الأصفر المشع.. ثروة المستقبل فهل تصبح رافدا للاقتصاد الوطني؟



عمان - نشوى الخالدي - الخام ( الأصفر المشع ) ثروة الأردن القادمة يوازي بريق الذهب في قيمته لكنه يتموضع في باطن أراضيه باسم اليورانيوم الذي يتواجد في عدة مناطق استكشاف تنتظر دورها لمشاريع تعدين مستقبلية يتوقع أن تحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني وتلبي احتياجات الأردن الضرورية في قطاع الطاقة ، خاصة وأن التقديرات لعوائد تصدير اليورانيوم المستخرج من مناجم الوسط وحدها تبلغ 2000 طن سنويا بقيمة 250 مليون دولار .
ووفق توقعات هيئة الطاقة الذرية الاردنية سيتم خلال الفترة القريبة القادمة توقيع اتفاقية تنقيب شاملة بين الحكومة وشركة أريفا الفرنسية لمشروع تعدين اليورانيوم في مناطق السواقة والوسط ، حيث يتم حاليا المراجعة النهائية لبنود الاتفاقية بين الطرفين .
وكانت اريفا قد باشرت في تشرين الاول 2008 اثر اتفاق مع الحكومة الاردنية أعمال استكشاف اليورانيوم وسط المملكة ، ومن المتوقع بدء الانتاج في مناجم الوسط التي ستعمل بها الشركة عام 2012 .
وقال مفوض هيئة الطاقة الذرية مدير عام الشركة الأردنية لمصادر الطاقة الدكتور نضال الزعبي أن نتائج الدراسات الاستكشافية السابقة والحالية التي أجريت لتقدير احتياطي خام اليورانيوم بمناطق من المملكة شجعت على جذب شركات عالمية للدخول في مشاريع تعدين الخام .
وأشار أن المؤشرات الأولية حول توضعات اليوارنيوم في مناطق معينة بالمملكة مبشرة وجيدة وتشكل عامل جذب هاما للشركات التعدينية العالمية ، خاصة وان اليورانيوم يكتسب أهمية استثنائية لدى جميع دول العالم في الوقت الراهن .
وأضاف تقوم هذه الشركات بتحديد كميات الاحتياطي من الخام وفق أسس تجارية ومعايير دولية ) تدز ( وبحسب هذا المعيار يتم تحديد دقيق لتوضعات اليورانيوم داخل كل منطقة استكشاف ليصار الى بناء المناجم وتقدير الطاقة الاستيعابية له واحتساب الجدوى الاقتصادية للسير في المشروع .
وذكر نقيب الجيولوجيين الأردنيين بهجت العدوان أن مخزون خامات اليورانيوم المتوقع تواجدها في العديد من المناطق كالسواقة وخان الزبيب وعطارات أم الغدران ومنطقة حوشا المفرق ووادي البهية جنوب شرق الحسا ومنطقة السهب الأبيض جنوبي الجفر وصحراء اللجون ، سيلعب دورا حاسما في تنفيذ البرنامج النووي الأردني خاصة مع تصاعد سعر الخام في السوق العالمية ومؤشرات أولية بتواجده بكميات ضخمة في المملكة .
وأوضح أن خام اليورانيوم المتواجد في مناطق عدة من المملكة يتوفر على سطح الأرض بمسافات قريبة خاصة مناطق قيعان الأودية والسهلية وبعمق لا يتجاوز 2-3 أمتار وقد تصل الى 7 أمتار في أكبر عمق مسجل ، مؤكدا أن ذلك يعتبر ميزة هامة كونها تخفض من كلف التنقيب والانتاج على حد سواء .
وبين أن مشروعات التعدين في خام اليورانيوم سيكون لها مكتسبات على الاقتصاد الوطني ومنفعة للمواطنين تتمثل في توفير طاقة بديلة للنفط ، مشددا على ضرورة استغلال أي من الثروات الطبيعية الموجودة في المملكة لما لها من دور في رفد الاقتصاد الوطني ورفع المستوى المعيشي للمواطنين .
وأظهرت الدراسات التي أجريت حول مواقع استكشاف الخام تواجد خامات اليورانيوم متصاحبة مع خامات الفوسفات في منطقة حوشا بمحافظة المفرق، ومنطقة وادي البهية جنوب شرق الحما، ومنطقة السهب الابيض جنوب شرق الجفر وكذلك في منطقة سواقة والمناطق المحيطة بها وسط المملكة ، حيث تقدر احتياطيات الخامات المتواجدة في منطقة الوسط حاليا ب 70 ألف طن ، فيما قدر حجم احتياطي اليورانيوم في الفوسفات بحوالي 140 ألف طن .
ويبلغ حاليا سعر الباوند من اليورانيوم ( ما يعادل 455غم) حوالي 50 دولار في الأسواق العالمية، علما بأن أسعار الخام شهدت في السنوات الأخيرة قفزات نوعية فعلى سبيل المثال ارتفعت الأسعار في العام 2003 لحوالي 135 دولارا للباوند بقفزات عالية عن الأسعار قبل ذلك التاريخ ، لتعاود التذبذب محافظة على مستويات سعرية عالية حتى هذا التاريخ .
ويشار أن اليورانيوم وهو أحد العناصر الكيميائية المشعة يتوفر في طبقات الأرض بشكل خام ويحتاج الى عملية تركيز ومعالجة دقيقة ذات كلفة عالية لاستخراج مادة تعرف بالكيكة الصفراء ( عم فم ) ، و هذه المادة المستخرجة تعالج بمفاعلات نووية لغايات تركيزها ، حيث تتطلع الكثير من دول العالم لامتلاك هذه المادة المستخرجة كونها أساسية في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية .



منقول عن جريدة الراي