يا حبيبا مالي سواه حبيب وبه كان من صباي هيامي
أنت لو لتم تكن اليف شبابي لم تطب لي نضارة اليام
لست أخفي عليك سرا أليما هو شكوى دفينة في عظامي
كل شي تهواه أهواه إلا أن أرى لي شريكة في غرامي
وبودي لو كنت لي لي وحدي ولو أني أقصرت عنك ملامي
ما الذي جد يا حبيبة قلبي وذمامي كما عهدت ذمامي
هذه الراية التي ملكت قلبك همي في يقظتي ومنامي
فهي كل لحظة شغلك الشاغل رأدا لضحى وتحت الظلام
إحذري يا حبيبة القلب هما ليس إلا وهما من الأوهام

يا حبيبي أنرت ذهني وأشبعت فؤادي زهوا بهذا الكلام

ليس فيما يصان أجر من راية مصر بالصون والإكرام
أنا أفديك يا حبيب وتفديها ويفديكما جميع النام
بل تعالي ننشد كلانا وكوني خير عون لصبك المستهام
راية اليسر في صفاء الليالي راية النصر في اعتكار الصدام
طاولي كل راية واعزي قومنا سرمدا على الأقوام


جبران خليل جبران