ويستمر المطرمنذ أن شاهدها لأول مرة أيقن بأنها هي حبيبته ، أول ما شده إلى عالمها كان عيناها ، كان تائهاً في بحور الدهشة لأنهما منارتان من عسلٍ ونور ، ومع ابتسامتها الخفيفة بدأ قلبه تعلم الرقص السريع ، ومثل ملاك طاهر زرعت في قلبه جورية كتب على كل ورقة من ورقاتها حروف اسمها الذي لم يمكن بعد قد عرفه ....
تلك الثواني التي امضاها على الشباك في منزل صديقه أصبحت هاجسه الدائم وتلك النظرة رسخت في قلبه إلى الابد ، شعر بها مميزه جداً ، شعر بها حبيبته بل أيقن أنها حبيبته ، كان واجبه تجاه قلبه أن يحبها لأنه ما رقص إلا عندما شاهدها ، سيطرت عليه تلك الثواني أو بالأحرى عيناها إلى الابد .
بعد فتره قصيرة جداً شاء القدر أن ينقذ هذا القلب ، اصبح له متسع في منزل صديقه ، لم يتردد في الرحيل الى هناك ، وطبعاً اختار الغرفة الأقرب إلى بيتها لتكو غرفته وكم فرح عندما شاهد تلك العيون مره ثانية وثالثه ورابعه ... ولكن بقيت في القلب غصة ، كان يريدها أن تراه وهو قادم يحمل امتعته يريد الرحيل ليعيش بقربها ولكن لم تكن تعلم بوجوده على هذا الكون على الأغلب .
مرت حوالي ثمانية شهر عاش فيها ممزقاً حائراً مشتاقاً معذباً حزيناً سعيداً .. نعم هكذا كان فقد كان ممزقاً لأنه قريبٌ منها جداً حوالي خمسة أمتار بين بيته وبيتها لكنها لا تعلم بوجوده ، لا تعلم بأنه يحبها ، لا تعلم بأنه يحلم بأن يعرف اسمها ، كان يناديها حبيبتي أو أميرتي .. فقد أصبحت أميرته وملكته وقديسته ومولاته وحياته وعامله ودنياه وولادته ومماته منذ أن عرفها .
كان حائراً فكيف يخبرها أنه هنا ، كيف يجعلها تنتبه له ، كان يعيش على النظر عليها فكل ما يتمناه في يومه أن يرى عينيها ولو لثانيتين ، كان دائم الشوق لها فعندما يدخل المنزل أول شيء يفعله أن يلقي نظره على بيتها وقبل أن يغادرة كان يبحث عنها لعلها في الساحه الصغيره أمام بيتها أو لعلها على شباكها ، هل تدركون كيف هو الادمان فقد أدمن على التفكير بها وبعينيها ، كان لا يجد طريقة للصراخ أنا هنا أفضل من الأغاني .. كان صوتها مرتفعاً ومزعجاً للكثير إن لم يكن كل الجيران ... ولكن هل أزعجها .. هل أعجبها .. هل عرفت أنه هنا في هذا المنزل هناك بشر .. نحن هنا وطيفك هنا وأنت هناك وقلبي هناك وروحي هناك .. معادلة خاسره .. ربما ... ولكن ليش بالنسبة له فقد كان سعيداً جداً كون قلبه وروحه معها ، كان سعيداً بعذابه لأنه متعلقٌ بها فقد أحب كل شيء متعلقٌ بها ، بدأ يعشق السهر مع طيفها .. لكن صداقته مع الليل لم تمنع الأخير من رسم دائرتين صغيرتين حول عيني هذا العاشق المتيم الغريب المنفي ربما ليعرف الناس أنه والليل أصدقاء .
ثماني شهور وهو يفكر بها طوال الليل وطوال النهار ، عندما ينام كانت هناك في أحلامه وعندما يستيقظ كان طيفها أمامه ، بدأ يزعج الجيران أكثر وأكثر بصوت الأغان لكن ما همه إلا أن تعرف أنه هنا وأن تحس بأنه مهتم بها ، ربما إلى ذلك الوقت لم تكن قد شاهدته إلا لمرة واحدة عندما كان واقفاً على الشباك يتحدث مع ابن الجيران ... نظرت اليه وكأن نظرتها صاروخ موجه فجره ازداد تعلقه بها وجنونه بعينيها ، أينما ينظر يشاهدها فقد كانت معه في كل مكان الشارع البيت المحاضرات سهراته مع أصدقائه ، وأحس بعض أصدقائه به يتغير ولم يخبر أحداً بالذي كان يحصل معه ، بالذي كان يعانيه إلا أنا وصديق أخر لا زلت أذكر كيف كانت تلك الكلماة قويه ضعيفة مليئه بالمشاعر وغامضة عندما أخبرني بها قالها لي دون أي مقدمات لقد أحببت ....؟؟؟؟!!!!
كانت الشمس قد وقعت عند الفجر على دفاتر التاريخ بأخلام القدر أن اليوم هو الاثنين 9-9-2003 ، وجاء هو من بعيد من مدينته التي لم تصلها حبيبته في يوم من الأيام ولكنها كانت معه هناك في غيابه عنها ، وصل إلى جامعته وكان قد اتفق مع بعض زملائه وزميلاته أن يلتقوا هاك ليأخذو علاماتهم ويجلسوا سويا ويتحادثوا ويتلطعوا على أخبار بعضهم ، كان أهم خبر عند صديقي أنه مشتاق لعينيها ولكنه طبعاً لم يخبرهم بذلك ، كانت الشوارع والمقاعد في الجامعه خاليه وهذا الهدوء في كل مكان ذكره من جديد بهدوء وجنون عينيها ، انطلق طلاب الهندسة كلٌ إلى بيته ، في الحقيقة لم يتبقى له شيء في هذه المدينة سوى عينيها ... سار نحو بيته القريب من بيتها أحس بأنه يقترب من قلبه الذي أهداها إياه منذ زمنٍ بعيد ، لعن القدر أيعقل أنه لا يعرف اسمها .. كان صاحبنا هذا شاعراً وقد أنجز منذ أيام قليله أول ديوان له .. أهداها فيه الكثير من القصائد ، وكم تمنى أن يعرف اسمها ليضعه على الإهداء وما وجد حلاً إلا أن يكتب (( إلى جورية أحس بها تحاول أن تصرخ أنا هنا )) نعم فقد زرعها جورية في قلبه منذ البداية ، أقترب أكثر من البيت بعد غيابٍ طال على الأقل بالنسبة له ، أحس بخطاه تسرع والطريق يسرع والغيوم في السماء تسرع وقلبه يناديه أن يسرع ، دخل منزله لم يكترث لتضاريسه فقد كان كل شيء كما تركه .. قطع الاثاث مبعثرة في كل مكان ، اوراق هنا وهناك ، أشرطة الكاسيت في كل زاوية ، شده شيء واحد شباكها ، لم تكن هناك .
دخل المطبخ فأخرج من كيس الفحم بضع قطع ووضعها على الغاز ، نظر إلى الشعلة وأدرك أنه يشتعل من الشوق مثلها ، تناول المعسل وحضن أرجيلته كانت الأرجيله تذكره بها ثم أعترف لنفسه أن كل شيء في هذا الكون يذكره بها فهي وحدها في كونه .
كان الدخان وهو منطلق من فمه يحمل عنده الكثير من المعاني والأمور ، كان يحس به راية بيضاء يرفعها من هنا من بيته لتكون دليل استسلامٍ وعشق وهيام ، وكان يكتب بهذا الدخان عبارات الحب والشوق ، وكان يكتب به اسمها مع أنه لم يكن يعرفه ، ان يحس بحبه معجزه ، وفجأه ظهرت مثل أميره خيالية تعيش في حكايات ألف ليله وليله ، كانت في الحديقة وبداء يلوح هو بالراية البيضاء فيخرج دخانه غاضباً مشتاقاً عنيفاً و مستسلماً ، كان يمكنها أن تشاهده حيث أنه يجلس على كرسيه أمام الشباك وكان الشباك واسع جداً ومفتوح ... نسي العالم وركز بعينيها ثم لمح في عينها حزن فأنطلقت في داخله ثورة استعداداً للحرب ، سوف أمزق من أغضبها ، أدرك أنه مجنون وعاد إلى عيناها ، مع كل هذا الحزن لا تزالان مثل نجمتين وحيدتين في السماء في ليله ليس فيها قمر ، كان الصمت يسيطر على العالم وفجأه نشر في السماء مشاعره مع الدخان ومع كلمات الأغنيه التي اطلقها بأعلى صوت ، أحست أنه يعنيها وكانت البداية ، بداية معرفتها أنه يهتم بها ، أعاد الأغنية وأعادها وهي تنظر بن الحين والأخر إليه ، كان يحاول أن يعرف بماذا تفكر ، كان يرغب أن ينظر في عيونها أكثر ليعرف ماذا تريد أن تقول لكنها كانت لا تنظر إلا لثواني قليلة ، لم يستطع فيها ترجمت ما تقوله ، وغابت مع غيابها الشمس وجلس وحيداً من جديد لكنه أحس بأن الليل سيكون مميزاً مثل عينيها .
جاء الليل وهو يضرب المسجل بأشرطة الكاسيت فينتشر الصراخ في كل مكان ، أقترب منتصف الليل وانتبه إلى أن الاضواء في بيتها تختفي ، وطبعاً كان هو منذ المغيب أطفىء أنواره ، ربما لأن طيفها يحب العتمة ، وقف إلى الشباك شاهدها وشاهدته وبدأ المشوار رائعاً مقدساً عنيفاً مجنوناً مستمراً مثل عينيها ، وبدأت تستكشف هي عالم صديقي فاكتشفت أنها وحدها هناك .. ها قد عرفت أنه هنا ، وعرف اسمها وعرفت أنه يحبها وكلمها في تلك الليله على الهاتف ,, أحبته نعم أحبته وبدأ يجن بها أكثر وأكثر ، كل ثانية تمر يكون اسمها يرقص في داخله على دقات قلبه ، عيناها مرسومتان أمامه أينما ينظر ، أهداها كل قصائده كان يرغب بأن يوقف كل شخص في الشارعليخبره أنه يحبها ، لم يرضى صاحبي أن يخبرني عن تفاصيل القصه فقد كان يريدها أن تبقى له ولها وحدهما ، منذ ذلك الوقت ازداد غموض صديقي ، والآن كل ما أعرفه أنه يحبها ويعشقها حتى الجنون ، مدمن على التفكير بها ، يقرأ الرسائل التي ارسلتها له ليل ونهار ، يلبس في يده سوار أهدته له ،ويضع مفاتيحه في مدالية منها ، ووضع ورودها حوله ، ويسمع دائماً الأغاني التي اهدوها لبعض ، ويتذكر دائما تلك النظرة وهي تمسك دفتره لتكتب له عليه بعض العبارات ، يتذكر كل ما قالته ، كل ما فعلته .
أعرف أيضاً أنها تحبه ، تحبه جداً وترسل له أشواقها كل يوم ربما على الهاتف ، أو من شباكها أو مع العصافير والورود والأغاني ، أعرف أنه يغار عليها وتغار عليه ، أعرف أنهما مجانين ، وأعرف أنهما رائعان وهما معاً ، وأعرف أنه كان جاداً عندما كتب على دفتره ( سأقتل الريح لو داعبتك وسأطفي الشمس لو أزعجتك ) .
وقبل أن يغادرني صديقي لمحت في عينيه خوفاًُ شديداً أن يأتي يوم لا يراها أو يسمع صوتها ، أن يأتي يوم ويفترقا ، ولكني علمت من نظرات عيونه أنه مهما حصل ستبقى حبيبته إلى الابد وسيبقى حبيبها إلى الابد ، إنهما روحان تعانقا حتى امتزجا ـ وهما سنونو وسنونوه لا يأبهان بالحياة وبقوانينها .
خرج صديقي وأحسست بطيفها يسبقه إلى الباب وأخرجت أنا قلمي من غمده وخططت هذه الاوراق وأنا اتذكر ما كتبته يوماً لها (( عندما تثور براكين الشوق في داخلي ولا أجدك ، سأحرق عالمي فلعلي أراك في احتراقي )) ...
25-10-2003
دعاء في عيد الحب
تعبت وأنا أحاول أن أعرف..لماذا؟؟ في عينيه الآن أحس بملايين الأشباح ..هي أشباح الدموع ..احسها تريد أن تنطلق لتغرق العالم..وهو لا يزال مكابراً ويحاول أن يخفيها عني.. مجنون صديقي هذا...مجنون بعينيها حد الاحتراق..كانت الدموع تتلألأ بعينيه مع كلمات الأغنية..."نسيني الدنيا"..جلسنا هنا وحدنا ..أنا وهو فقط هكذا ظننت..ثم ما أسرع ما أدركت وجودها معنا.. كان طيفها يجلس بجانبه ..تضع يدها على شعره وتداعبه برقة ملاك ..كنت لأول مرة أشاهدها ..حقاً ما أجمل عينيها..
اجتمعنا هنا ثلاثتنا أنا وصديقي وطيفها ..بأمر القدر ..كان الطقس بارداً جداً وكانت المدفأة الوحيدة في منزلي معطلة..نظرت في عينيه من جديد ولمحتها هناك مثل ملاك أضاع طريقه إلى الجنة..لمحتها أنثى معجونة من طين الجنة ..ومن ملايين الورود البرية النادرة..ومن قصب السكر..عيونها من جديد سرقتني ..أقسم أني شاهدتها في عينيه وكأنها مريم بعثت من جديد..تتوضىء من دموعه لتصلي هناك معه ..في محراب الهوى القديم الذي لا يدخله إلا القديسين..
كان المنظر مؤثراً جداً من خلف الدموع المتلألئة في عيون صديقي ..وبصوتٍ مبحوح بدأ يتكلم.. (منذ أن شاهدتها لأول مره عرفت أنها حبيبتي ..أحسست أنها الأنثى الوحيدة التي خلقها الله وأن باقي نساء الكون ما هن بنساء..كان كل شيءٍ فيها مميزاً ..عيناها ذئبان جائعان أو حتى..منارتين من كبرياء ..وضعت في بحور الحب الأسود وصرت أبحث عن عينيها ليل نهار لكي ترشدني إلى اليابسة..شاهدتها والأمتار القليلة التي بيننا لم تمنعني من أن أرى ابتسامتها التي مزقتني من الدهشة.. أين أنا؟؟؟ هل جاء يوم الحساب ودخلت أنا الجنة ؟؟وهذا الدليل أمامي ..هاهي حورية من الحور العين أمامي..ولكن هذا الدليل كان غامضاً كغموض عينيها..تلك الثواني التي عشتها دون أن تعلم بوجودي حولها أصبحت هاجسي الدائم..)
أحسسته بحاجة إلى الراحة .. وأنا أعلم أن لا شيء يريحه سوى النظر في عينيها بصمت..أعذرني يا صديقي ليتني أستطيع أن أحضرها هنا لثانيتين فقط حتى ترتاح..ليتني أستطيع أن ألقاها حتى أخبرها عن حالك عن ما تعانيه..ليتني أستطيع أن أخبرها كم تحبها وكم تحملت لأجلها..كانت تضاريس الغرفة في منزلي حزينة ..والريح في الخارج تئن من الحزن..حتى الأمطار كانت دقاتها على الشباك تعزف ألحاناً حزينة ..أقسم أني أكاد أجن ..كانت الغرفة معتمة تقريباً إلا من ضوء خافت تسلل من الغرفه المجاورة وضوء يشتد من ثلاث جمرات يتربعن على عرش الأرجيلة كلما أخذت منها نفساً ..وفي ظل هذه العتمة نظرت إلى صديقي فأحسست به مثل طفلٍ صغير أخذوا كل ألعابه وقتلوا أمه أمامه ومنعوه من البكاء..رسخت صورت صديقي الحزينة في عقلي إلى الأبد..تمنيت حقاً أني ما عشت إلى هذا اليوم الذي أراه فيه هكذا..تابع والغصة في صوته ذبحتني من الوريد إلى الوريد..تابع وأنا لا أزال أحاول أن أستوعب أن مدينة الحزن التي تجثوا أمامي ليست سوى صديقي أحمد..تابع وأنا لا أزال أذكر ما قلته له يوماً فأحسست بكلامي يحفره..(قمة الحزن أن تعشق من ليس لك)تذكرت رائحة عينيه حينها واقسم أني ما ندمت على شيء قلته أو فعلته كما ندمت على قولي هذا...تابع والدخان يحيط به وكأنه يريد أن يمنعني من أن أرى عينيه...
(لعب بي القدر من جديد وتعارفنا عن طريق صديقتها في الجامعة ..كان الصيف ينتشر حولنا وملايين الفراشات تحوم حولنا وللأسف لا أحد يرى هذه الفراشات غيري..كانت ولا زالت وستبقى أميرة قلبي وملكته..والسبب الوحيد الذي أعيش لأجله..هي ببساطه تمتد في كلماتي حد السذاجة ..قضيتي التي لا بد أن أربح فيها..أحسست بها ونحن نتعارف مثل أميرات ألف ليله وليله..أحسست بها عالمي..بل أيقنت أنها عالمي..مرت الأيام بسرعة..وصارت صديقتي الأقرب ..ولكن ليتها عرفت أنها حبيبتي ...القدر يمزقني من جديد..ماذا أفعل هل أصرخ بوجهها أحبك..أم هل أهديها وردة ..لا أريد أن أخسرها..لا أريد..أحسست بنفسي أعيش على الفتات الذي عنى لي الكثير..على نظرة أو ابتسامة..لا أريد أن أخسرها..)
تناول كأس الماء من أمامه وشرب..أحسست بطيفها يشرب من نفس الكأس معه..كان الليل حزيناً جداً وأكاد أقسم أن هذه الأمطار ليست سوى دموع الليل ..الكل متضامن معه..لماذا؟؟حتى رائحة المعسل بدت حزينة..غريبٌ جداً أمر صديقي..نظر إلى الخارج وأحسست بصوت الريح يشحنه من جديد وتابع بعد أن نظر إلى هاتفه الذي يرن..كانت أمه..لم يجب..وتابع الحديث ورائحة الحزن تنتشر من كلامه بحياء عروسٍ ليلة زفافها..(أشد ما يذبحني عندما نجلس أنا وهي وحدنا وأبدأ بالحديث عن حبيبتي التي سرقتني من العالم ..من أهلي ومن أصدقائي..التي أرغمتني أن أصبح كالخفاش.. الليل عالمي.. والتي منحت الليل السلطة حتى يرسم حول عيني بسيفه الأسود هالتان من السواد..ربما ليعلم الناس أني والليل أصدقاء أو لتخبراني بأن أيامي هكذا بعيداً عنها سوداء..كنت أخبرها عن حبيبتي وكيف أحبها الكثير الكثير..ولكن كان دوماً هناك السؤال الصامت الباكي ؟؟هل عرفت أنها هي حبيبتي...كنا نجلس سوياً وأتمزق أتمزق عندما تلتقي عيوننا وأنا أحس بقلبي سيفضحني ..حبك هو فضيحتي الجميلة.. ولا أستطيع أن أخبرك أني أحبك كما لم يعشق أحد غيري ..كنت أقلب كل كلمه تقولها ..أحفظها..أرددها...رغماً عني..كنت أجلس لساعات وأنا أحلل كل كلمه تقولها كل ابتسامه كل حركه..أصبحت عالمي الصغير الكبير..)
هاتفه يرن من جديد..رسالة من أمه ترجوه أن يعود إلى البيت جده في حال خطرة..قرأها واختفت ملامح وجهه مرة واحدة بدون عون دخان الأرجيله ..ماذا يفعل ..لقد ترك اليوم المنزل بعد مشادة كلامية عنيفة مع أهله..لم يفقد يوماً أعصابه هكذا مع أهله..ربما لأنهم حاولوا التدخل في قضيته المقدسة..في قضيته التي لا بد أن يربح فيها ..كان السؤال لماذا..لماذا هذا التغير في حياتك..لماذا هذا السهر وحيداً حزيناً حتى الصباح..لماذا نسيت أن لك عائلة حولك تحضنك وتساعدك وتحتاجك..لماذا هذه الألحان الحزينة التي تتسلل من غرفتك إلى مسامعنا جميعاً..تراكمت الأسئلة والأجوبة كلها تتلخص في أربع حروف..حروف اسمها المحفورة على جدران قلبه جميعها ..يغسلها ليل نهار بماء القلب..ثار كما لم يثر من قبل ..أحس بهم لثواني أعدائه..الصراخ في كل مكان..قال لهم ما لم يقله يوماً..كل هذا لأنهم حاولوا من بعيد الاقتراب من قضيته المقدسة..وخرج من المنزل يحس بأنه شحن بطاقة غريبة..من أين جاءت هذه الطاقة التي مكنته من الرد العنيف هكذا..ما هو مصدر الطاقة التي غمرته لحظة الذروة في النقاش العقيم الذي حصل..ثم تذكر أنه شاهد عينيها تبتسمان من خلف وجه أبوه الغاضب..كانت عينيها مصدر طاقته..سار في الشارع وأحس بطيفها يمشي معه..أتصل بي وتلاقينا على وجه السرعة ..ثم جاء القرار بأن نأتي إلى عمان إلى بيتي هنا حتى نكون وحدنا..وحتى لا يعود إلى البيت..ذهبنا إلى منزلي وأخذت بعض الأمور المهمة وانطلقنا..كان الظلام يخفي وجوه المارة في الشوارع وكان الليل يصر أن يجلدنا بالأمطار الغزيرة..طلب أحمد من سائق السيارة أغنية معينة..ومع كلمات الأغنية غاب عني وأصبح في عالم آخر..أصبح في عالمها..(نسيني الدنيا) حقاً نسي الدنيا وذاب مع كلمات الأغنية حتى تلاشى ..اتصل بها فور وصولنا ..وكم تمزق عندما لم تجب..(أنا بحاجة إليها) قالها بترددٍ حيرني..
عادت بي الذاكرة إلى قبل أيام عندما أخبرني أنه تعب من حاله هكذا..لا بد أن يصارحها بحبه العظيم..لا بد أن يخبرها أن حبيبته التي كان دوماً يخبرها عنها ..ليست إلا هي...كان صديقي رومانسياً من الطراز القديم..وكأنه جميل بثينة أو حتى قيس بن الملوح لا فرق بينهم إلا انه لا يكتب الشعر..وأقسم لو أن ملكة الشعر عنده لكان ملئ الدنيا بالقصائد وكان كتب ما لم تسعه الكتب ..كانت مشاعره متفجرة كأنهار عنيفة..كانت مشاعره بسيطة إلى حد التعقيد..وكانت مشاعره أكيدة إلى حد التردد..قالها يوماً لي وطيفها بجانبه يصغي ..(إن أكثر شيءٍ متأكد منه في هذا الوجود هو أني أحبها..)
قاطع أفكاري صوت هاتفه من جديد يرن..نظر إلى الرقم بلهفة وكأنه يتوقع أن تكون هي المتصل..وضع الهاتف بعدما بان أنه يفضل عدم الإجابة ..قبل أن نصل إلى البيت كان قد نوى أن يلقاها غداً..قال(لقد تعبت حقاً سأخبرها غدا ..أنا بحاجة إليها لتكون معي أكثر من أي وقت مضى..سألقاها غداً...)
بدأت أم كلثوم تضيف إلى سهرتنا نكهة جديدة..انتشرت كلمات الأغنية كمسامير من ذهب تنغرس في معصم أحمد..لثواني تخيلته المسيح وهو مصلوب..(أغداً ألقاك) ..كان الليل طويلاً جداً على أحمد وكنت أنا ورفيقتي (الأرجيله) نحاول التخفيف عنه ما استطعنا..
جاء الصباح ماطراً حزيناً متردداً..وأتصل بها ..كان يختنق ينتظر علها ترد..جاء الرد سريعاً قاتلاً...لم ترد,تابع المحاولة مره ومره ومره..كان الانتظار قاتلاً..يرن هاتفه فجأة وبلهفة شديدة ينظر إلى الرقم..أبوه.. فضل عدم الإجابة..حاول مره جديدة وفجأة كان هناك صوتٌ على الجهة الأخرىصوتٌ فيه شئ من الفضة..أو من النبيذ الفاخر..صوت يغمرك كصوت نبي ..صوتٌ يذكرك بالمستحيل..يذكرك بعظمة الله..
لثواني استغرب أحمد وتجمد وكأنه توقع أن لا ترد..وبدأ الحديث ..أخبرها أنه ترك المنزل وأنه بعمان...ثم سألها إن كانت تستطيع الخروج اليوم ليلقاها..كانت كل خليه في جسمه ترجوها أن توافق..وكان الجواب يتضمن أن الثلوج تتساقط في الخارج ومن الصعب الخروج..أحسست بأحمد قد كُسر..بعد دقيقه انتهت المكالمة ..لملم أحمد ما تبقى منه وغادرنا..عُدنا إلى أربد..كان هاتف أحمد لا يهدأ ..كل دقيقه رسالة من أهله أو اتصال لا يجيب عليه..كانت جميع الرسائل تحوي نفس المضمون..أحمد عُد إلينا...سهرنا حتى الصباح من جديد في منزلي في اربد وهو يخبرني عنها وعن حبه المجنون..ماذا أفعل يا صديقي لأساعدك..فكرت أن أمسك هاتفه وهو يتكلم عنها..وأطلب رقمها ..وأضع الهاتف بجانبه دون أن ينتبه..وأتركها تسمع كل كلمه يقولها عنها..وأترك للقدر أن يقرر ما بعد ذلك...لكني أحسست بنفسي أخون صديقي..فتراجعت عن الفكرة..
عيد الحب بعد يومين...كم من الرائع أن تعرف أنه يحبها..ولكن كيف؟؟؟,جاء يومٌ جديد والأفكار تقتلني مثلما تقتل صديقي..لا بد أن يوضع حدٌ لعذاب صديقي الغير منقطع..ليتها تعرف كم يحبها ..ليتها تعرف أنه عندما يدخل إلى امتحان تجلس إلى جانبه..وتضع هي جميع الأجوبة كما تريد..كانت الإجابة نفسها دائماً..أول حرف من اسمها...ليتها عرفت أنه ما أحب أسمه أحمد..إلا لأنه حوى بين حروفه بمشيئة القدر ثلاث حروف من اسمها ..قررنا الخروج من المنزل رغم الثلج الذي غطى المدينة ..كان منظر الثلج جميلاً وهادئاً..وهذا الجمال والهدوء ذكر أحمد من جديد بهدوء وجنون عينيها..ذهبنا إلى أحد المقاهي..طبعاً اختار أحمد الطاولة التي كانا يجلسان عليها هو وهي..
بعث إليها برسالة يخبرها أين يجلس..ولكن الصمت القاهر مزق أحمد..لم ترد على الرسالة..جلسنا وطلب مني أن لا أجلس مكانها..كأنه يريد أن يبقيه لطيفها.. جاءته رسالة ولم تكن ما ننتظر..كانت أمه تخبره بأن حال جده خطيرة جداً وعليه العودة الآن إلى المنزل..غادر أحمد و قررت وقتها أن أتدخل لأنقذ صديقي من عذابه..قررت أن أكتب هذه الحروف إليها دون أن يعلم أحمد..قررت أن أبوح بوحي المجنون هذا إليها..وأنا الآن أكتب أقسم أني كنت صادقاً في كل حرف كتبته وأن كل ما فعلته هو ترجمة أحاسيس أحمد وتصرفاته وكلماته إلى عباراتٍ مقدسة تقتل كل من لا يصدقها..وحقاً لولا إحساسي بصدق كل كلمة ما خرجت.. ولا زلت لا أعرف كيف سأوصلها لها دون أن يعلم أحمد..أكتب الآن وأنا أتذكر ما قاله أحمد...هي قضيتي التي لا بد أن أربح بها..قررت أن تكون هذه هديتي في عيد الحب إلى صديقي أحمد الذي ستصله نسخه من هذه الرسالة بعدما تصلك رسالتك..ولا زلت لا أعلم كيف؟؟
أعذريني آنستي إن تجرأت أو أخطأت..ولكن من الخطأ فعلاً ترك الأمور على ما هي عليه ..وهاجت في داخلي زوبعة عظيمة تتضمن نظرية الخيانة العظمى لصديقي أحمد إذا لم أخبره بما نويت أن أعمل..فبعثت له هذه الحروف قبل أن تصلك رغماً عني.. ومهما كان ردك آنستي أتوقع أن مشاعر كهذه جديرة بالاحترام وخصوصاً من إنسان تعرفينه جيداً..ولتعذرني أنت يا أحمد ...فحقاً لا أريد إلا أن أريحك..حتى أرتاح أنا..آهٍ لو تعلمين ماذا أخبرني أحمد كيف أنه يريد أخبارك بحبه..بأربع كلماتٍ بسيطة تختصر كل ما كتبت أنا, سأترك لها نهاية الرسالة..(بحبك..لا تحكي لا)
3,54 صباحاً
14-2-2005
زاويـــة رائــعة ... وكلماتــك هي الاروع
كلمــات لا يقف ورائها الا كاتب مبدع ... وانسان مرهف بالمشاعر
حسان ... اهنئك على هذا القلم الذي خط هذه الحروف المميزة ...
راقت لي بشدة ... وسأتابعها بشغف
لـــك ودي ^_^
وهل لي بروحك اسكنها للأبد ..!
18-2-2013م
شمس هي خربشات معتقة بعطر الماضي ورائحة المطر وصوت دقات قلوبنا تنتفض مع الاحرف والزمن
هي خربشات باخطائها اللغوية والنحوية والادبية - كما هي ادرجها -
شمس مرورك هو الاروع .. أتمنى متابعتك دائما
ذات مطر..اكتشفتُ أنكِ المطر
بكرمه وسخائه..
بمزاجيته..ورائحة هوائه..
ببروده.. برعوده..وجمال سمائه
في انهماره الجميل علينا في عمر لحظه..
في جبروته عندما يرغمنا بتعذيب انفسنا باستمتاع..تحت حباته
ذات مطر.. اكتشفتُ أنكِ اقرب إلى الثلج من المطر..
من جموده..اخذتي مشاعرك
ومن لونه..زينتي خصال شعري
لديك ساديه الثلج في قتل الاشياء الصغيرة ..ببرودة كبيرة.. وعلى مهل..
فقتلني يومها ..ببرود عينيكِ
ومن الصقيع الراسي على كفيكِ..
ذات مطر تأكدتُ انك الخريف بذاته.. اكتشافي هذا كان فقط نتيجه التطابق المذهل بين ابتسامتك والخريف..
أنتِ الخريفُ إذن..
تخلعين زينتكِ على عجل..كما يخلعُ الخريف اوراق الشجر..
وزينتكِ للاسف ليست أساور واطواق.. زينتك قلوبٌ
حطمتها وتلذذتي بذلك.. لتصنعي منها احمر للشفاه..أو مسحوقاً سحرياً لازالة تجاعيدك البغيضه..
أن تسقط من الشجره عندما ينتهي دورك..إنه لشعورٌ مؤلم..
كرهتكِ من يومها... ولكن بشيءٍ من الحب الذي لم استطع تفسيره..
كرهتك... وقررتُ الانتقام..
ذات مطر..جاء الربيع..
وتعلمتُ أن البكاء مع المطر لا يُجدي
وأن العلاقات التي يحكمها مزاج المطر..لا تستمر
وأن اصحاب القلوب الجامده لا يستحقون الاحترام
وأن هناك اشجار لا تسقط أوراقها..حتى في الخريف
أن اقتلكِ بشيءٍ من المنطق يحكمه الجنون..أن اجرب عليكِ اسلحتكِ في قتل من نحب.. أن أمارس معكِ ومع بقايا قصة لم تعد تعنيني جميع صلاحيات الحب وإمكاناته في التدمير.. أمر سيطر علي فجأة.. استيقظ الرجل البدائي في داخلي حاملاً رمحه.. وكأنني ذاهبٌ في رحله صيدٍ... لقتلك..
ولكن قبل أن أرمي رمحي تراجعتُ عن قراري السابق..
بل حتى شعرتُ بالغثيان منه.. كرهتُ أن اتوحد معكِ
واستعير طقوسك الهمجية حتى وأنا اغادر.. فقتلتكِ
على طريقتي.. بالصمت فقط..
ذات مطر.. كنتُ مستمتعاً بصوت المطر.. عندما لمحتُ عيناكِ تمطران حزناً وكحلاً..
تفاجئتُ من قسوتي وقتها وأنا اتابع المسير دون اكتراثٍ بوجودك..
حاملاً شمعتي- تحت المطر- وكل ما يشغل بالي لماذا لا نقدر قيمة الأشياء حتى نفقدها...
خرابيش خُطت بقلم لم يعرف يوماً معنى البُعد عن الوطن..
لكلماتك صوت اثر في كيان هذا الصرح وبات ينتظرك شوقاً واملاً ..
..
دمت بخير
خرابيش رائعه كنت بقراها باستمتاع
وفضول لاقرا المزيد ...
نشرة الأخبار
نشرة الأخبار
بلاد العرب بين
رياح التقدم وبراميل الازدهار
فريقُ الجيش – حامل اللقب –
انتصر على تشرين
واستحق الانتصار
سماحه السيد يفتي
التدخين لا يسبب الافطار
وحكومه انجازاتها
منع الرواتب والاستمتاع بالحصار
وصفقه اسلحه قيمتها
مئه الف مليار
ودورة مجانية معها
تعليم بعض الهنود في الجيش
كيف تستخدم الأزرار
وابن الرفيق مريضٌ
وبرقيات التهنئه تصل
من كل الاقطار
وهاتفٌ كمرته تشفُ الاشياء
وسيلقى رواجاً كبيراً
- في الخليج-
هذا الابتكار
وباحثةٌ عربيه تصرح
(( الصن بلوك ))
ضروريٌ جداً في النهار
اعلانٌ
- اغراضٌ نسائيه لا حاجة لذكرها-
ثم نعود للأخبار
**
وزير الخارجية العربي يصرح
تصريحاً ليس عليه غبار
لم نعلم أن القنابل الذكية من عندنا
وسنرسل شيكاً كاعتذار
وبالنسبة للهجوم على لبنان
فأنا اشجب واستنكر باصرار
واعذروني اذا تأخرت
فقد كنت في تل ابيب
ابدل العقار
**
نشرة الاخبار ومذيعة
والاخبار العاجلة
أن لا أخبار
فهل حقاً لم ينتبه العالم
كيف قلبي يحترق بنار
وكيف الشوق يهزني
كنوبة جنون
لم تخلف الا الدمار
وحتى نشرتهم الجوية
تناست أن قلبي
مركز كل الهزات
واساس كل اعصار
قلبي يا عراق المجد
يا بلاد المهاجرين والانصار
قسموك يا نهر الفرات
وقتلو طفلتي في الانبار
وسرقو دموع العين
وخلطوها ببراميل نفطهم
ليرفعو الاسعار
**
غيرت القناة
فهراء المذيعة الجميلة
اصابني بالدوار
واذ بفتاة اجنبية
خبرها العاجل
كشف كل الاكاذيب
وفضح كل الاسرار
اسهم العرب تواصل انخفاضها
فسعر كبيرهم
ربعُ ربعِ دولار
ثم تابعت بلغة فرنسية
مذيعة جميلة يسكنها الوقار
قلب حسان موطن الارهاب
وبلاد كل الاحرار
سينفجر غضبا وطيشا وقهرا
وهذا للجميع آخر انذار
فالعيوم مثقلة فوق غادته
فكيف سنحارب الامطار
تفاجئت حقا يومها
واصابني الانبهار
فأنا لم ادرس الفرنسية يوما
ولا افهم بالفرنسية معنى
صباح الخير يا جار
امسكت هاتفي واتصلت
لكن صوتاً ناعما اجابني
الشبكة مشغولة الرجاء الانتظار
رميت هاتفي وتمتمت يومها
كم أنا مشتاق إليها
وبحاجه إلى اخبار
وسؤال واحد يطاردني
هل حقا يا قلبي
قبل خيانتهم
كنت بحاجة الى اعمار
حسان القضاة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)