أكد وزير الخارجية ناصر جودة ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يولي اهمية كبيرة لتعزيز التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي مع تركيا التي تضطلع بدور مهم على الساحتين الإقليمية والدولية. واضاف جودة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو الذي يزور الاردن حاليا على هامش جولة له في المنطقة انه يجري العمل حاليا على الترتيب للزيارة المرتقبة للرئيس التركي عبدالله غول الى عمان بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني الامر الذي يساهم في الإرتقاء بالعلاقات الى المستوى المتقدم الذي تطمح إليه القيادة السياسية في كلا البلدين. وشدد جودة على الالتزام الاردني بدعم جهود الوساطة التركية لاحتواء الخلاف الحالي العراقي السوري باعتبار ان ذلك مصلحة عربية عليا في العلاقات العربية العربية والتاكيد على اهمية استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين. في صعيد مواز اشار الى أن هذا هو اللقاء الثاني الذي يجمعه بنظيره التركي خلال أقل من شهر بعد زيارته الأخيرة إلى أنقرة في آب الماضي، وهو ما يجسد عمليا الرغبة الصادقة بدفع العلاقات التي تربط البلدين قدما. كذلك اشار الى انه تم عقد سلسلة من المباحثات المكثفة والمثمرة بين الطرفين تناولت مختلف القضايا الإقليمية بالإضافة إلى سبل توطيد العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة وكذلك التعاون المشترك في الإطار الأورو- متوسطي. وشدد على اهمية تقدير الأردن لدور تركيا التي تشغل حاليا موقع العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي ودعمها للجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع العربي - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وفقا لما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية التي ما زالت تدعو إسرائيل إلى القبول بها. وبين أن الاردن ماض بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في جهوده الحثيثة من أجل ضمان اغتنام الفرصة الحقيقية المتاحة الآن لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي خاصة في ظل الالتزام القوي الذي يبديه الرئيس أوباما وإدارته وكذلك المجتمع الدولي على هذا الصعيد باعتبار أن حل هذا الصراع لا يمثل فقط مصلحة لأطراف النزاع بل أيضا مصلحة حيوية أمريكية ودولية، كما أنه يمثل المدخل لتسوية قضايا المنطقة الأخرى. وشدد جودة على ان الاستيطان ومفاوصات السلام نقيضان لا يجتمعان خاصة أن النشاطات الاستيطانية تقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا والمستقلة والقابلة للحياة، والتي يعتبر تحقيقها الأساس للتوصل للسلام والأمن في المنطقة. كما دعا جودة إسرائيل إلى إظهار رغبتها الحقيقية بالسلام من خلال الوقف الفوري والكامل لكافة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشرقية بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي بالإضافة إلى وقف كافة الإجراءات أحادية الجانب مثل هدم المنازل وتهجير السكان والقيام بالحفريات حول وتحت الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وقال أن وقف كل هذه الممارسات أمر ضروري لخلق البيئة الإيجابية والمنتجة لإطلاق مفاوضات جادة على كافة المسارات تبدأ من النقطة التي انتهت إليها سابقا مع وجود آلية رقابة وتثبت وجداول زمنية محددة وفي سياق إقليمي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق السلام الاستقرار لكافة دول المنطقة وشعوبها. وشدد جودة على اهمية عدم الاندفاع والتحرك بحكمة وبعيدا عن الانفعال بانتظار اعلان الادارة الامريكية عن خطتها لاطلاق المفاوضات وشكل الحل الذي تسعى اليه مشيرا الى دعم الأردن للجهود الأمريكية القائمة على تشجيع كافة الأطراف - عند إطلاق المفاوضات - على اتخاذ إجراءات بناء ثقة وإعادة بناء ثقة ضرورية متبادلة ومتزامنة من أجل تهيئة الأرضية اللازمة لتحقيق التقدم المنشود. أما فيما يتعلق بالشأن العراقي شدد جودة على موقف الاردن المؤيد والداعم لإستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة بين أبنائه ومشاركة كل الأطياف السياسية فيه في العملية السياسية فضلا عن نبذ التفجيرات الارهابية فيه ليتمكن من إستعادة دوره الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق تحدث عن الجهود والمساعي المبذولة من الجانب التركي لرأب الصدع بين سوريا والعراق التي يدعمها الاردن ويرحب بها الى حد كبير مشيرا الى الاجتماع الذي عقد اول امس في الجامعة العربية في القاهرة لبحث تداعيات الموقف الراهن بين سوريا والعراق لافتا الى ان الاردن على قناعة بان وجود علاقات اخوية بين الطرفين مصلحة ولبنة اساسية في العلاقات العربية العربية . وزاد انه تحدث مع نظيره التركي في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا المطروحه على أجندة الدورة العادية الـ 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفقا على تكثيف التعاون والتنسيق في المحافل الدولية والإقليمية. بدوره ثمن الوزير التركي استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني له ورئيس الوزراء مشيرا الى انه اجرى محادثات مثمرة ومشاورات منتظمة مبنية على روابط تاريخية عميقة قائلا باننا متقاربون تاريخيا ولدينا ثقافة وتاريخ مشترك فضلا عن التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين . وقال اننا حريصون على علاقتنا في هذا الشأن ولدينا العديد من الشركات التركية تعمل هنا . واضاف ان الجانبين يقومان حاليا باعداد اتفاقية تجارة حرة بين الاردن وتركيا ستعزز علاقتنا الاقتصادية والتجارية وان هنالك مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وهذه الخطوط ستمر عبر الاردن وسوريا الى تركيا وايضا بالنسبة للنقل وتحسين النقل البري كلها امور مهمة . وتابع اننا على قناعة بان الاردن جارنا والازدهار الاقتصادي مرتبط مباشرة باهتمامتنا لذلك يهمنا ان نجعل روابطنا الاقتصادية اكثر. وقال اوغلو ان على كافة الاطراف ان الالتزام بالسلام الدائم والاستقرار الدائم في المنطقة السلام الشامل والدائم يمكن تحقيقه فقط اذا كان هناك دولة فلسطينية مبنية على حدود 1967 قائلا باننا ندعم المبادرة العربية للسلام والحل الدائم الذي لا يحل السلام في المنطقة فقط بل في العالم لان القضية الفلسطينية تؤثر في كل زاوية من العالم لذلك مهم ان ندعم كافة المبادرات في هذا الاتجاه الداعية للسلام الشامل في فلسطين. وبالنسبة للخلاف السوري العراقي وجهود المصالحة التركية قال كان هنالك اجتماع مهم مع الامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية السوري والعراقي اسفر عن كثير من الامور الايجابية قائلا بان تركيا ستستمر في دعم كافة المبادرات التي تدعو الى افضل العلاقات بين جيراننا. وحول ما تردد من انباء في وسائل الاعلام عن الغاء زيارته الى اسرائيل الشهر المقبل قال لم تكن هناك خطط لازور اسرائيل على الاطلاق وانها امور غير صحيحة على الاطلاق. وحول العلاقات التركية الاسرائيلية قال اوغلو انها تساهم في احياء مبادرات وتمكن تركيا من اجراء العديد من الوساطات لاحياء السلام مثل المباحثات الغير مباشرة بين سوريا واسرائيل العام الماضي الا انه لم يخف قلقه على الاوضاع الانسانية المتردية التي يعيشها اهالي قطاع غزة حاليا نتيجة الحصار الاسرائيلي

تفاصيل الخبر هنا...