مرّت شهور من القلق والرعب العالمي: الأخبار العاجلة تبرق على معظم شاشات الفضائيات على مدار الساعة ، وأنباء عن اصابات بالعشرات في مناطق مختلفة من العالم، بينما كانت كل دولة تفصح عن وفياتها وخسائرها المادية جراء المرض أولا بأول مثل الحروب الكبرى..
على الصعيد الاجتماعي ، كلما شاهدنا انفاً محمرّا لأحد المقرّبين ..أو عيونا دامعة ..أو داهمت أحد الأصدقاء نوبة (معاطسة) اعتيادية ..كنا نتبرأ منه دنيا وآخره ونرفض مصافحته حتى لو كانت (ام العيال)..
شيوخ الدين، حرّموا (البوس)، وفي مجالس العزاء والأفراح تم استبدال الفنجان الصيني الاصيل (المخطط بأخضر) بأكواب بلاستيك(قليلة هيبة) وقاية من انفلونزا (الخنازير)..وكنت كلما مددتُ (براطمي) لأحد المهمين رجعت خائبة..خوفاً من العدوى ناهيك عن علب (الهايجين) التي لازمت الجيوب بدءاً من عمر سنة الى عمر (كرمة العلي)..حتى خيل لي ان الشعب الأردني كله ..(هاي جين..ووقع بسلة تين)
وفجأة..هووووب..لم نعد نسمع شيئاً عن المرض(شيلة بيلة)، لا اصابات، لا وفيات، لا عدوى، لا أكواب بلاستيك،لا (وسوسة)..وعادت (البراطم) الى عملها المعتاد وزيادة...
ما الذي حدث حتى انطفأ وهج الرعب؟ هل الأمراض الوبائية تعمل على زرّ تشغيل (on..off) الاعلام العالمي .. ام كل ما كنا نسمعه هو مجرد هوس ..وجنون..وضحك على الذقون..
***
اعطسي بوجهي يا كرمة العلي..ابييش انفلونزا
احمد حسن الزعبي
مواقع النشر (المفضلة)