدق على الفقراء والمساكين وزيارة الأقارب ومعايدة الأخوات فهذه أهم العادات التي يقوم بها مختلف الناس''.
عبد العزيز محمد (7 سنوات) يقول :''في أول يوم العيد أستيقظ على هدية قام ابي بشرائها لي بمناسبة العيد ثم أذهب مع أبي إلى صلاة العيد ثم أعود إلى البيت ونقوم بزيارة دار جدي وألبس ملابس العيد لاتلقى العيديات من والدي واجدادي ثم أخرج إلى اللعب مع أبناء عمي ليبدا يتوافد الاقارب من الاعمام والاخوال لزيارتي اسرتي فيما اقضي انا معظم وقتي على الألعاب.
أما مروة 5سنوات تقول:'' انا احب العيد كثيرا لأنني أذهب عند جدتي وجميع أقاربنا مع والدي ولأنني استمتع في اللعب مع أبناء خالي وعمي وفي عيدتي اشتري لعبة باربي وملابسها الجميلة.
ويقول أخصائي تربية طفل الدكتور رمزي هارون أن '' العيد يجب أن يمثل فرحة وفرصة للراحة ويمكن أن يكون فرحة ولكن ليس ضروريا أن يكون راحة وذلك بسبب العادات والتقاليد. ويبين أن أسباب عدم الراحة هو التوتر الذي يعيشون فيه خاصة في الفترة ماقبل العيد من تحضيرات بالنسبة للراشدين كما أن المصدر الثاني للإرهاق الجسدي الذي ينتج عن الالتزامت الاجتماعية من استقبال وغيره.
ويشير إلى ان العيد للصغار والكبار ولكن كل منهم ينظر على العيد ويعبر عنه بطريقة مختلفة ففرحة العيد لدى الصغار أكثر تعبيرا ووضوحا والعيد ليس فقط للأطفال وإنما يشعر به الناس ويتفاعلون معه بدرجات متفاوته كل حسب ظروفه وبيئته.
كما أن العيد يعد توطيد للعلاقات الاجتماعية مثل التسامح والتزاور بين الكبار. وفي العيد تكون صفة الرحم أقوى من أي وقت في الأيام العادية وذلك بسبب انشغال الناس في الوقت الحالي في العمل فكلما تطورت الحضارة انشغل الناس اكثر ولم يعد هناك للتواصل .
ودينيا من السنة في العيدين أن يسرع المسلم إلى الصلاة وكذلك ارتداء أحسن الثياب مع التطيب ومن ثم عليه أن يكبر صبيحة العيد. ويتحقق معنى العيد في الاسلام بنيل المؤمن ألاجر بين الفقراء والمساكين بتقديم الهدايا لهم و الاحسان إليهم وإلى أولادهم حتى يدخل الفرحة والبهجة إلى قلوبهم وهو ما يؤدي إلى تجديد أواصر المحبة بين الأخلاء ويوجد التراحم والتعاون بين الأغنياء والفقراء ويجمع القلوب على الألفة ويخلص النفوس من الضغائن فتشمل الفرحة كل بيت وتعم كل اسرة وفيه تتحقق الوحدة الإسلامية فيشترك كل المسلمين في الفرحة بحلول العيد عليهم.