واشنطن - بترا - أجرى وزير الخارجية ناصر جودة في واشنطن امس مباحثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تركزت على الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، بالإضافة إلى التشاور بشأن القضايا الإقليمية الأخرى.كما تناولت المباحثات سبل دعم العلاقات الثنائية وتعزيزها في كافة المجالات، حيث أكد الجانبان حرص البلدين على تطوير علاقات التعاون المشترك واستمرار التشاور في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.كما التقى جودة مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز وجرى البحث في الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.وأكد جودة أثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع السيدة كلينتون في مقر وزارة الخارجية الأمريكية أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل بذل جهود مكثفة من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى نحو يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة كافة الأراضي العربية المحتلة في عام 1967 وضمان أمن كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وهو أمر سيفضي في المحصلة إلى قيام علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية وإسلامية على أساس مبادرة السلام العربية.وقال جودة أن شكل وحدود الدولة الفلسطينية والمرتكزات الرئيسة للسلام الشامل والعادل واضحة للجميع، وأن المبادرة العربية للسلام تؤكد على الاعتراف والالتزام الجماعي للدول العربية بهذه المرتكزات، مبينا أنه قد حان الوقت لكي تستجيب إسرائيل لهذه المبادرة التي اقرتها الدول العربية في القمة العربية التي عقدت في عام 2002 وتم تبنيها واعادة التاكيد عليها خلال القمم العربية اللاحقة .ولفت جودة إلى تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني الدائم على أن تحقيق السلام لا يمكن أن يتم من خلال الانخراط في عملية سلام جديدة لا نهاية لها ، وإنما من خلال إطلاق مفاوضات جادة على كافة المسارات تبدأ من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات والاتفاقيات والتفاهمات السابقة، مع وجود آلية رقابة وتثبت وجداول زمنية محددة وفي سياق إقليمي يضمن تحقيق السلام الاستقرار لكافة دول المنطقة وشعوبها. وأشار وزير الخارجية إلى أن ذلك يجب أن يتضمن استعداد وتشجيع كافة الأطراف على اتخاذ خطوات ضرورية متبادلة ومتزامنة من أجل تمكينهم من تحقيق التقدم المنشود.وأكد وزير الخارجية على الحاجة الملحة إلى إجراءات تجديد بناء ثقة تعيد إيمان شعوب المنطقة بجهود السلام وتهيئ البيئة المنتجة الضرورية لإطلاق المفاوضات، مشددا في هذا السياق على أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية وكافة الإجراءات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا في القدس الشرقية، مثل هدم المنازل وتهجير السكان والحفريات حول وتحت الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، هي علاوة على عدم قانونيتها و عدم شرعيتها، فانها عقبه اساسيه و هي أمر مرفوض ويجب وقفها فورا.وعبر جودة عن تقدير الأردن للإدارة الأمريكية على انخراطها المبكر وجهودها الجادة والمكثفة من أجل إحلال السلام في المنطقة، مؤكدا على دعم الأردن الكامل لهذه الجهود واستعداده لتقديم إي مساعدة ممكنة تقود إلى تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة. كما أشاد جودة بما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن إنهاء هذا النزاع يمثل مصلحة للولايات المتحدة وكذلك للمجتمع الدولي، مشددا على أن الدور القيادي الهام والالتزام الذي تبديه الإدارة الأمريكية يوفر فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع الذي يتعدى تأثيره النطاق الإقليمي إلى الدولي، وأن حله يمثل المدخل الوحيد الذي يمكن من خلاله معالجة قضايا المنطقة الأخرى.وشدد جودة على أهمية العلاقات الإستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والمبنية على المصالح والرؤى المشتركة، موضحا أن تطور هذه العلاقات على مدى السنوات الماضية يؤكد متانة الأسس التي تستند إليها الصداقة والشراكة بين البلدين.

تفاصيل الخبر هنا...