لم يتردد العشريني "محمد عمار" في اختيار بيع الخردة مهنة تؤمن له متطلبات المعيشة، على الرغم من سلسلة معوقات اجتماعية وثقافية لم يأبه لها كثيرا.فما ان اعلن رغبته في ولوج هذه المهنة، حتى بدأ محمد عمار يواجه سيلا من انتقادات حادة من محيطه الأسري.وقال انهم أخذوا عليه اشتغاله في المهنة التي يعدونها عملا وضيعا أو "زبالة"، "لكنني رفضت منطقهم ومفاهيمهم او أن استجدي العون من اي كان فقررت الاستمرار في هذا العمل الذي لا يبقله كثيرون"، يؤكد محمد.ويستفيد محمد من مواد الحديد والخردة والبلاستيك والخشب التي يجمعها من مكبات النفايات والحاويات المنتشرة في الاحياء وبيعها في محلات الخردة التي تشتريها لإعادة تدويرها، مؤكدا أن جمع القمامة يوفر فرصة عمل جيدة بمردود لا بأس به.وقال محمد : لا اخجل من مهنتي فهي ليست حراما أو عيبا بل تدر دخلا لا يتاتى لكثيرين الا بشق الانفس.واعتبر محمد ان العيب والحرام هو التقاعس عن العمل والاتكال على الآخرين، موضحا انه رفض اللجوء إلى صندوق المعونة الوطنية او اي جهة اخرى تقدم عونا ماليا.وقال : افضل الاعتماد على نفسي على ان اقعد كسولا استجدي المحيط .ويخوض محمد معركة ضد مفاهيم مستشرية يعتبرها ضغوطا اجتماعية مردها بنى ثقافية قديمة تكرس القديم ولا تلتفت للمتغيرات التي عصفت بالمجتمعات، خصوصا في هذه الظروف المعيشية القاسية، مؤكدا انه سيواصل عمله بلا تردد او كلل حتى يحقق ما يصبو اليه.ومحمد الذي يعمل في مهنة لا تجد قبولا او تاييدا واجتماعيا غدا مع الايام يعرف ان في وسعه تطوير عمله، عبر فرز النفايات التي يجمعها فيبيعها باسعار تؤمن له دخلا يسهم في جعل حياته سعيدة.وقال ان محيطه بدا يستوعب خياره ويتعامل معه بوصفه انسانا ناجحا.بترا
تفاصيل الخبر هنا...
مواقع النشر (المفضلة)