امدح الناس كما تنتقد البعض



فكل المدرسين يذمون الطالب البليد المهمل في واجباته .. الكسول المتأخر في الحضور دائماً .. لكن قليلاً منهم من يمدح الطالب المجد .. الذي يحضر مبكراً وخطه حسن وكلامه جيد ..




كان عمرو بن تغلب t رجلاً من عامة الصحابة .. لم يتميز بعلم كما تميز أبو بكر .. ولا بشجاعة كما تميز عمر .. ولا بقوة حفظ كأبي هريرة .. لكن قلبه كان مملوءاً إيماناً .. وكان e يلحظ ذلك فيه ..


فبينما النبي e جالساً يوماً .. إذ جيء إليه بمال فجعل يقسمه بين بعض أصحابه ..


فأعطى رجالاً .. وترك رجالاً .. فكأن الذين تركهم وجدوا في أنفسهم .. وعتبوا .. لماذا لم يعطنا ..


فلما علم e بذلك .. قام أمام الناس .. فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه .. ثم قال :


أما بعد .. فوالله إني لأعطي الرجل .. وأدع الرجل .. والذي أدع أحبُّ إليَّ من الذي أُعطي ..


ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع ..


وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير .. منهم : عمرو بن تغلب ..


فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الملأ .. طار فرحاً ..


وكان يحدث بهذا الحديث بعدها .. ويقول : فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله e حمر النعم (رواه البخاري)



تفاءل وأحسن الظن بالناس ..وشجعهم ..لينطلقوا أكثر