رسائل حب ...أطول قصائدي

[أحلى الأقدار]

رسائل حب , قصيدتي المجنونة قصيدتي التي بنيتها مثل سفينة نوح , لم أهديها لأحد , ولكن سأهديها يوما الى من تصبحُ عطراً للروح , سأحملها لنرسوا معاً الى دنيا جديدة , حيثُ الأحلام السعيدة - الى حبيبتي المنتظرة , الى من ستكون فارستي يوماً أحملها على حصاني الأبيض , هذه قصيدتي "رسائل حب " كتبتها بكل حروف اللغة قوافيها , من الألف الى الياء وبأسمي أمضيها رغم ما واجهت من أوجاع اللغة ومأسيها كنت مصراً أن أنهيها أنشودة حبُ للعاشقين أغنيها – أضعها بين يديكم ...علها تنال اعجابكمْ


معن أبوطبنجة - عمان

14-12-2009

أعتذر لطول القصيدة وأرجو أن لا تملوا من قراءتها فكل مقطع قافيته تمثل حرف من حروف اللغة العربية من الألف الى الياء

رسائل حب ...

( 1 - حرف الألف)

متى ستعرفين يا حسناءْ

أن الحب لا يعرف أبجدية

لا يعرف ألفاً ولا باءْ

يسرقنا من أنفسنا كاللصوص

ويرمينا بين النار والماءْ

يعذبنا ونهوى عذاباته

ويتركنا سقيمين بلا دواءْ

لو كان حبك بلاءاً

فما أجمله من بلاءْ

متى ستدركي اني شمساً

وأنتي يا حبيبتي السماءْ

وأني سفينة تائهة ضائعة

وأنتي يا حبيبتي الميناءْ

متى ستدركي انكِ ملكة

وأني أميرُ الأمراءْ

متى ستدركي اني أحِبُكِ

يا ملكة جميع النساءْ

(2 - حرف الباء)

عندما أحبكُ ..

سأبني لكِ بيتاً فوق السحابْ

أقتلع من عيوني الأهدابْ

وأوصدها لكِ لتحرسكِ

لأمضي بلا خوف ولا أرتيابْ

وأسور لكِ قصركِ الكبيرُ

وأزرعه بالورود والعنابْ

وأسرق من القز حريراً

وأخيط لكِ كثيراً من الثيابْ

لألبسك أياها حين ألقاكِ

بلا خوف ولا شك ولا ارتيابْ

لا تهتمي بوعورة الطريق

فمن بيته حبيبتي فوق السحابْ

لن يلتفت الى نعيق الغرابْ

سأصنع ركنا صغير لنا

نتخذه مبعداً أو محرابْ

لنصلي صلاة الشكر للسماءْ

بعد أن أنهكنا حبيبتي العذابْ

أني أنتظرك أمام البابْ

فلا تكوني حبيبتي كخيط سرابْ

(3 - حرف التاء)

حبيبتي ...

أنصتي وبالغي بالأنصاتْ

سأحملك كأصابعي العشرةْ

وسأمحو ما كان قبلك من ذكرياتْ

سأحملك كالطفلة بين يديْ

ونقطع معاً مسافات ومسافاتْ

ونتسكع في الأرصفة والطرقاتْ

ونطلق ضحكاتنا الوردية

ونضحكُ معاً ونسرد النكاتْ

كالسكارى نمشي ساعاتْ

ونخرطش على الأسوار

ونكتب ماشئنا من كلماتْ

نسافر على بساط الريح

ونركبُ في أحد الغيماتْ

وننثر عبير حبنا عليها

فيتساقط العطر منها قطراتْ

ونلتقطُ الالاف النجماتْ

ونغني معاً أغنية الحب

أصواتنا كوشوشة الناياتْ

فأقول لكِ احبكِ يا مولاتي

فتنتفض منك ومني الشهقاتْ

(4 - حرف الثاء)

سأكتب لكِ أبيات وأحاديثْ

عن رحلة غارق يستغيثْ

غرق في بحركِ الوردي

يناديكِ فهل من منقذاً ومغيثْ؟

ما زلت عطشا في بحور الحبْ

وما زال قلمي الخبيثْ

يغيرُ كل الأسماء في قصائدي

ويضع في نهايتها تاء التأنيثْ

سيمكثُ حبك في قصائدي المبعثرة

وسيطول حبيبتي فيها المكوثْ

فأنتِ تملكِ كل حروفها المتشعبة

تملكيها كما تتملك الغابات الليوثْ

حين تنتزعي حبي من وجدانكِ

يصبح موتي سريع الحدوثْ

(5 - حرف الجيم)

أتعلمين أن حبك أنقلابا

على البحر وعناداً للأمواجْ

حبك غير كل تاريخي القديمْ

فأستقام ما في الدنيا من اعوجاجْ

سأحتل مملكة الحب البعيدة

وسأسرق لك العرش والتاجْ

وأهدم القصر المنكوب

وأبني لكِ قصورا من عاجْ

وأفرش لكِ الأرض فيروزاً

وأبني عروشاً من زجاجْ

وأنفي ملكة الحب المخلوعةْ

أسجنها وأنزع منها التاجْ

وأصنع لكِ تاجاً من مشاعريْ

وأطليه بالذهب وأزينه بالديباجْ

وأكون لكِ باباً وحارساً وسياجْ

ألبسك ثيابا قد أخطتها بالحريرْ

ألبسك حبيبتي ثوب الزواجْ

( 6 - حرف الحاء)

كم أشعر مولاتي بالأرتياحْ

حين أتيقن أن بيدكِ المفتاحْ

فقلبي المقفل منذ أزمانْ بعيدة

يلحُ كل يوم ويبالغُ في الألحاحْ

يوقضني على همساتك كل صباحْ

يجتاحني حبك كالطوفانْ

يعذبني ويتعبني هذا الأجتياحْ

يغرقني فيه كما الأسماكْ

فأنا في الحب عصفورا بلا جناحْ

ولا أتقن الغطس ولست سباحْ

لكني أبقى سنوات غارقاً

بين أصابعكِ أذوب كالأملاحْ

لا ليل لي فهو مضيئا ومشمساً

فعيونك الساهرة ألفُ مصباحْ

عندما أكون في محرابكِ

لا تخشي المطر ولا الرياحْ

لا تخشى البرد ولا صفيرهُ

لا تخشي ما تسمعي حبيبتي

ففي الليل يزداد النباحْ

(7 - حرف الخاء)

حبيبتي ..

عندما تأتي سيتغير المناخْ

لست معتادا على مناخاتكْ

لم ألبس معطفي لأتقي بردكِ

لم أعتد على الحرير والأجواخْ

حاولت أن اصنع عينان كعيناكِ

فشلتُ في التقليد فشلت في الأستنساخ

كيف أستنسخ حلقات زحلٍ

وأضعها في أذن المريخْ؟

كيف سأكتب تاريخا جديداً

وأنتِ الزمان والمكان والتاريخْ

سيطرتي على وجداني وتفكيري

وأحتللتِ كل خلايا القلب والمخْ

أفردي أجنحتكِ وغطي حبنا

بعيداً عن الظلماتِ كطائر الرخْ.

(8 - حرف الدال)

ليس لكِ مكان خارج قلبيْ

أنا أسواركِ وقصرُكِ المرصودْ

ها أنا هنا اليك حبيبتي أعودْ

خلعت قناعي خلعت أوهاميْ

وجئتك حبيبتي بلحن الخلودْ

سكونْ الشارع الخلفي ملقاناْ

فيه نتمرد على الوجودْ

ونتمادى ونستمر في تمادينا

بلا هوادة لا توقفنا حدودْ

تتوغل مراكبنا في بحر الحب

فوق أبحُرِ من ورودْ

نُرسِي فوق شطئان الجنةِ

فوق جزر ليس لها وجودْ

نسير في الأضواء كالمشردينْ

فحبنا الأبدي تمرداً وشرودْ

ننزع ثوب ماضينا الأسودْ

وندفن أحزاننا في كبقايا الوقودْ

لا حزن اليوم ونحن في الجنةِ

لا بردٌ فيها ولا هديرُ رعودْ

ليس فيها الا صوتك الذي

سرقت منه العصافيرُ النشيدْ

تحط على فوق شعرك لترمي

قصائدي اليكِ كساعي بريدْ

( 9 - حرف الذال)

رحيق شفاهك يسكرني كالنبيذْ

لم أدخل مدارس الحب من قبل

فأنا لا زلتُ في حبكِ تلميذْ

فكوني لي معلمي وأستاذِ

علميني كيف أحبكُ؟وأنثري عطركِ

كما تنثر الغيوم رذاذِ

أنا حبيبتي عاشق متشردُ

وجدت في حبكِ ملاذِ

كسرتُ قلمي ولوحي القديمُ

وجعلت تاريخي قبلك جذاذِ

أني أغرق في دوامة انتظاريْ

فأسرعي حبيبتي لأنقاذِ

سأنتظركُ حتى غروب الشمسِ

فحبي لكِ لا يقربه حواذِ *

سأنتظركُ كأنتظار الفلاح للمطرِ

يطلبون من السماء الأنقاذِ

عندي لكِ حباً وقصائد كثيرة

لا تعرفُ نقصانا ولا نفاذِ

لأنكِ حبيبتي دائما وأبداً

لأنكِ يا مولاتي فلذة من أفلاذِ **

* حواذ : هو البعد الذي يضعف الشوق.

** أفلاذ : جمع فلذة وهو القطعة.

(10 - حرف الراء)

طفلتي الصغيرة وأحلى الأقدارْ

عندما أهداكِ الي القدرُ

فقد أختاركِ وأحسن الأختيارْ

كل شيء قبلكِ كان سدى

كان مظلماً كالسماء بلا أقمارْ

سأمضي في بحرْ حبُكِ المجنونْ

رغم أن السباحة فيه أنتحارْ

فمن يغرق في جنون أمواجكِ

لا يبالي بما حوله من أخطارْ

ومن يريد الموت في هواكِ

لا يؤلمه أكتواءه في النارْ

كنت أعلم كل هذا العذاب

لكن قررت ورضيتُ بالقرارْ

وعاندتُ الأمواج والأعصارْ

لأجلكِ كالأطفال بكل أصرارْ

أعلمُ أن الحب مثل شهر أذارْ

ساعة تشرق شمسه الدافئة

وساعة تغرقنا غيماته بالأمطارْ

سأمضي في قلوعي كالطيورْ

بخفقاتِ أجنحتي أحرج البحارْ

( 11 - حرف الزاي)

حبيبتي ...

أنتِ على الأرض نقطة ارتكازْ

أبدع الله خلقكِ قدُكِ الجميلُ

ووضع فيكِ كل الأعجازْ

ضيعتُ كل تاريخي لأجلكِ

وكان الفوز بقلبكِ هو الأنجازْ

كتبتُ أسمكِ في حبيبات المطر

على قطرات الندى على الأكوازْ

كتبتُ اسمكِ الذي لا أعرفه

رسمت عيون زرقاء وشفاه كالكرزْ

أهتزت لوحتي .. رسمت شعركِ

أسود كالليل فزادت لوحتي أهتزازْ

رسمت وجهكِ الجميل وقبلته

فوجدته طرياً كأرض الحجازْ

فأدركت بأن الجمال ترك النساء

والى وجهه حبيبتي قد انحازْ

وأيقنتي بأني رسمت الجنة

وأتقنت رسمها بأمتيازْ

(12 - حرف السين)

الان ..

ماذا لو صدقت الأحاسيسْ

ووجدتك حبيبتي لدى البابْ

ستختفي المعالم والتضاريسْ

وتذوب في عالمكِ الكبير

وأختفي كخيط دخان في الفراديسْ

وأغسل أثامي الماضية وتختفي

بعيداً عنا وراء الكواليسْ

سأعتصر من شفاهكِ أنهاراً

ومدائن جميلة مثل باريسْ

وأصنع من كلامكِ لغاتٍ

ومفرداتِ لا تكفيها القواميسْ

وكلماتُ حب لكل العاشقين

كالثياب أفصلها لكل المقاييسْ

أفتحُ من لغتكِ مدارس للحُبْ

أمنح العاشقين كتباً وكراريسْ

سأرسم صوراً كثيرة لكِ

وأعلقها على الألواح بالدبابيسْ

وأجعل قصتنا شمساً في الظلماتِ

يشعلها العاشقين شموعاً وفوانيسْ

(13 - حرف الشين)

أني أنبتُ فوق أرضكِ وأعيشْ

وأبني عش حبنا وأنسجه

من حرير القز ومن الريشْ

حبكُ أيقضني من نومتي

وأشعل ثورة لا توقفها جيوشْ

وسقى بذرة حبِ عطشى

وأفترسها عشقكِ كالوحوشْ

أتعرفين حبيبتي ما في جعبتي

حباً في أسفح الجبال منقوشْ

وما تحبين من الدررد والياقوتِ

وقصوراً ملوكِ الفرس وعروشْ

وعواصف من أشواق أحملها

وقمراً بالياقوت والورود مفروشْ

لأمرأة شرقية الجمال والأنوثة

حبها تغلغل فيي حتى الشروشْ

(14 - حرف الصاد)

قرأت عن الحب الالاف القصصْ

وحضرت في مدرسة الحب

كتلميذ مجتهد جميع الحصصْ

لأعرف سر امرأة جميلة

تسبح في أشلائي كالغواص

سألتُ كل العطارين والفتاحينْ

جربتُ كل الحقن والأقراصْ

لم تستكن أشواقي منها لحضة

فليس من أشواقي لها مناصْ

لا زالت تسكن في أوردتي

نبضها فيها كهدير الرصاصْ

أتخذت من أضلعي سورا لها

وحجيرات قلبي مكانا خاصْ

لا شيء يصل اليها الا نبضي

ونسمات أشعارِ وقصص حبٍ

لم تكتبها رواياتِ ولا قُصّاص

(15 - حرف الضاد)

لماذا؟

أنتي دون كل الحورياتْ

تمرين في مخيلتي فأنتفضْ

تغيرين كل دساتري وكتباتيْ

وتتسللي بين كلماتي ولا أعترضْ

تجلسي في شراييني كالمعذبينْ

تتحكمي في حرارة جسدي

تارة ترفعيها وتارة تنخفضْ

حرارة قبلاتك اللذيذة ترعشني

فتحدث ارتعاشة في الأرضْ

تحولين فمي كثمار التوتْ

فتدفعي حبي نحوكِ كحصان أبيضْ

تركَ فارسهُ وترك المعركة

وجاءكِ كهارب نحوكِ يركضْ

تجثمي فوق ذكرياتي وتستريحي

وتفعلي ما يحلو لكِ ولا أعترضْ

لماذا أنتي دون جميع النساءْ

لماذا سقطت مدائني المحصنة

أمام عيني أمام جنودي بلا أعتراضْ

سلمتُكِ مفاتح عروشي وخرائطي

سلمتكُ التاريخ وجاذبية الأرضْ

ولا زلتُ صامتا دون أعتراضْ

حملتكِ الدنيا منذ بضع سنينْ

وقد جاءها الأن المخاضْ

فولدتْ لي حبيبتي المنتظرةْ

فسكنت في مكانها المكتوبْ

وقُضي الأمر بلا أعتراضْ

(16 - حرف الطاء)

سأغتصب العالم في عينيكِ

وألغي جميع الحدود والخرائط

كانت رحلتي اليكِ انتحاراً

تعذبتُ وصلبتُ على الحائطْ

قطعتُ مسافاتْ وعاندتُ الأخطارْ

فتشت بتاريخ الفنيقيين والأنباطْ

سألتُ عنكِ النساء والأطفالْ

سألتُ حتى الأساور والأقراطْ

سألت كل حروف اللغاتْ

قلبتُ الفواصل ونثرت النقاطْ

علكِ تركتي أسماً أو عنوانْ

أو شعرة صغيرة بين الأمشاطْ

أو بقايا عطر في زواياكِ

فعدت أحمل هزيمةً وأحباطْ

سأنتظرك وأنا أكره الأنتظارْ

سأقتل الزمان عندما تأتيْ

وندفنه في صحراء الرباطْ

ونبقى معاً حبيبتي بلا زمانْ

حتى يبيت الجمل في سُم الخياط

(17 - حرف الظاد)

جمعت حروف لغتي الجديدة

وشكلت منها الالاف الألفاظْ

فككتُ ظفائر جميع العرفاتْ

تحديتُ لأجلكِ أمطاراً وأقياظْ (*)

لأخفي سر حبي عن الدنيا

لم أشكو خوفا ولا إِقعاظْ (**)

لأجلكِ بنيتُ حبنا فوق النجومْ

لتسمعي أجيج الشمس من الغيظُ

شامخا حبنا أبعد من السماءْ

كشجرة آسٍ لا يغيرها القيظْ

لأني أحبُكِ تضرعت الى الله

أن يحرس حبنا فهو خير حفيظُ

(*) = أقياظ وهي جمع قيظ وهو حر الصيفْ (كلمة عربية فصيحة).

(**) = اقعاظْ وهي التعب والمشقة الشديدة.

(18 - حرف العين)

في صبيحة خضراء كالربيعْ

جاثما فوق رسائلها المكدسةْ

أقرأ كلماتها وفي السطور أضيعْ

قرأتُ كلمة "أنتظرني حبيبي"

فتساقطتْ من مقلتيّ الدموعْ

وفي لحضة كجنون العواصف

دخلت علي شعرها كينبوعْ

كقصيدة جميلة كضوء الشموعْ

استسلمتُ أمام بريق عينيها

كمدائن سقطتْ بغير قلوعْ

سقطتُ أمام سحرها الشرقي

سقطتُ كالملك المخلوعْ

قصائدي المنثورة فوق طاولتي

أنحنت أمام مولاتي في ركوعْ

تفتق قلبي كالصخور وتفجر حباً

ونبتت حقول ياسمين بين الظلوعْ

أطلقتُ صرخة مجنونة كالمسلوعْ

"كلا ...أني أحلُم..كلا"

عانقتني وأرتمت في أحضانيْ

هاجمتني كذئب وأفترست شفاهي

تيبست وجنتيه عطشا وجوعْ

(19 - حرف الغين)

حبيبتي ..

حبكُ يغيرني كحرارة الشمسْ

يخرجني من المجهول من الفراغْ

يعلمني التمرد على لغة الجسدْ

يجعل طعم عذاب الهوى مساغْ

يعلمني أن أرفض وأن أعترضْ

يعلمني أنطق شعراً وقولاً بليغْ

أغير به تضاريس الأنوثة

فتتحول من الطفولة الى البلوغْ

يعلمني أن شعركِ الذهبي

من لون الشمس مصبوغْ

يدغدغ غيمات نيسانْ

ويرسم دربي الى النبوغْ

فلا يرتد قلبي عن هواكِ

ولا يمل ولا يزوغْ

(20 - حرف الفاء)

مرت علينا سويعات جميلة

ودقات الساعة الي تهتفُ

ولمساتكُ الناعمة كورق الريحانْ

حباً كالشلال شفاهك تنزفُ

اقرأيني ها أنا أمامكُ

كرواية حب بالنشوة تعصفُ

كوني كحروف اللغة الجميلة

على من تلاها تحنُ وتعطفُ

كوني مثل أمي الحنونة

أنا طفلكُ نحو صدركُ أزحفُ

أنا هاربُ من تشردي نحوكِ

فأستقبليني كمتشرد منحرفُ

أدمنتُ أن أثملُ في زواياكِ

أنسى جروحي التي تنزفُ

ستبقي عطر الحب وثغره

والشمس لأنوثتك تهتفُ

(21- حرف القاف)

كنت قبلكِ كسفينة مثقوبة

كنت قبلكِ أخشى الغرق

أنا قبلكُ حبيبتي

مبلل أنا بالخوف والضياعْ

يحملني الريح كما الورقْ

سقيماً تائهاً حطمني القلقْ

أبحث عن خلاصي ودوائي

عن الضوء في أخر النفقْ

أتتني كل نساء الشرقْ

جربن تحريري من عقديْ

فولين هاربات بسرعة كالبرقْ

كانت مدني متشردة قبلكِ

تتكسر أعمدتها كالأطباقْ

جائني قلبكُ يا حبيبتي

ليخرجني من ظلمة الأنفاقْ

أحيا مدينتي الضائعة المنكوبةْ

التي أسودت من الأحتراقْ

نثر في صحاريها الأشواقْ

فغمرتيها حباً سقياه من الأحداقْ

حتى جعلتي من قلبي جنة

ليس مثلها حتى جنائن العراقْ

(22 - حرف الكاف)

أبقي هنا لا تذهبي أرجوكِ

نامي في غرفتي على سريريْ

نامي ان شئتِ في قصور الملوكِ

نامي فوق الكواكبِ بين الغيوم

سأجعلُهن على النجوم يرسموكِ

كوني الليلة قصيدتي المجنونة

فأحضاني اليها حبيبتي تدعوكِ

أنا دونكِ كطفل ضل طريقهْ

لم يتعلم من الدنيا سوى اسمُكِ

لم يكتب في كراريس الطفولة

سوى كلمتين : "أني أحبكِ"

فقد حواسه الخسمة جميعها

لم يعرف من الشم سوى عطركِ

لم يرى بصره ولا بصيرته

سوى بريق عينيكِ وسحركِ

لم يتذوق شيئا ألذ من شفتيكِ

لم يلمس الحب الا بين يديكِ

لم يسمع الا سطراً واحداً

أن حبه قد كُتِب عليكِ

وذاب في أبحر من عسلِ

رمته فوق شواطئ حاجبيكِ

لم يشتكي برداً ولا ذعراً معكِ

دفئه أحمرار الخجل في وجنتيكِ

كل هذا الحبُ بين يديكِ

منكِ حبيبتي ووهبته اليكِ

(23 - حرف اللام)

في عينيكِ قُتل كل الرجالْ

وتساقطت أحصنة الفوارس

كتساقط القمح من الغربالْ

وأنخسفت الأرض مرتينْ

وأختفت كل الجبال والتلالْ

وسقطت فيهما نظرياتُ العلوم

وفشلت أمامهُنَ كل الدوالْ

عيناكِ سحر أزحف نحوها

كما كنا نزحف نحو صدور

أمهاتنا حينما كنا يوما أطفالْ

وها الأن يعيد الزمان نفسه

ويعيدني الحب اليكِ طفلاً

لا شيء أمام الحب محالْ

كل شيء يتغير أمامكِ حبيبتيْ

فتنبتُ زهرة جاردينيا في الرمالْ

سحركُ الفرعوني فيه كل الجمالْ

من تكونين يا امرأة؟

هل أنتِ من خيالْ

كلا لستِ خيالْ

لكنكِ فقط أحتمالْ

يجيب على كل سؤالْ

أنتِ حبيبتي الجميلةْ

في شراييني مسكنكِ ..

لا يصلها أحداً.. ولا تُطالْ

(24- حرف الميم)

وجهكِ جزيرة في السماء

لم يرى مثلها في الأحلامْ

لوحةً لم تزر يوماً مرسماً

ولم تتقنها ريشةً رسامْ

أنا وشعركِ وعيناكِ روايةً

ما مرتِ بالبلاغة ولا في الكلامْ

أنتِ هبةُ من رب السماءِ

أنتِ جنة ألمسِ فيها السلامْ

أنتِ وحدكِ شمساً وصيفاً

يلغي من الكون الظلامْ

أنتِ معجزة لا يصفها كاتبٌ

تكسرت على عتباتها الأقلامْ

في شفتاكِ دواءْ كالعسل

يشفي رحيقك بهما كل السقامْ

لم أعرف الهزيمة يوماً

عيناك جرعتني طعم الاستسلامْ

لأن حبكِ فوق مستوى تفكيري

وفوق الأقلام والكلام والهيامْ

ولأن صوتكِ كهديل الحمامْ

ولأن حبي أصلب من الرخامْ

لأن لغات الأرض ضاقت عليّ

ولأنك فوق مستوى الكلامْ

سأقول لكِ "أحبكْ .. أحبكْ"

وسينتهي كلامي هنا..بالسلامْ

(25 - حرف النون)

علميني كيف الحب يكونْ

أركض نحوك كالمجنونْ

ونمشي فوق أرصفة الطرقاتْ

في ليلة من ليالي كانونْ

المطر يداعب خصلات شعركِ

وأشدو لكِ تراتيلي كالحسونْ

أغار من حبات المطرْ

وأسافر في تلكَ العيونْ

أذوب في هواكِ بلا حدودٍ

توقضي حبي المدفونْ

أبتعدي قليلاً حتى اراكِ

وأقيسُ فيكِ حدود الكونْ

فوق المطر الأزرقْ نمشيْ

وأذوب بلهفة وجنون

أفترس شفاهكُ الحلوة

كذئبٍ لم يأكلْ منذ قرونْ

قلبُكِ موطني الأخضرْ

لا يدخله كائناً من يكونْ

سددته بأهدابيْ وأوصدتهْ

ينتحرْ على اسواره المحاربونْ

وألبسُكِ كمعطف على كتفيْ

وأخبئكِ مثل الكنز المكنونْ

أنتِ تاريخي ووجودي

فكيف سأخونكِ ..

فكيف سأخونْ؟

(26 - حرف الهاء)

عندما يأتي الليل تأتيني

لحنا قدسيا شَبِقاً اشتهيتهُ

أفترشُ له الحب فوق سريريْ

ويستلقي كجسد حورية عريتُهْ

فتقشعر الأرض من أنوثتكِ

ويدخل نهار الكونِ في ليلهُ

نجتمع فوق صدر الهوىْ

في لحضة عشق وصلاةْ

وأبتهال نشدوه بدمي كتبتهُ

منديلكِ الذي مرةً رميتهُ

الى حدود الشمس فغطاها

وصارت قنديلا وصرتِ زيتهُ

اللحضاتُ تجمعنا في عشقنا

تمتد ايادينا فنلمس خد السماءْ

وأجتثُ منكِ الخوف وأدفنهُ

أنتزع من شفاهي الورودُ

لحناً قدسياً كالدفء أحتضنهُ

وفي زوايا الجوزاء نركنهُ

بين سطورنا الشفافة الورديهْ

في طبقات الليل العلويهْ

معاً في حياةِ أبديهْ

عشقنا في قصائد منسيهْ

كتبها القدرُ يوماً لنا وحدنا

قصائد حب عن العالم مخفيهْ

أسمع أبتهالاتكِ :

يالا اللحضاتْ ..

حبيبي أغني معهُ

فأنا مكتوبة لهُ

أحبهُ ... أني أحبهُ.

(27 - حرف الواو)

عدتُ الى أحضانكِ كالسفينة

في مرفئ جفنيكِ أرسوْ

ولأجلكِ عينيكِ حبيبتي

طعم الموت فيهما يحلوْ

أستيقظ كل صباحْ كالعصافير

لحن أحبكِ تسمعيني به أشدوْ

والحبُ في دنيا هوانا

يستبيحْ سكون الليلِ ويعلوْ

رسمتكِ على نوافذ الليلْ

رأينا قمراً جديداً يطلعُ

هكذا حبيبتي قالوا

هكذا صرنا قصة جميلةْ

هكذا عنكِ يا قمري كتبوا

كتبوا.. وكتبوا ونسوا

أنهم للعسل لن يذوقوا

ولطعم الحب الذي أحس به

لن يحسوا ...

فتصيبهم سكرة سحركِ

ويضلوا سكارى ولن يستفيقوا..

(28 - حرف الياء)

هذه أخر رسائليْ

وأخر كلامي وأخر أمطاريْ

وأخر أمواجي ..واعصاريْ

وأخر بحر أزرق به تتوقفيْ

وأخر شهقة حب تشهقيْ

وأخر سطر رماديْ

أخر كروم العنب عنديْ

سأعطيكِ خلاصة مشاعريْ

وخلاصة شعري وأفكاريْ

أحببتكُ ولم تكفيكِ المعاني

كلحن حبُ ذابت فيه الأغانيْ

حبنا أصبح فردوساً

ملئناه وزرعناه بالأمانيْ

فأورق أشواقاً خضراء

صهرت كحمم البركانِ

جميع ما عتقت من أحزانيْ

حبكُ أهم قراراتيْ ..

أتخذته قلمي ودواتيْ

هذه أخر رسائلي المجنونة

سأنتظرك حبيبتي أن تأتينيْ

سأنتظركُ في سطور القدرْ

وفي خطوط فناجينيْ

أنتظركُ وستأتي يوماً

وتقرأي رسائلي وتقلبي دفاتريْ

وتدركي حبي وحنينيْ

ونصبح معاً رواية شرقية ...

شروشها أمتدت في شرايينيْ

عندما تأتي وتقرري أن تحبينيْ

سأحملكُ كطفلة بين ذراعييْ

وأضع أسمكِ عنوانيْ

وأول سطر في دواويني..

لن تجدي من يحبك مثليْ

لن تجدي ضلالاً مثل ضليْ

ولا دفء شمس مثل دفئي

أحبكُ قبل أن تأتيْ ..

وبعد أن تأتيْ ..

وحين تحبينيْ ..