طالب أطباء متخصصون في أمراض الأطفال والنسائية بتأسيس بنك للخلايا الجذعية في المملكة التي تؤخذ من الحبل السري للطفل حال ولادته ما يوفر إمكانية علاج الأمراض المستعصية مستقبلا .وقالوا إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا ) على هامش افتتاح المقر الإقليمي لشركة بروسيل اليونانية المتخصصة في تخزين الخلايا الجذعية في الأردن إن تأسيس البنك سيعزز من مكانة الأردن الطبية في المنطقة ويساهم في معالجة الكثير من الأمراض الوراثية والسرطانات.وأكدوا إن الأردن يملك الخبرات الكبيرة في هذا المجال التي تؤهله ليكون مركزا إقليميا لتخزين الخلايا الجذعية مشيرين إلى نجاح معالجة مريضين بالسرطان من خلالها في مركز الحسين للسرطان اخيرا .وقال نقيب الأطباء السابق الدكتور زهير أبو فارس إن هناك حوارا يدور حاليا بين الجهات المختصة حول تأسيس بنك للخلايا الجذعية في المملكة بمشاركة القطاعين العام والخاص بهدف مواكبة التطور العلمي الذي نعيشه .وأشار أبو فارس الذي يعمل استشاريا لأمراض النسائية الى أهمية حسم الجدل المتعلق بهذا الموضوع للوصول إلى صيغة تنظم هذا العمل وتحفظ سمعة الأردن الطبية وتحفظ حقوق المرضى .ولفت إلى إن استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض يعتبر خدمة جديدة تقدم للمرضى وفيها مواكبة للتطورات العلمية وأعطت نتائج كبيرة مؤكدا ان الأردن بما يملكه من إمكانيات وخبرات طبية يمكن إن يكون مركزا علاجيا هاما في هذا المجال .من جانبه قال استشاري زراعة نخاع العظم عند الأطفال واستشاري طب الأطفال في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور سليمان سويدان اللبون أنه مع كثرة استخدام دم الحبل السري كمصدر للخلايا الجذعية في علاج كثير من الأمراض زادت الحاجة لتأسيس بنك في المملكة مهمته الأساسية تخزين الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري وتوفيرها للمرضى المحتاجين وبخاصة مع ارتفاع كلفة استيراد الوحدة من الخارج اذ يتراوح بين 20 - 30 الف دينار بينما لا تزيد تكلفة تخزينها عن الفي دينار .وأضاف اللبون ان هناك العديد من الأمراض الوراثية وغير الوراثية وأمراض السرطان عند الكبار والصغار لا يمكن شفاؤها الا بزراعة الخلايا الجذعية مبكرا حيث يؤدي التأخير في العلاج لمضاعفات لا حصر لها خاصة في منطقتنا حيث يكثر زواج الأقارب .ولفت إلى إن هناك مشكلة في وجود متبرع بنخاع العظم في علاج الأمراض الوراثية ففي أحسن الأحوال نسبة العثور على متبرع سليم ومتطابق لا تتجاوز 20 بالمئة إي إن غالبية المرضى لا يمكن علاجهم إلا عن طريق الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري.وأكد مدير مركز الإخصاب والوراثة في مستشفى الأردن الدكتور معين فضة أهمية الإسراع في تأسيس البنك الذي سيعطي إضافة جديدة لمستوى الطب المتقدم في المملكة ويجعل من الأردن مركزا متقدما في الأبحاث الدوائية في المنطقة مشيرا الى ان تأسيسية يحتاج لمخصصات مالية كبيرة داعيا إلى تعاون القطاعين العام والخاص في هذا المجال .وأشار فضة المتخصص في أمراض النسائية والتوليد والعقم وطفل الأنابيب إلى إن الخلايا الجذعية هي علاج جديد في الطب لكثير من الأمراض تصل إلى نحو 35 مرضا وفي مقدمتها سرطانات الدم والتلاسيميا.ووفق المدير الفني لمستشفى الأميرة سلمى الحكومي في ذيبان الدكتور جهاد سمور يتم الحصول على الخلايا الجذعية من الحبل السري للجنين مباشرة بعد إتمام عملية الولادة وقص الحبل السري للطفل حديث الولادة وهي عملية آمنة ولا تترك أثراً على الأم ومولودها الجديد.وقال سمور اختصاصي أمراض النسائية والتوليد والعقم وجراحتها بعد أن يتمّ تجميع دم الحبل السري تنقل العينة إلى مركز المعالجة حيث تخضع لعدة فحوصات مخبرية يتم من خلالها أيضاً تحديد عدد الخلايا الجذعية الموجودة في العينة وحيويتها ومدى قابليتها للحياة قبل أن يتم تخزينها في مرفق خاص عالي البرودة".بدوره أكد رئيس مجلس الادراة والمدير العام لشركة بروسيل الأردن الدكتور عباس قدره ان عينات الحبل السري والمشيمة التي تؤخذ من المواليد في الأردن يتم ارسلها حاليا الى اليونان وتحفظ هناك لمدة عشرين سنه ضمن المواصفات الأوروبية وتكون حقا للعائلة لاستخدامها وقت الحاجة.وقال ان هذا الامر يحتم على الحكومة الإسراع في دراسة إنشاء بنك متخصص في الخلايا الجذعية ضمن المواصفات الأوروبية داخل الأردن بهدف التوفير على المواطنين وتعزيز مكانة الأردن الطبية في المنطقة لافتا الى ان كل الدول المتقدمة لديها متخصصة في الخلايا الجذعية .وبين ان الأردن بات محطة هامه للاستثمار الطبي المتخصص نظرا لتوفر الكوادر المؤهلة التي تحظى بسمعة عالية في الأوساط الدولية مشيرا إلى إن شركة بروسيل ألام تأسست عام 2004 كأول شركة يونانية للخلايا الجذعية واختارت الأردن مقرا إقليميا وحيدا لها في الشرق الأوسط نظرا للسمعة الطبية المتقدمة التي تتمتع بها المملكة .ودعا قدره المتخصص في طب الأطفال الآسر التي لديها اضطرابات وراثية بالدم أو نقص المناعة لاغتنام الفرصة التي يقدمها العلم اليوم والعمل على حفظ الخلايا الجذعية لأطفالهم لمساعدتهم على توفير العلاج في حال حدوث إمراض .يذكر ان أول حالة استخدمت فيها زراعة الخلايا الجذعية لعلاج مريض تمت لطفل كان يعاني من انيميا في فرنسا عام 1988 تلتها لطفل آخر في ألمانيا عام 1991 عولج من سرطان الدم النخاعي المزمن فيما تم حتى اليوم زرع نحو 8500 خلية .بترا

تفاصيل الخبر هنا...