عاشق بلا ذكريات
عنوان رائع يدفعنا للابحار بشوق لمعرفه سر هذا العنوان
لكل عاشقٍ إذا ما أراد الذكرى ذكريات يمتطي ما شاء منها فينسج من الماضي المتجمد بالذاكرة لقاءً تحت ظلال الزيزفون أو بين حبات المطر أو فوق المقاعد الرمادية
إلا أنا ، لا املك من الذكرى قوت حبي ولا تطفو ا على وجه ذاكرتي سوى نظرات مبهمة كمثل بكاء الأطفال في غموضها ، لا املك حتى فتات الابتسامات مما أطبب به شوقي أذا استهام و أبلج بنوره دجى فكري إذا استكلبت بي الظنون و خيالات تلك النظرات المبهمة ، أنا عاشق بلا ماضٍ بل إنني بلا حاضر
ورغم هذا لا بد أن تلك النظرات المبهمه وتلك اللحظات القليله هي عمرٌ باكمله ..
لكن الغريب هو شعوري أنني غني عن كل هذه المقومات بل إنني ارفض السعي لتشييدها و أدعي أنني اطلّعت على كتاب الحب المقدس و حفظته و طفت في هيكله دون غيري من العشاق فٱمنت بعدها أن كل هذه المقومات ما هي إلا وصمات عار و رذائل تدنس طهر الحب
يصفني الكثير من أصدقائي بالجنون العذري وأنني عصفور صغير نفر عن السرب و أن عالمي الذي أُسميه قدسيّ هو استفحال لمرض خيالات الشعراء و أن الزمان دامغٌ لا محالة كل صفائحي الذهبية فما للوردة غير ماء الجداول يربّها و ما للنحل غير طيب الزهر يلثمه و ما للنجوم غير حلكة الليل ترتاضها و ما للبحر غير قاع المحيط يسبره
لا ألومهم ، فإنهم لا يعلمون الذي أعلم فإنهم لم يروا براءة عينيها التي تكاد نسمات الهواء أن تؤذيها
لم يروا شلالات الطهر في خديها التي تكاد حبات البرد أن تدنسها
لم يروا ياسمين الصفاء على يديها الذي تبتعد عنه الفراشات خوفا أن تعكره
لم يروا سنابل العفّة المتعلقة على رموشها التي تقارب النجوم في كثرتها
لم يروا ألوان الكبرياء المترقرقة على شفتيها التي تسد الأفق في اعتراكها
لا يعلمون أن صلوات الأعياد تطوف حول قامتها كي تستزيد قدسية و رفعة
لا يعلمون أن حفيف الأشجار يدنو من قدميها كي يكتسي وقارا
لا يعلمون أن الؤلؤ يجني نقاء الكون من بين حاجبيها
ثم يقولون لي: لن تفهمك وسوف تحسبك معقد الهواجس غامض خفقات القلب
فقلت لهم : بلى سوف تفهمني ، حتماً سوف تفهمني كيف لا و هي منبع الفضيلة لهذا الكون
محمد قسايمه
جميع الحقوق محفوظه
مواقع النشر (المفضلة)