مرثية امرأة لا قيمـة له

صور من زقاق بغداديّ

ذهبتْ ولم يَشْحَبْ لها خَدٌّ ولم ترجفْ شفاهُ
لم تَسْمع الأبوابُ قصةَ موتِها تُرْوَى وتُرْوَى
لم ترتفعْ أستار نافذةٍ تسيلُ أسىً وشَجْوَا
لتتابعَ التابوتَ بالتحديـقِ حتى لا تـراه
إلا بقيّـةَ هيكلٍ في الدربِ تُرْعِشُه الذِّكَرْ
نبأٌ تعثّر في الدروب فلم يجدْ مأوىً صـداهُ
فأوَى إلى النسيانِ في بعضِ الحُفَـرْ
يرثي كآبتَهُ القَمَرْ .

والليلُ أسلم نفسَهُ دون اهتمـامٍ ، للصَباحْ
وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ
بمُواءِ قطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظـامْ
بمُشاجراتِ البائعين ، وبالمـرارةِ والكفاحْ
بتراشُقِ الصبيان بالأحجار في عُرْضِ الطريقْ
بِمَساربِ الماء الملوَّثِ في الأزقّـةِ ، بالرياحْ
تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ
في شبهِ نسيانٍ عميقْ