دفع مواطن من محافظة أسيوط، حياته ثمنا لبيروقراطية مرفق الإسعاف، بعد أن رفض الاستجابة لاستغاثة زوجته، لا لشيء سوى أنها صادرة عن هاتف محمول، وأن التعليمات الصادرة إليها تقضي بعدم التحرك لنقل أية حالة، إلا إذا كان الاتصال بها تم عبر هاتف أرضي.

حدث ذلك في الرابعة من صباح الجمعة الماضية المواطن حينما أصيب المواطن ويدعى ممدوح العسقلاني بذبحة صدرية مفاجئة، لتسارع زوجته إلى الاتصال بالإسعاف عبر هاتفه المحمول، طالبة حضور سيارة إسعاف على الفور لنقله إلى أقرب مستشفى لإنقاذه.
لكن مسئولي الإسعاف رفضوا الاستجابة لطلبها، بحجة أن التعليمات الصادرة من وزارة الصحة تقتضي بعدم الاستجابة لأي استغاثات صادرة من هاتف محمول.
وعبثا، حاولت الزوجة إقناع مسئولي الإسعاف بضرورة إنقاذ زوجها، إلا أنهم صمموا علي موقفهم غير الإنساني، كما فشلت الاستغاثة بذوي زوجها حيث أن الوقت كان متأخرا، فما كان منها إلا النزول بزوجها إلى الشارع، والبحث عن أية وسيلة لنقله لأقرب لمستشفى في محاولة لإنقاذه.

وهو ما حصل بمحض الصدفة، عندما وجدت سيارة تاكسي، لكنه سرعان ما توفي بعد دقائق من صعوده، حيث أن حالته كان بحاجة إلى سيارة إسعاف مجهزة بالأدوات الطبية اللازمة، لوقف تدهور حالته.

وقد استقبلت أسرته وفاته راضية بقضاء ربها، لكنها قررت التقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق العاجل في واقعة الإهمال التي راح ضحيتها، ودفع حياته ثمنا للإهمال، كما قال شقيقه محمود العسقلاني الصحفي والناشط السياسي.

وطالب العسقلاني بإصدار قرار وزاري بإلغاء التعليمات التي تحظر على العاملين بمرفق الإسعاف الاستجابة لأي استغاثة صادرة من أي هاتف محمول وتقصر الاستجابة علي الاستغاثات الصادرة من أي هاتف ارضي.

ودعا إلى معاقبة المتسببين في المأساة وإصدار عقوبات رادعة بحق المتسببين في وفاة شقيقه الأصغر البالغ من العمر 32 عاما، والذي يعمل موظفا بكهرباء أسيوط، مهددا بالاعتصام في ديوان الوزارة بالقاهرة إذا لم يقم الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بإلغاء هذه التعليمات الجائرة، التي دفع بسببها مواطن حياته ثمنا لها.
المصريون
تعليق: من المعلوم أن الحادث نفسه تكرر و ليست هذه أول مرة .. و لربما كان أشهرها حادث إنهيار أحد العمارات و اتصال أحد السكان المحتجزين تحت الأنقاض بالإسعاف من تليفونه المحمول . و كانت الإجابة: اتصل من تليفون أرضي.
فهل هناك اتفاقية سرية بين مرفق الإسعاف و وزارة الإتصالات لزيادة عدد المشتركين !!.