عمون - (CNN) - مزودين بتزايد المخاوف الصحية إزاء استخدامه، أدلى علماء بشهاداتهم أمام الكونغرس الخميس حول احتمال أن يكون للهاتف المحمول دور في الإصابة بسرطان الدماغ.
وأظهرت دراسات حديثة أنّ الاستخدام المفرط وطويل الأجل للهاتف المحمول يمكن أن يكون على علاقة بسرطان الدماغ، وفق مدير جامعة بيتسبورغ لأبحاث السرطان، رونالد هربرمان، ومدير معد الصحة والبيئة في جامعة ألبانيا ديفيد كاربنتر.
وأدلى كلا الباحثين بشهادتيهما أمام أعضاء لجنة السياسة الداخلية في مجلس النواب.
وحرص هربرمان على التأكيد أنّه "لا أستطيع أن أبلغ اللجنة أنّ الهواتف المحمولة هي قطعا خطرة، ولكن، بالتأكيد لا أستطيع إبلاغكم أنّها آمنة."
وعرض هربرمان وكاربنتر نتائج دراسة قدّمها مؤخرا لينارت هاردل من جامعة أوربيرو السويدية.
كما خلصت النتائج إلى أنّ احتمال إصابة الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بسرطان الدماغ هي ضعف نسبة الآخرين.
وتقول الدراسة إنّ نسبة الإصابة بأورام في عصب السمع لدى هذه الفئة تعدّ مرتفعة مقارنة بمن لا يستخدمون الهواتف المحمولة.
كما أوضحت أنّ الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 20 عاما معرّضون أكثر من غيرهم بهذه الأخطار بمقدار خمس مرات.
غير أنّ مدير برنامج الوقاية من الأوبئة في معهد السرطان الأمريكي، روبرت هوفر، نوّه إلى أنّ الدراسة مازالت تحتاج إلى المزيد حتى تتخذ طابع الفاعلية والدقة العلمي الكاملة.
كما أنّ جملة من الدراسات الدولية المتعلقة بتهديد الإصابة بسرطان عبر استخدام الهواتف المحمولة، يطلق عليها "إنترفون" لم تخلص بعد إلى زيادة في الإصابات من شأنها أن تكون على علاقة بالهواتف وذلك طيلة السنوات العشر الأولى من ظهورها.
غير أنّ بعض الدراسات خلصت إلى تزايد في احتمال ظهور أورام في جهة الرأس التي يتمّ وضع جهاز الهاتف المحمول عليها.
ورفضت الجمعية الدولية للاتصالات اللاسلكية الدعوة للإدلاء بشهادتها في الكونغرس غير أنها أصدرت بيانا وقّعه مديرها العام ستيف لارجان قال فيه إنّ المعطيات العلمية المتوفرة تظهر أنه لا داعي للمخاوف.
كما عبّر عن القلق من كون الحكومة الأمريكية قامت بتمويل دراسات تضع استخدام الهاتف المحمول موضع تساؤل، متسائلا بدوره "هل نحن في نفس المكان الذي كنّا فيه عندما كنا نطرح سؤالا حول علاقة التدخين بسرطان الرئة قبل 30 عاما؟"
وقال هربرمان وكاربنتر إنّ تهديد الإصابة بسرطان الدماغ لدى الأطفال تبدو أكبر من البالغين، عارضين مثالا يظهر أنّ الإشعاعات الصادرة عن الهاتف المحمول تدخل في عمق أكثر في دماغ الطفل الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات.
لكنّ حوادث سرطان الدماغ لدى الأطفال لم تتزايد بصورة واضحة بين 1980 و2005، وفق هوفر.
وسبق للجنة الاتصالات الفيدرالية أن حدّدت نسبة انبعاث طاقة الذبذبة الإذاعية للهاتف المحمول بنسبة 1.6 واط لكل كلغ، تمّ قياسها على أساس غرام واحد من الخلية.
غير أنّ هذه المعايير تعكس ردا بيولوجيا على الذبذبة التي تصيب الخلية.
وتظهر عدة تجارب أنّ هذه الطاقة تتسبب في "تأثيرات بيولوجية" من دون إصابة الخلية، رغم أنّ جميعها ليس مضرا، وفق كاربنتر.
وعقدت جلسة الاستماع أسبوعا بعد أن أظهرت دراسة، أشارت إليها CNN أنّه من المحتمل أن يكون لاستخدام الهاتف المحمول علاقة بجودة الخصوبة والمني.
وسبق لهبربمان أن حذّر جميع الموظفين في مؤسسته من أنّ استخدام الهاتف المحمول ربما يكون سببا في الإصابة بالسرطان، وهو ما دعمه لاحقا وزير الصحة الإسرائيلي بقرار مماثل.
ومن ضمن الحاضرين في الجلسة، كانت هناك إلين ماركس من كاليفورنيا، التي تمّ العثور على سرطان في رأس زوجها في نفس الجهة التي اعتاد أن يضع عليها الهاتف المحمول لمدة 30 ساعة كلّ شهر.
وقال إلين "كثيرا ما هدّدت بأن أرمي به في القمامة ولطالما أيضا رغبت في أن أكون قادرة على ذلك. كان من الممكن تجنّب هذا الرعب بمجرّد تحذير."
الصورة : هربرمان يعرض مثالا يقول إنه يدعم نتائج الدراسة
مواقع النشر (المفضلة)