كثيرة هي رسائل العشق التي نسهر من أجل ترتيب كلماتها ،نهيم في الآخر، نبدع في إهداءه حفنات ربيع ودموع شتاء وننتظر الكثير لقاء كلمات ملونة، ننتظر مشاطرة لباقي العمر وشلالات من حنين...
ولأنني كغيري ممن يكتبون رسائل عشق كثيرة ويموتون ليقرأ الأحبة رسائلهم فيندمون، سأكتب اليوم رسالة ولتكن رسالة حب فالحب أسمى من العشق وإن كان العشق أقوى، سأكتب بريقاً لأجل عينان صغيرتان مدورتان تجول يمنة ويسرة في رحلة بحث عن رائحة أم رحلت وسكنت روح فراشة، سأكتب إبتسامة لفم صغير تجرحت زواياه من كسرات الخبز اليابس وزاده الماء المالح عطشاً فوق عطشه لحياة...، سأكتب ثوباً لجسد نحيل يفرح كل عيد بثياب تكبر مقاسه أو تصغره حسب رغبة المتصدقين ومهما كان لون الرداء حزيناً فإنه يكسوه ببراءة اللامبالاة ليصبح برتقالياً منعشاً يرتديه ويغني على الطرقات كلمات لامعنى لها، ينادي نفسه بكل الأسماء، لعل أباه كان يرغب بمنادته بواحد منها لكنه ذهب دون إخباره أيها أحب إلى نفسه، وللخدود أيضاً سأكتب قبلة لطالما كانت تستجديها نعومة تختبئ تحت جدار من جفاف علها تسترجع فيها لونها الوردي من جديد ، وسأكتب مشطاً أزرقاً لهذا الشعر الذي إحترت في وصفه بعد أن صبغته ذرات الشمس ولونه برد الرصيف.....
وبعد كل ماكتبت سأكتب قلبي إن إستطعت، سأكتبه نبضة بنبضة وشريان تلو شريان فلربما إستطاع أن يخبرك كم أحبك وربما إستطاع أن يقنعك بأنني لا أريد منك عطراً ولاقصيدة وربما سألك أن تسامحني لأنني قد أمنحك ثوباً واسماً ولقمة وقبلة، لكنها كلها مزيفة وليس فيها شيئاً حقيقياً إلا أنت.
فإليك أيها الوجه المتسخه إكراماً لنظافة وجوه أخرى، أرسل رسالة من بقايا روح أقسم فيها على أنني احبك، أحب المرهقين، أحب الغبار والتعب ......
مواقع النشر (المفضلة)