ماهي , الموتى , امنية , تعرفون
هل تعرفون ماهي امنية الموتى ؟
إن المقصر في جنب الله تمر عليه ساعات أيامه وهو في لهو ويأمل في مزيد من العمر وما علم أن الموت يأتي بغتة
وإذا جاء لا يدع صاحبه يستدرك ما فاته فيبقى في قبره نادمابعمله متحسرا على ما فاته
ومتمنيا على الله أماني لا تغنيه شيئافماذا عسى أن يتمنى المقصر إذا أصبح في عداد الموتى ولا حول ولا قوة إلا بالله؟
قال إبراهيم بن يزيد العبدي رحمه الله تعالى:
أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الآخرة نُحدثُ بقربهم عهدا،
فانطلقت معه فأتى المقابر، فجلسنا إلى بعض تلك القبور، فقال:
يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنيا لو مُنِّ ؟ (أي لو قيل له تمنى) قلت:
أن يُردَّ - والله - إلى الدنيا، فيستمتعْ من طاعة الله وُيصلح،
قال: ها نحن في الدنيا، فلنطع الله ولنصلح، ثم نهض فجدَّ واجتهد،
فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات رحمه الله تعالى .
هل تعرفون ماهي امنية الموتى ؟
1- الصلاة ولو ركعتين
يتمنى الميت المقصر لو تعاد له الحياة، ليصلي ولو ركعتين اثنتين فقط
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال: (من صاحب هذا القبر؟)
فقالوا: فلان، فقال: (ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم)
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم:
(ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدها هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم)
فغاية أمنية الميت المقصر أن يُمدَّ له في أجله، ليركع ركعتين يزيد فيها من حسناته
وليتدارك ما فات من أيام عمره
2- الصدقة
لقد اقتنعوا ولكن بعد فوات الأوان - أن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل
وأنها تطفئ غضب الرب جل وعلا،وأن العبد سيُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
فتمنوا الرجعة ليقدموا صدقتهم بعد أن منعوها الفقيروصرفوها على شهواتهم وسياحتهم
: { فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ }.
تمنى الرجعة لأنه عرف أن الصدقة تباهي سائر الأعمال وتفضلهم
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ذُكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم .
تمنى الرجوع إلى الدنيا فقط ليتصدق، لعله علم عِظَم ثوابها، أو عظم عقاب المفرط فيها
إنها أمنية مليئة بالحسرة والأسف، ولكنها جاءت متأخرة.
3- العمل الصالح
قال الله عز وجل في شأنهم : {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100].
هذا هو حال المقصر مع الله تعالى إذا وافته المنية، يقول : { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ }،
ويقول : { َوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }.
إن الميت العاصي إذا هجمت عليه منيته وأحاطت به خطيئته، وانكشف له الغطاء،
صاح: وامنيتاه، واسوء منقلباه، رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت
هذه هي أمنيته الوحيدة.
فالموتى قد انتهت فرصتهم في الحياة، وعاينوا الآخرة، وعرفوا ما لهم وما عليهم
أدركوا أنهم كانوا يضيعون أوقاتهم فيما لم يكن ينفعهم في آخرتهم
أن الوقت الذي ضاع من بين أيديهم كان لا يقدر بثمن، أنهم كانوا في نعمة ولكنهم لم يستغلوها،
وأصبحوا يتمنون عمل حسنة واحدة لعلها تثقل ميزانهم وتخفف لوعتهم وترضي ربهم،
فلا يستطيعون..!!!
أي حسرة هذه؟؟، وأي ندامة يعيشونها؟
فنحن نملك الآن نعمة الحياة، لنزيد من حسناتنا، ونكفر عن سيئاتنا
فإذا متنا ندمنا على كل دقيقة ضاعت ليست فيها ذكر لله،
وليست في طاعة الله فلنغتنم ساعات العمر ودقائقه قبل أن نندم،
فنتمنى ما يتمناه بعض الموتى الآن.
إذا هممت بمعصية تذكر أماني الموتى، تذكر أنهم يتمنون لو عاشوا ليطيعوا الله
فكيف أنت تعصي الله أو تدعوأ لعصيآنه بدعوة الناس الى الفحش والرذيله ؟؟
إذا رأيت نفسك فارغا فتذكر أمنية الموتى ....
إذا فترت عن طاعة الله فتذكر أمنية الموتى ...
إذآ دعتك نفسك لمعصية أو مشآهدة خنى فتذكر أمنية الموتى ...
إذآ دعتك نفسك لمعصية أو نشرهآ فتذكر أمنية الموتى ...
دمتم بحفظ الرحمن
مواقع النشر (المفضلة)