هذه من البدع المحدَثة .
فتحديد ذِكر مُعيّن بعدد مُعيّن أو بزمن مُعيّن لم يُحدده الشرع لا يجوز ، وهو من البِدع الْمُحدَثَـة ، خاصة إذا التُزِم به .
وحقيقة البدع استدراك على الشرع .
ثم إن في البدع سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة
فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
، فإن الله يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )
فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم ديناً .
وبعض الأعضاء يزعم أن فيه خيراً ، ولا خير فيه ،
إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه أحرص الناس على الخير ،
وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم .
فلم يكونوا يلتزمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
كلما دخلوا أو خَرَجوا ، ولا كلما تقابلوا أو انصرف بعضهم عن بعض ،
بخلاف السلام فإنه كانوا يُواظبون عليه ،
فإذا لقي أحدهم أخاه سلّم عليه ، والمقصود السلام بالقول .
وحسن النية لا يُسوِّغ العمل .
وابن مسعود رضي الله عنه لما دخل المسجد ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر -
ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصىً نَعُدّ به
التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن
أن لا يضيع من حسناتكم شيء .
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم !
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ،
وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ،
والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد ،
أو مُفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه !
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم .
وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم .
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج .
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
والله تعالى أعلم .
المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية
...
الشيخ عبد الرحمن السحيم ..
اللهم بلغت اللهم فشهد


الرجاء من الإدارة حذف الموضوع لإنه بدعة

والله أعلم