آداب القهوة - للقهوة قيمة خاصة و أهمية عظمى ، لأنها من علامات الزعامة فمن آدابها أن تدار من اليمين بلا تمييز . و اكره ما يكرهون الفنجان الناير ـ وهو الذي يخص به احد الوجها فيقولون : " الفنجان الناير ، يقطع قَبَايِلْ . " لأنه يدل على الترفع والكبرياء .
و إذا كان في الجلسة سيدة واحدة ، تقدم لها القهوة قبل الجميع . وتكون عادة سيدة جليلة متقدمة في السن ، و هي ام صاح بالشق أو زوجته .
فإذا قدم القهوة صاحب البيت ، فعلى الضيف ان يشرب فنجاناً أو فنجانين ويهز الفنجان دلالة على الإكتفاء ، فإذا أكتفى الضيف بفنجان واحد ، اشار ذلك إلى أن صاحب البيت متميز بين الرجال ، إذا شرب الفنجان الثاني فهو يشير إلى أنه ضيف في الأول وأنه حصل على الكيف في الثاني ، ومن العار أن يشرب من يد المضيف الفنجان الثالث لأن ذلك يشير إلى أنه نزله منزلة المرأة ـ فمعنى الفنجان الثالث إستعمال السيف ، فكأنه يقول له أنه مستعد لدفاع عنه .
أما إذا قدمت القهوة صاحبة البيت - وكثيراً ماتفعل ذلك في غياب زوجها الشيخ ، لعدم وجود الخدم عندها ، فيشرب الضيف فنجاناً واحداً ، دلالة على أن هذه السيدة مفردة في كل مزاياها ، أو يجب عليه أن يشرب ثلاثة فناجين بمعنى أنه : - نال اكرام الضيف ، وحصل على ما يقيم الرأس من كيف ، والثالث يدل على أنه مستعد أن يستعمل سيفه لحمايتها .
أما إذا أكتفى بالفنجان الثاني فهو قد اهان السيدة ، لأنه يدل على أنه نال حق الضيافه وزاد عليه الكيف الذي يدل على أن السيدة بذلت نفسها له .
وهذا امر في غاية الشناعة والخطورة ! ..
من آداب القهوة قرع الفنجاج بمصب الإبريق تنبيهاً للضيف أنه هو المعني بفنجان القهوة . وخوفاً من أن تسقط نقاط من القهوة تلوث ملابس الضيف ، وقد كانت آداب القهوة في تقديمها ، تقضي على مقدمها أن يمسك الإبريق ( الدَّلَّة ) باليد اليمنى و يقدم الفنجاج باليد اليسرى .
ولكن بعدأن شرف البلاد المغفور له جلالة الملك عبدالله الأول . جرت العادة أن يمسك مقدم القهوة ( الدَّلَّة ) - إبريق القهوة - باليد اليسرى ، ويقدم الفنجاج باليمنى ، فأصبحت عادة من سنة 1922 أي من ستين سنة وفلسفة هذا أن اليد اليمنى أكرم من اليد اليسرى ، وبها يقدم ما يكرم به الضيف .
كتاب : معلمة التراث الأردني
لـ : روكس بن زائد العزيزي
الجزء الثاني الصفحات ( 351-352 )
---------------
معاني فناجيل ( فناجين ) القهوة الأردنية
* فالفنجـال الأول ( الهـيف ) :
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد
القهـوة لضيوفه …
وقديما كانت هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن
تكون القهوة مسمومة …
* الفنجـال الثاني ( الضـيف ) :
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة ، وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية …
وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه ، فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس
* الفنجـال الثالث ( الكـيف ) :
وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف ، وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف ،إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب
* الفنجـال الرابـع ( السـيف ) :
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف ، وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة ، إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ، ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف ، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل ( أعداء للضيف ) فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني
مابين الضيف والمضيف ، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه ، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص … أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي
صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم …
بقي أن نذكر أن هناك :-
فنجـال ( الفارس )
حيث يكون هناك من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة يجمع
شباب القبيلة وفرسانها ويصب المزيد
مواقع النشر (المفضلة)