أوعز جلالة الملك عبدالله الثاني أمس باتخاذ إجراءات فورية لضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة لمراجعي المستشفيات المشتبه بإصابتهم بمرض إنفلونزا الخنازير، وبخاصة مراجعي مستشفى الأمير حمزة.وأكد جلالته على ضرورة دراسة الوضع في مستشفى الأمير حمزة وتوفير الإمكانات اللازمة التي من شأنها تقديم خدمة سريعة وفاعلة للمراجعين والمصابين والمرضى.وجاء الأمر الملكي في أعقاب شكاوى وتجاوزات ونقص فادح في شرائح فحص مرض إنفلونزا الخنازير في المستشفى الذي زارته "الغد" ثلاث مرات ورصدت، بالكلمة والصورة، معاناة المراجعين، وضعف كفاءة الرقابة على قسم العزل الذي يضم المصابين بالمرض، فضلا عن سوء المعاملة التي كان يتلقاها المراجعون من الأطباء والممرضين وكذلك من مدير المستشفى نفسه.وبدا أن مفاعيل الأمر الملكي قد أخذت تتجلى في تعاملات إدارة المستشفى اعتبارا من يوم أمس، حيث لاحظ مندوب "الغد" تحسنا واضحا في أداء الكادر الطبي، وحسن تعامل مع المراجعين، علاوة على تشديد الرقابة على قسم العزل الذي يضم مصابين يتلقون العلاج جرّاء إصابتهم بمرض إنفلونزا الخنازير.إلى ذلك، وبعد ثلاث زيارات على التوالي قامت بها "الغد" لتقصي حال جناح إنفلونزا الخنازير في مستشفى الأمير حمزة، كشفت فيها عما يعمه من فوضى، عادت "الغد" عصر أمس وفي جولة تقص رابعة، لمعرفة ما طرأ من تغييرات على الجناح. وشاهدت مندوبة الصحيفة، حجم التغييرات والتنظيم الكبير في المستشفى وطريقة معاملة المراجعين من قبل العاملين فيه، والإجراءات الوقائية الجديدة والمنظمة في التعامل معهم، وتشديد الرقابة على قسم العزل. وبدا أن الحال تبدل بنحو 180 درجة الى الأفضل وفق المندوبة، التي رصدت ما طرأ من تغييرات في جنبات الجناح من دون أن يتعرف عليها أحد من العاملين، رغم نشر صورتها في الزيارة الأولى ضمن التقرير الذي أعدته حوله. وهذه المرة، تقمصت المندوبة، دور زائرة لقريب لها مصاب بالمرض، وكان أول ما لاحظته في الجناح وتحديدا، غرفة الفحص، هو عملية تنظيم دخول المرضى الى الغرفة التي بدت نظيفة على غير ما كانت عليه في جولات "الغد" المتقصية السابقة، كما ناوب فيها ممرضان اثنان وطبيبة.وجلس المراجعون بترتيب على مقاعدهم في غرفة الانتظار، كل ينتظر دوره، وقد ارتدوا الكمامات، وحافظوا على هدوئهم، ما هيأ جوا مريحا غير مسبب للضغط لأي منهم، جراء الانتظار والرهبة التي ينشرها المرض بينهم بشكل خاص وبين الناس عموما. ولاحظت المندوبة العناية اللافتة بنظافة الجناح ككل، والتركيز على نظافة الأقسام التي يتجمع فيها المراجعون، وبخاصة قسم العزل، ولم يعد هناك كمامات ملقاة على الأرض كما ظهر في جولات "الغد" السابقة. وكشفت هذه التغييرات عن مدى الأثر الذي خلفته جولات مندوبي "الغد" هديل غبون ومحمد كيالي وغادة الشيخ، التي بدأت قبل أربعة أيام، وكشفوا فيها عن مدى الفوضى التي تعم المستشفى وجناح المرض، وما كانت تقوم به إحدى الطبيبات المناوبات من معاملة سيئة للمراجعين، في غرفة الفحص التي لم يكن يوجد فيها سوى ممرضة واحدة، تقع على عاتقها كل المهمات. وانعكست التغييرات الإيجابية لحال الجناح، على حال الطبيبة سيئة الأسلوب، والتي تم إقصاؤها قبل يومين عن عملها، لتعود اليه بوجه بشوش، مبدية كامل عنايتها بالمراجعين، وفق ما لاحظته المندوبة أمس.وعرفت المندوبة بعد استفساراتها للطبيبة ولمجموعة زوار قادمين للمستشفى بغية زيارة أقاربهم من المصابين بالمرض، أنه لم تعد هناك عشوائية في قوانين الزيارة، إذ لا يستطيع أحد دخول قسم العزل إلا بمصاحبة إذن مختوم من المندوب الإداري في المستشفى، أو من الطبيب المناوب.وبعد تجربة مندوبة "الغد" الزميلة هديل غبون قبل يومين عندما لم يعترضها أحد من عاملي المستشفى أثناء دخولها الى قسم العزل، فإن الأمر أمس لم يعد كالسابق، فإضافة الى مصاحبة الزائر لإذن مختوم، فإنه لا يتم المصادقة عليه، إلا بعد التأكد من قرابة الزائر للمريض.ويشترط على الزائر اتباع التعليمات الوقائية للدخول، بدءا من الموافقة على الزيارة، ومرورا بغسل يديه بمادة معقمة، ووضع كمامات على أنفه وفمه، وألا يزيد عدد زائري المريض أو مرافقيه على اثنين، وتجري الزيارة بالتناوب.وحاولت المندوبة بعد تمكنها من الحصول على اسم مريض موجود في القسم من أخيه الذي ينتظر إذنا لزيارته، الحصول على إذن الطبيب المناوب بحجة زيارة ذلك المريض، لكن الطبيب رفض إعطاءها الإذن، وأعلمها أن هناك قرارات جديدة تمنع عشوائية الزيارة ومن ليس لهم صلة مباشرة بالمريض، لأن ذلك يصب في مصلحته ومصلحة الزائر نفسه. "الجرايد كابسة على المستشفى" بحسب ما قاله أحد رجال حماية وأمن المستشفى، الذي تلقى أمرا بإيقاف ومنع أي شخص لا يحمل إذنا مختوما ومصدقا عليه عند باب قسم العزل، كما أفاد للمندوبة التي كانت تحاول الدخول من دون إذن، للكشف عن مدى صرامة القرارات وتطبيقها. وأفصح رجل الحماية للمندوبة التي لم تتمكن من الدخول الى القسم، بأن سبب التشدد الذي حصل في المستشفى، وتحديدا في جناح المرض وقسم العزل، يرجع الى صدور قرارات تنظم الحركة في المستشفى بشكل عام للزوار والمراجعين، ولجناح المرض بشكل خاص.

تفاصيل الخبر هنا...