أثار قرار الجامعة الأردنية بشأن تركيب ما يزيد على 800 كاميرا مراقبة جديدة في مختلف مرافق الحرم الجامعي قدرا متزايدا من الجدل بين أوساط الطلبة, ووضع علامات استفهام حول مغزى هذا الإجراء ودلالته وتوقيته.ففي حين تؤكد مصادر رسمية في الجامعة ل¯ العرب اليوم أن الغاية من وضع هذه الكاميرات هو الحد من المشاجرات والسرقات التي تزايدت في الآونة الأخيرة, يرى طلبة أن هذه الخطوة جاءت للحد من حرياتهم التي اتسعت دائرتها خلال رئاسة الدكتور خالد الكركي وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء القرار على حد تعبيرهم.من جهته رفض نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية الدكتور بشير الزعبي تزويد العرب اليوم بالمعلومات والبيانات التي تخص المشروع من حيث أهميته وتكلفته التي أكدت المصادر أنها تصل الى مليون دينار. ووفقا لرئيس اتحاد الطلبة في الجامعة نمر أبو رمان فإن هذه الكاميرات ستقلل من حجم المشاجرات والمخالفات التي تحدث في حرم الجامعة وذلك بعد وضعها على البوابات الرئيسية و كراجات السيارات بيد أن وجودها داخل القاعات أو أمام الكليات ستكون له آثار سلبية على الطلبة وتقييد لحرياتهم وهو ما يرفضه جميع طلبة الجامعة.وأوضح أبو رمان أن الدخول المتكرر لطلبة الجامعات الأخرى إلى حرم الجامعة الأردنية أدى إلى ارتفاع عدد المشاجرات بين الطلبة إلى جانب أن بعض طلبة الجامعة الأردنية أنفسهم وممن قبلوا في جامعات أخرى ولم يسلموا بطاقاتهم الجامعية صاروا يدخلون حرم الجامعة ويثيرون الشغب مبينا أن الكاميرات و البطاقات الممغنطة الجديدة التي سيعلن عنها قريبا ستضع حدا لكل ذلك.الطالب مأمون راشد من كلية الآداب يرى في قرار رئيس الجامعة تقييدا للحريات الشخصية للطلبة خاصة أن هناك كاميرات موجودة في أماكن محددة في حرم الجامعة يمكن أن تساعد في تحقيق الهدف الذي أعلنت عنه الجامعة من دون تقييد أو ردع لحريات الطلبة, فيما ترى الطالبة أمل أبو الهيجاء في كلية صيدلة أن الإجراءات الجديدة للجامعة ستفرض طوقا أمنيا على الطالبات داخل الكلية وخارجها, غير أنها لا ترى ضيرا في تركيب هذه الكاميرات داخل كراجات السيارات بسبب الممارسات غير الأخلاقية لبعض الطلبة. ولا يتردد طلبة في الاعتصام أمام رئاسة الجامعة لمنع استخدام هذه الكاميرات كما يقول الطالب أيهم عزات من كلية العلوم وهو ما يؤيده الطالب فراس الشمايلة في الكلية نفسها, إذ يقول لا بد من تراجع الجامعة عن هذه الطريقة المذلة والمهينة للطلبة الجامعة متسائلا عن جدوى خطابات الحرية والديمقراطية التي كان يرددها د.خالد الكركي في السنوات السابقة. وقال الناطق الإعلامي باسم الإتجاه الإسلامي الطالب عبد الله الكيلاني إن هذا الإجراء سيساهم في إثارة مشاعر الحقد والكراهية للجامعة لما فيها من تقييد للحريات مؤكدا ان طلبة الإتجاه يؤيدون هذه الخطوة للحد من المظاهر غير الأخلاقية التي تنتشر في الجامعة وبخلاف ذلك فإن الإتجاه يعارض هذه الخطوة. وتؤكد المصادر ذاتها في الجامعة أن الشركة التي رسا عليها عطاء تركيب الكاميرات قامت بعمليات الحفر في عدة مواقع في الجامعة وتشمل جميع البوابات الرئيسية, وكذلك أمام كليات العلوم والزراعة, الحقوق, الشريعة, كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية, شارع المنازل, دوار المالية والمطعم, النشاط الرياضي, المكتبة, باب العلوم, مجمع القاعات الإنسانية, برج الساعة, الكفتيرياء. وأضافت أيضا ذاتها أنه سيتم تركيب كاميرات في جميع مرافق تواجد الطلبة حتى في داخل بعض الكليات وفي مرآب السيارات أيضا مؤكدة أن الكاميرات لديها القدرة على تخزين الصور لمدة 21 يوما بشكل يسمح بضبط أي حركة مخالفة في أي مكان بالجامعة. العرب اليوم

تفاصيل الخبر هنا...