تقريرا حول واقع السياحة الدينية في الأردن وأن حالة نهر الأردن كارثة بحق، جاء تحت عنوان (كيف يعمّد الحجاج أطفالهم في مياه نهر الأردن الآسنة)..؟!! ويفيد التقرير بأن "الحجاج قد يفكرون مرتين قبل أن يقدموا على تعميد أنفسهم وأولادهم بمياه عكرة مثيرة للغثيان بعد السير على خطى السيد المسيح حتى يصلوا إلى نهر الأردن". فالنهر الذي روى "حديقة الرب" حيث قاد موسى الشعب اليهودي إلى أرض الميعاد يسيل هزيلاً عبر منطقة عسكرية مغلقة وتملؤه مياه الصرف الصحي، ويمكن رؤية مساره المتعرج الذي نحته على امتداد الوادي المتصدع الأكبر من الجو من بحيرة طبرية إلى البحر الميت.وعلى مستوى سطح الأرض يسير نهر الأردن متكاسلاً وسط حرارة الصيف الشديدة وراء سياج الجيش الإسرائيلي الذي يمتد بطول الحدود بين الضفة الغربية المحتلة والأردن. ويقول مدير جماعة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط "جدعون برومبرج"، أن (حالة نهر الأردن كارثة بحق).. هناك أماكن يكافح فيها المرء ليرى أثراً للنهر. ورأى بابا الفاتيكان "بنديكت" في أيار حين زار المكان الذي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح عمد فيه نهر الأردن، وهو يشبه قناة ري آسنة من المياه المعكرة خضراء اللون. ويخوض عمال على الضفة الغربية المحتلة من النهر في المياه الآسنة حتى الصدر ويمدون درجات من الخشب تقود إلى المياه من مركز استقبال حافلات تقل المسيحيين الذين يستطيعون القدوم إلى هنا بعد تحديد موعد مسبق. على الجانب الأردني من النهر يغمس قلة من الزوار من ايطاليا وروسيا أصابعهم في المياه ويبللون رؤوسهم، ويختفي النهر في منعطفات يتدلى فوقها غاب كثيف. وهذا الصيف هو الثالث الذي يمر عليه ويشهد جفافاً شديداً حيث بلغ معدل سقوط الأمطار أدنى مستوياته خلال 40 عاما، مما فاقم من أزمة المياه في المنطقة، لكن حتى الأمطار لا تستطيع إحياء نهر الأردن على الفور لأن 90% من مياهه يستهلكها البشر. وليس هذا بجديد.. فالتقديرات على مدار العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية تتحدث عن نهر "متدني النوعية والكمية" به نسبة أوكسجين منخفضة إلى جانب نقص التنوع الحيوي فضلاً عن ارتفاع نسبة الأملاح فيه. واليوم أسفل سد إسرائيلي جنوبي بحيرة طبرية وموقع آخر للتعميد تصل مياه الصرف الصحي إلى المنطقة السفلى من نهر الأردن من أنبوب مع تدفقه إلى الضفة الغربية، حيث يقول رئيس هيئة المياه الفلسطينية "شداد العتيلي"، إن ضخ مياه الصرف الصحي من مدينة طبريا إلى نهر الأردن حول النهر المقدس إلى مصرف لمياه المجاري. ويقول "برومبرج": لا تدخل إليه مياه عذبة تقريباً.. مجرد القليل في فصل الشتاء. ويقول تقرير للبنك الدولي "إن الفلسطينيين لا يتمتعون بسلطة تذكر ليفعلوا الشيء الكثير لنهر الأردن بسبب اعتمادهم الكامل على موارد مياه تسيطر عليها إسرائيل إلى حد كبير". وأشار التقرير الصادر في أبريل/نيسان عام 2009 إلى أن حصة الفرد من الإسرائيليين في المياه العذبة تبلغ أربعة أمثال حصة الفرد من الفلسطينيين.. وعلى النقيض فإن البنية التحتية الفلسطينية للمياه بدائية جداً. ويقول "برومبرج" إنه في معاهدة السلام التي أبرمت بين إسرائيل والأردن عام 1994 تعهد البلدان بإعادة تأهيل النهر لكنهما تراجعتا، مضيفا بأن "سد الوحدة السوري الأردني الذي افتتح عام 2006 ربما سدد الضربة القاضية للنهر حيث يحتجز مياه رافد اليرموك وهو رافد أساسي لنهر الأردن".
تفاصيل الخبر هنا...
مواقع النشر (المفضلة)