التاريخ: 1428-3-3 هـ الموافق: 2007-03-22 09:15:33

نابلس – وكالة قدس نت للأنباء

الأم الفلسطينية... ليست كأي أم، وليس لها مثيل، فمعاني الأمومة خرجت منها، والصمود، والتحدي، والمعاناة، ضحت وعانت، وقدمت الكثير، ولا أريد أن أجامل الأم الفلسطينية فأقولها لها أن لك كل الأيام، وليس يوم واحد فقط، بل أقول لنا يوم وأنت الأيام كلها.

"اتواج فلسطين " ، "نبراس الأمة" .. هكذا هي التسمية الحقيقية لهن ، إلا أن الأمهات وللأسف اليوم يستقبلن هذا العيد بالسواد والبكاء لما يجري من انتهاكات حقيقة لحقوق الإنسان والحياة الطبيعية بأيد احتلالية وفلسطينية ما يتطلب العمل بكل مسؤولية لخلق عهد جديد يجسد الكرامة الإنسانية وعودة الربيع والأمل للحياة الفلسطينية.

الأم الفلسطينية مغايرة

الإعلامي أمين أبو وردة يرى أن إلام بالنسبة للفلسطينيين مفعمة بلون مغاير للعالم بأسره، فهي أم الشهيد والأسير والجريح والمطارد وتكتوي بنار الاحتلال

ولذا تجسد معاناة شعب بأسره فهي التي تنجب كل هؤلاء وهي التي توفر لهم التربية والحماية ومن ثم فهي التي تودعهم لدى سقوطهم، فكل أم فلسطينية حكاية ونموذج للمعاناة، وكل هذه المعاني والصفات حملتها وقدمتها المرأة بعناوين وأدوات مختلفة.

واضاف :" أتقدم بالتهاني والتبريكات لكل أم فلسطينية في الوطن والشتات، لما قدمته من تضحيات عجز الرجال في كثير من الأحيان عن تقديمها، في المقاومة، والصبر، والتحدي، بالإضافة إلى تقديمها يد العون لأبنائها الأبطال في سجون الاحتلال، الذين يواجهون قسوة السجان الإسرائيلي الذي سلبهم الحرية والعيش بين أسرهم.

أمهاتنا الأسيرات

الأستاذ عبد الهادي عوكل يقول :" ان هذه المناسبة التي تحتفل بها أمهات العالم تختلف كلياً بالنسبة للأمهات الفلسطينيات وتحديداً الأمهات الأسيرات في السجون الاسرائيلية وأمهات الأسرى، اللواتي يتعرضن للضغوط والعذابات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في محاولاتهن لزيارة أبنائهن.

ويقول :" الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لشتى أنواع العذاب، فكيف لهن أن يفرحن وحريتهن مقيدة، وبعيدة عن أبنائها، وأهلها وذويها.

وتابع :" اعتقد أن الأم الفلسطينية في هذا اليوم تزداد حسرة حيث أنها في هذا اليوم تزداد حسرة مقارنة بأمهات العالم التي يحص أبناؤهن على تقديم شتى أنواع الهدايا لهن، والأمهات الفلسطينيات يعانين قسوة السجان الإسرائيلي سواء داخل القضبان أو خارجه بالنسبة للأمهات التي تنتظر بفارغ الصبر موعد الزيارة أن يتمم بدون عوائق ومشاكل مفتعلة من قبل الاحتلال.

بأي حال أنت يا عيد

عيد الأم هذه المرة رغم أهميته إلا أنه يفتح جرحا لمن فقد الأم والأمومة بكافة معانيها فكيف لأم فقدت ابنها جراء الاحتلال أو الاقتتال أن تستقبل هذا العيد والذي يعتبر عيدا خاصا لها بلا منازع أو مشارك لها وتختلف عن بقية الأعياد الأخرى، مما يجعلها تشعر بفقدان طعم الأمومة جراء فقدانها لأبنائها في حوادث مؤسفة بصورة فردية أو جماعية تحت مسميات وأهداف مختلفة.

وتلعب الأوضاع الاقتصادية القاسية دورا أساسيا في غياب العديد من المظاهر الاجتماعية ، إضافة إلى الممارسات الاحتلالية والفوضى الأمنية كانت أشد تأثيرا على واقع المرأة خاصة خلال السنة الماضية حيث تم تسجيل عشرات الضحايا من النساء جراء ذلك فيما لا تزال عشرات النساء يقبعن في سجون الاحتلال في ظروف بالغة الصعوبة، ويحرمن من أبسط حقوقهن في الأمومة والرعاية الأسرية لأطفالهن كما حرم العديد من الأطفال من الاحتياجات الضرورية التي لا يتم توفيرها إلا عبر الأمهات بصورة مباشرة.

الحاجة أم سامر في نابلس تبكي هذا العيد ولدها الشهيد سامر والذي استشهد في اجتياح نابلس الكبير ، فهي اليوم علمت المعنى الحقيقي للأبناء ومعنى الأمومة وطعم الحياة معهم .

وتتابع أم سامر والدموع قهرت عينيها :" كان سامر يحمل أعباء البيت وهموم الحياة عنا ، وهو يملك الإرادة والمسؤولية ولكن بعده لم يكن إلا أنا لأواجه متاعب الحياة ، فأوجه كلمة إلى العالم اجمع ، هل نحن الأمهات الفلسطينيات بحاجة إلى الورد والزهو أم إلى الثبات والصمود في أرضنا ومقاومة عدونا .

الفلسطينية ترفض الظلم

الصحفي صدقي موسى يقول :"في ثورات العالم ضد الظلم والاستعباد والاحتلال بمختلف أنواعه كان للمرأة نصيب كبير في مشاركة الرجال ثوراتهم تلك، والمرأة الفلسطينية في الانتفاضات المعاصرة الأولى والثانية وكذلك في ثوراته السابقة لم تكن اقل شأننا من نساء العالم الأحرار اللواتي يرفضن الظلم.

وأضاف موسى :" إلا أن المرأة الفلسطينية امتازت عن المناضلات والثائرات بمشاركتها المختلفة في نضالات الشعب الفلسطيني سواء في مقارعة الاحتلال بالحجر ومختلف الوسائل حتى وصل الأمر للتضحية بالنفس كما أثبتت ذلك الاستشهاديات، وجعلت من جسدها درعا تحمي به المجاهدين.

ويرى موسى أن الأم الفلسطينية صبرت وصابرت على فراق أبنائها في غياهب القبور أو المعتقلات ومزجت الدمعة بالزغاريد ونظرات التحدي والصمود، ولم تكتفي بذلك بل بلغ بها الأمر إلى أن تحث فلذات كبدها على المقاومة والجهاد وتكون المحفز والداعم لهم.

وقال :" وكرجال فلسطين صمدت في زنازين التحقيق وعلى ظلمة السجن وشظف العيش وبقيت متمسكة بثوابت قضيتها وأمتها غير آبهة لمغريات الحياة وعروض التخاذل والتنازل.



في عيد ست الحبايب !!!

الأوضاع اليوم تختلف عن بقية الأعياد الأخرى، مما يجعلها تشعر بفقدان طعم الأمومة، إلا أنها تحتسب ذلك أجرا وكرامة عند الله تعالى، متمنية أن يكون عيدها انتصارا وتحريرا لفلسطين.

لنعمل سويا ، معا ، من منطلق واحد ، من اجل حمايتها وأبنائها من غطرسة الاحتلال ، وندعوا المؤسسات الحقوقية والإنسانية رصد وتوثيق وإدانة الممارسات الإجرامية بحق الأمهات والنساء الفلسطينيات .


منقول http://www.qudsnet.com/arabic/news.p...=View&id=38413