بين جدران حجرتي مع خجل فجر ليل كان قاسي مجهول الهوية
وبوح صوت رياح تفجر الحرية
وعلا صوت نحيب أنين الروح المنسية
فردت بساط ذكرياتي على أعتاب القمر والزهور الندية
ففتحت ألبوم الصور التذكارية
صورة أبي العسكرية
تأملتها , تألمت لأجله , دموع قد ازهرها غيابه
ذبلت زهرات ذكرياتي
وتكسرت أغصان زماني
فما عاد الحديث يروي ضما أشواقي
أمشي واثقة من خطوات ماضية لأوثق أحلام عمري
من شرفة أيامي يهذي قلمي على كتف أوراقي
ثرثرت حروفي على ضفاف الأوراق
آهات , أحزان ,غربة روح , غربة كيان وحتى حرمان
كلها
امتصت إشراق وجهي كالرحيق ..
تختلج المشاعر وتتراقص الذكريات على أنغام معزوفة الحاضر
سافرت مع ذكريات هذه الصورة إلى سنوات أو بضع سنوات و استذكرت لحظاتها
لأعود إلى فصول من رواية انطوت وسط الحكايات
كنت لا أعرف شيءً إلا أحضان أبي و حنان أمي و عطف أخوتي ونبراس الأمل المرافق لدربي
كل همي في تلك اللحظات أن لا أفارقهم جميعاً أن أبقى الطفلة المدللة في أحضان ملك هذه الباقة ... بأحضان أبي
تشبثت بهذا الحلم أن لا يفرقنا إلا الموت
أن لا يذهب ويتركنا
أن لاشيء يستحق البعد عنا مهما كان
ليس هناك أغلى من الروح على الإنسان
وليس هنالك أغلى من الوالدين على طفلة لا تعرف إلا قلوبهم الصافية
كنت على يقين تام بأننا ملكه و هو ملكنا مهما طال الزمان
أبي لي وحدي لأخوتي لاشيء يأخذه منا
كانت مجرد أفكار طفولية لم تشرق النور على عقلي
مجرد أحلام بريئة ومجرد أمنيات لا تدرك واقع الحال
في صباح ذلك اليوم كنا في أواخر شهر آذار
السماء تزف لنا الأمطار لتفجر لنا ربيع يزهر علينا بالحرية والأمان
تشبثت بعنق أبي أرجوك لا تذهب فنحن بحاجتك و أنت لنا
عندها تأمل عيني الدامعتان وقبل جبيني الصغير
وطوقني بذراعيه و أجلسني على ركبتيه
عندها أيقنت بأن لا مجال للإقناع أو الحوار
فالأمر محسوم عنده
بصوته الجهوري هز كل أرجائي فقال
بنيتي
عندما تعشق العيون لا يمكن أن نخبئ عشقها أو نداريها
عندما تثور براكين الأشواق لا يمكن أن نخمد ثورتها إلا بمن فيها
عندها ارتسمت على وجهي علامات استفهام وكأن عقلي مقيد و أفكاري شلت
صمت برهه وتابع حديثه بكل فخر
بنيتي عندما يبدأ حديثي سيطول فسوف أكتفي بكلمة واحدة
عندها تكللت أفكاري بصمت قطعها بقبله على جبيني وقال الوطن كالقبله على حبين الزمن
أعادني صوت المنادي " الله أكبر الله أكبر " إلى واقعي
إلى روحي العفوية إلى أنثى شرقية تنفجر بين أحضان الحنان
كنتُ أعلم بأنها لحظات توهان سأفيق منها بعد أن تكتمل الأحلام
لحظات مضت ولن تكرر
لحظات من الماضي لكنها مدتني بقوة لا يسعها مكان
سأبتسم رغم الألم لأنني أعتدت على ذلك
أعتدت أن أضمد جراحي و أن لا تنزف أحزاني
سأشعل قناديل الانتظار لتعود لنا يا ملك الدار
من قلمي
في فجر يوم 31/5/2011
مواقع النشر (المفضلة)