تصادف اليوم الذكرى السابعة والثلاثون لاستشهاد المرحوم وصفي التل الذي اغتيل في القاهرة اثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك .
ويعد المرحوم وصفي التل من ابرز الشخصيات السياسية الاردنية حيث تولى منصب رئيس الوزراء في اعوام 1962 و1965 و1970 وعرف باخلاصه وولائه لقيادته الهاشمية وعشقه لوطنه وامته العربية ووحدتها.
وامتاز بايمانه بالعمل العربي المشترك والتصدي للاخطار المواجهة للامة العربية ودعمه لكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير ارضه ووطنه .
ولد المرحوم وصفي التل عام 1920 وهو ابن الشاعر الاردني المعروف مصطفى وهبي التل و حمل هو كنية ابي مصطفى ، حيث تلقى دراسته الابتدائية في الاردن ثم انتقل الى الدراسة في الجامعة الاميركية في بيروت والرئيس الشهيد وصفي التل كان رئيسا مختلفا ، ليس في حياته المهنية والسياسية فقط ، بل وفي طريقة رحيله ايضا. ، والى جانب ذلك اهتم بدراسة التاريخ والاقتصاد والعلوم السياسية ، ليكون ملما باطراف الوعي السياسي من جوانبه كافة. ، بعد ان عمل عام 1947 في المكتب العربي بلندن مدافعا عن قضية فلسطين.
ظلت فلسطين هاجسا قوميا ووطنيا وشخصيا للرئيس وصفي الذي لم يتخل عن قناعاته حتى في احلك الظروف ، ولذلك كان موقفه رافضا لمشاركة الاردن في حرب حزيران 1967 لقناعته بعدم توفر امكانية المواجهة.
احراق الملفات
بعد عودته للاردن نهاية الخمسينات ، اصبح وصفي التل مديرا للاذاعة الاردنية ، ويؤكد الذين عملوا معه في تلك المرحلة انه حول الاذاعة وبرامجها الى سلاح في المعركة ضد اسرائيل ، خاصة في ميدان الحرب النفسية مع العدو ، في الوقت الذي اعاد فيه الاعتبار للاغنية الاردنية التي انطلقت عبر اثير الاذاعة الى ارجاء الوطن كله ، كما ادخل للاذاعة ظاهرة التعليق السياسي لابراز رأي الحكومة في الاحداث والمتغيرات.
خمس وزارات قدشكلها ، الاولى عام 1962 والخامسةعام 1970 ، اسهمت في كسر العديد من التابوهات السياسية التي كرستها مواقف الحكومات السابقة ، ففي الوقت الذي كانت فيه البلاد تعيش تحت وطاة الاحكام العرفية ، قام الرئيس المختلف وصفي التل باختيار شخصيات حزبية ، كان الكثير منها محسوبا على المعارضة ، للمشاركة في الحكومات التي ترأسها ، واسهم عن سابق موقف بالعمل على اعادة عدد كبير من المفصولين الى دوائر الدولة ، في وقت ذهب فيه الى حرق عشرات الالاف من الملفات الامنية لاشخاص كانوا مطاردين بسبب انتماءاتهم الحزبية ، كما صدر في عهد حكومته الثالثة عام 1965 العفو العام عن كل اللاجئين في الخارج والمعتقلين السياسين في الداخل ، حيث عاد معظمهم للاندماج في المؤسسات العامة ، ويسجل للرئيس وصفي التل انه جعل المؤتمرات الصحفية ظاهرة ملازمة لعمل الحكومة في شرح برنامجها للرأي العام
و في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1971 انطلقت رصاصات في بهو الفندق بالقاهرة تنهي حياة الرئيس الذي تم بها اغتيال المشروع السياسي الذي كان يؤمن به رحمة الله ويعمل جاهدا على تحقيقة من خلال ايمانه بدور الاردن وهويته القومية ودوره في الدفاع عن عروبة فلسطين ، ليخسر الاردن والامة رجلا آمن بعروبته ظل اسمه وصفي التل. فقد كان رحمة الله حريصا على متابعة الاصدارات محليا وعربيا ودوليا
وتقلد الراحل الكبير العديد من المناصب الرسمية والوظائف في عمان والقدس واريحا ولندن وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو وطهران وبغداد .
وصفي مصطفى وهبي صالح المصطفى التل ينتمي إلى عشيرة التل التي تسكن شمال الأردن وخصوصا مدينة أربد ، اغتيل عام 1971 .هو ابن شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار ولد في 1919 م في كردستان العراق ، أبوه شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان. أنهى أبوه دراسته في مدرسة عنبر في دمشق والتحق بقطاع التعليم في العراق ، وهناك تعرف بأمه ، بعد ولادة وصفي التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس في مدارسه ، قضى وصفي بعض طفولته في شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر ، ويبقى متنقلا مع والده وبسبب ضيق الحال ومشاكل والده العائلية والسياسيه هجره والده فتره هو واخوانه ليعيشوا بعد ذلك في منزل عم والدهم صاحب المال والعزوه في ذلك الوقت لفترة من الزمن وهو موسى المصطفى اليوسف التل وزوجته نعمه الجويعد قزق ومن اولاد موسى المصطفى محمد ويحيى ويونس حيث آوى وصفي واخوانه بطيبته وكرمه وحسن الضيافه وهذا ما ذكره المقربون من وصفي واخوانه وافراد عائلة التل .
محاربة المحسوبية....................................
وكان عدوا البيروقراطية والمحسوبية والفساد ، لم تجرؤ يد في عهده أن تمتد على المال العام ، وحتى حين كان ينتصر للفئات المهمشة ويعمل على إنصافها ، لم يكن فعله هذا يمثل انحيازا ، وإنما ينم عن ثقافة فيها احترام لكرامة الإنسان ، وكان بمقدورك ان تزور رئاسة الوزراء ، وقد تلتقيه مصادفة على درجات السلم ، وتتحدث إليه ، ويستمع لك ، وإذا كان رآك قبلها سألك »شو صار معك« ثم اتخذ القرار المناسب بتشكيل لجنة جديدة مثلا إذا اقتضى الأمر ، او معاقبة اخرى قصرت في أعمالها ، او الشروع بتنفيذ العمل فورا في مشروع اقتنع بضرورته ، فقد كانت قراراته فورية ، سريعة التنفيذ ، يتابعها عن كثب.
واشتهر بنظافة اليد والضرب بيد من حديد على الفساد والمحسوبية ، ولما مات كان عليه دينا قيمته 92 ألف دينار معظمها لمؤسسة الضمان الاجتماعي قرضا لإنشاء مزرعة له في الحمر غرب عمان. كان أول من أطلق شعار "عمان هانوي العرب" ، أي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني ، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية وشذوذ بعض المنظمات الفدائية شوه العمل الفدائي ما نجم عن مصادمات عنيفة تتوجت بما يعرف بأيلول الأسود في العام 1971 م
(كل ذلك من صحيفة الدستور-العدد رقم 145659 الجمعة 30 ذي القعدة 1429هـ الموافق 28 تشرين الثاني 2008م).......................بتصرف
مواقع النشر (المفضلة)