ورة اقل احد دواوين الشاعر الكبير محمود درويش
..............................
أريد مزيداً من العمر
سيأتي الشتاء الذي كان
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
يحق لنا أن نحب الخريف
وداعاً لما سوف يأتي
عناوين للروح خارج هذا المكان
خسرنا ، و لم يربح الحُب
نسير إلى بلد
أنا من هناك
أستطيع الكلام عن الحُب
أريد مزيداً من العمر
أريد مزيداً من العمر كي نلتقي ، و مزيداً من الاغتراب ..
و لو كان قلبي خفيفاً لأطلقت قلبي عل كل نحلة ..
أريد مزيداً من القلب كي أستطيع الوصول إلى ساق نخلة ..
و لو كان عمري معي لانتظرتكِ خلف زجاج الغياب ..
أريد مزيداً من الأغنيات لأحمل مليون باب ... و باب
و أنصبها خيمة في مهبّ البلاد ، و أسكن جملة ..
أريد مزيداً من السيدات لأعرف آخر قبلة ،
و أول موتٍ جميلٍ على خنجرٍ من نبيذ السّحاب ..
أريد مزيداً من العمر كي يعرف القلب أهله ،
و كي أستطيع الرجوع إلى .. ساعةٍ من تراب ...
سيأتي الشتاء الذي كان
سيأتي الشتاء الذي كان .. للمرة العاشرة
فماذا سأفعل حين يجيء الشتاء الذي كان ، ماذا سأفعل كي لا أموت كما مُت ،
ما بين قلبين ، أعلى من الغيم أعلى .. و أعلى ..
أُعدّ لك الذكريات ، و أفتح نافذةً للحمام المصاب بنسيان دفلى ،
و ألمس فرو غيابك ... هل كان في وسعنا أن نحب أقل ، لنفرح أكثر ؟؟
هل كان في وسعنا أن نحب أقل ... أقل ؟
نُعيد إلى الحب أشياءه ، نُرجِع الروح للروح ، نُرجِع ظلاً إلى أهله..
نتبادل أسماء نسياننا ، ثم نَرجع قتلى ... و أحلى ..
نُعيد إلى الحب أشياءه ، زهرة الوقت في جسدين ،
و لكننا لا نعود إلى نفسنا ، نفسها ، مرتين ....
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض ما يستحق الحياة : تردّد إبريل ، رائحة الخبز في الفجر ، آراء امرأةٍ في الرجال ،
كتابات أسخيليوس ، أول الحب ، عشبٌ على حجر
أمهاتٌ تقفن على خيط ناي ، و خوف الغزاة من الذكريات ........
على هذه الأرض ما يستحق الحياة : نهاية أيلول ، سيدةٌ تترك الأربعين بكامل مشمشها
ساعة الشمس في السجن ، غيمٌ يقلّد سرباً من الكائنات ، هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين،
و خوف الطغاة من الأغنيات .............
على هذه الأرض ما يستحق الحياة :
على هذه الأرض سيدة الأرض ، أم البدايات ، أم النهايات ،
كانت تسمى فلسطين ، صارت تسمى فلسطين ،
سيدتي أستحق لأنك سيدتي ، أستحق الحياة .....
مواقع النشر (المفضلة)