إذا سألكم أحدهم : " هل تعرفون أين تذهب الأدوات الالكترونية القديمة الخاصة بكم عند التخلص منها؟ " ، ماذا تتوقعون أن يكون ردكم ؟ اذا أجبتم بـ " نعم " ، فإن تقريري هذا سيكون تذكير لكم بما تعرفونه أو إضافة بسيطة وقيمة إلى معلوماتكم ، أما إذا أجبتم بـ " لا " ، فأرجو أن تستفيدوا بما سأتناوله لكم ضمن تقريري هذا .
محتويات التقرير :
1- مفهوم النفايات الإلكترونية .
2- خطورة النفايات الإلكترونية والأضرار الناتجة عنها .
3- طرق التخلص من النفايات الإلكترونية .
4- الحلول المناسبة .
5- بعض المؤتمرات العامية التي عقدت لحل مشكلة النفايات الإلكترونية .
مفهوم النفايات الإلكترونية ) ( Electronic Waste .
يعلم الكثير معنى النفايات الالكترونية و مدى خطورتها على البيئة ، والمشكلة ان الأخطار الناجمة عن التلوث بـ النفايات الالكترونية ليس لها شكل تقليدي ليتم تشخيصها و معالجتها بسهولة . بل هنالك أخطار جديدة بالكامل على العالم من حيث نوعها وصناعتها وانتشارها .
ومن الأنواع التقليدية لتلوث النفايات الالكترونية هي الاكاسيد الكربونية ذات المحتويات السامة الناجمة عن عوادم الانبعاثات من عمليات الاحتراق الداخلي للمولدات الكهربائية والمركبات على اختلاف الأنظمة والأنواع بل قد يتقدم العالم خطوات في تشخيص ومعالجة أخطار التلوث النووي وما اليها. ولكن ظهر في الفترة الأخيرة نوع جديد وفريد من التلوث أو الخطر المخفي بدأ يشق طريقه ويتمثل في نوع مستجد من أنواع العوادم أو النفايات ألا وهو " النفايات أو المخلفات الالكترونية ".
فما المقصود بـ " النفايات الإلكترونية " ؟ :
النفايات الالكترونية هي النواتج التي تتكون نتيجة استخدام المستهلك للأجهزة الالكترونية وتسمى الالكترونيات المستهلكة وتشمل ( التلفزيونات ، الحاسبات ، أدوات أجهزة الصوت ، كاميرات الفيديو ، الهواتف ، الاستنساخ ، الفاكس ، ألعاب الفيديو ). وهذه الأجهزة تشترك في صفتين تجعلها من النفايات الالكترونية وهي كونها تمتلك أما لوحة الكترونية أو أنبوب الأشعة الكاثودية الذي يحتوي على نسب من الرصاص بمستويات تؤدي إلى زيادة الخواص السمية وبالتالي تنتج نفايات خطرة.
خطورة النفايات الإلكترونية والأضرار الناتجة عنها :
ما هو سبب خطورة هذه النفايات ؟
تعود خطورة النفايات الالكترونية الى تراكم المعادن والبلاستك والمواد الكيمياوية السامة التي تتكون منها الأجهزة الالكترونية كلوحات الدوائر وأنابيب الزجاج والأسلاك والمقاومات والمكثفات وغيرها من الأجزاء الداخلية الدقيقة حيث ان أكثر من 70% من المعادن الثقيلة بما فيها الزئبق ، الكادميوم ، والقصدير التي توجد في مطامر النفايات تأتي من النفايات الالكترونية ، هذه المعادن والمكونات الالكترونية السامة الأخرى تعمل على تلويث المياه الجوفية ، فعند حرق هذه النفايات الشديدة السمية ينتج غاز ثنائي اوكسيد الكربون واكاسيد الحديد والنحاس الثنائية مما يؤدي إلى تلوث الهواء وعند تعرض هذه الغازات إلى الرطوبة والأمطار تتكون الأمطار الحامضية مما يؤدي إلى تلوث المياه والتربة .
وتعد المخلفات أو النفايات الالكترونية اكبر مشكلة تلوث في العالم و ذلك ليس من ناحية الكم و لكن لنوعية مكوناتها السامة المتمثلة في عناصر البريليوم ، الزئبق ، الكادميوم فضلا عن غاز البروم الذي يعد تهديدا للصحة وللبيئة ، وكذلك أثره السلبي على النمو العقلي للأطفال .وبالإضافة إلى ذلك ، فإن هناك خطورة عامة وآثار سلبية أساسية قد لخصها العلماء نتيجة الثورة الصناعية وبالأخص الإلكترونية منها ، وهذه الآثار هي :
1. تردي انتاجية المنتوجات الزراعية .
2. نضوب وانحسار الموارد المائية الصالحة للاستهلاك البشري .
3. تردي المستويات الصحية رغم تقدم القدرات العلمية الطبية .
4. دخول التأثيرات المناخية في مرحلة التهديدات المباشرة الخطرة على الحياة.
أضرار المخلفات الإلكترونية :
من المعروف أن النفايات الالكترونية تحتوي على كميات كبيرة من المكونات السامة الضارة. ونوجز فيما يلي الأضرار والمخاطر التي توجد بشكل كبير في مكونات الأجهزة الالكترونية:-
1- الرصاص: يتركز في الأجهزة الالكترونية على كل من لوحات التحكم والشاشات وبطاريات الحواسيب ولوحات الطابعات وتأثيره خطير ومباشر على الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى والجهاز المناعي في الجسم.
2- الكادميوم: يتركز على مقاومات الشرائح والمكثفات وفي أنابيب أشعة الكاثود ويظهر تأثيره عند ترسبه في الكلى والجهاز البولي .
3- الزئبق (Hg) : يستخدم في المعدات الكهربائية والالكترونية والأجهزة الطبية والهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار وفي شاشات العرض الحديثة والمسطحة ويعمل الزئبق على تحطيم الأعضاء الداخلية وخاصة الدماغ والكلى ويؤثر على الجنين .
4- الكروم (Cr) : تحتوي الأدوات البلاستيكية على عنصر الكروم بحدود 13.8 رطل في الحاسوب أما مخاطره فهو يخترق الخلايا بسهولة ويعمل على تحطيم الحامض النووي ويعد من أكثر العناصر تهديدا للبيئة .
5- البريليوم (Be) : يدخل في مكونات الحاسوب وخاصة في اللوحة ألام والمقابض وان التعرض للبريليوم يؤدي إلى أورام المخ وضعف عضلات الجسم ويعمل على إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة كما ان تعرض العمال له بشكل مستمر ومباشر يؤدي إلى الإصابة بأمراض جلدية مزمنة .
6- الباريوم (Ba) : يستخدم لحماية مستخدمي الحاسبات الآلية من الإشعاعات وان التعرض إليه لفترة قصيرة يؤدي إلى أورام المخ وضعف عضلات الجسم ويعمل على إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة .
7- المواد الكيمياوية المثبطة للهب المعالج بالبروم: ان اللهب البرومي ينتج عند حرق لوحات دوائر الطابعات والأغطية البلاستيكية ولها تأثيرات صحية حيث تؤدي إلى اضطرا بات عصبية وتناسلية و تسبب تلف دماغي في الأجنة البشرية .
8- الأحبار: تحتوي النفايات الالكترونية على حاويات بلاستيكية مليئة بالأحبار الملونة والسوداء وتتكون هذه الأحبار من اخطر العناصر وهو الكربون المسبب الرئيسي لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان.
طرق التخلص من النفايات :
أضحت معدلات النفايات الالكترونية الأسرع والأكثر نموا حيث ان الأسعار الرخيصة لتلك المنتجات جعلت المستهلكين امام واقع مفاده ان استبدال الالكترونيات بات افضل اقتصاديا من تصليحها، وفي المقابل فان انخفاض اسعار تلك الالكترونيات يعني بالضرورة انخفاض مستوى الجودة وبالتالي انحسار مدة صلاحيتها.
في حين دخلت المنتجات الالكترونية في لعبة التخلص من القديم منها عبر الرمي في النفايات في الكثير من البلدان المتقدمة، فان كميات تلك النفايات الالكترونية ازدادت بمعدلات هائلة في حين ما زالت الحلول بعيدة عن حجم وواقع المشلكة. وحتى في الاتحاد الاوروبي الذي يعد الاكثر صرامة في هذا المجال، فان ما يقارب ال75 % من نفاياته الالكترونية تبقى مجهولة المصير. فبالمقارنة مع 8.7 مليون طن من النفايات الالكترونية المنتجة في الاتحاد الاوروبي سنويا، فان 6.6 مليون طن منها لا يعاد تدويرها.
أما في الولايات المتحدة فان التشريعات المختصة بالنفايات الالكترونية قليلة جدا. يعاد تدوير ما يقل عن 20 % فقط من تلك النفايات. تتوزع هذه النسبة على 10 % للحواسيب و14 % للاجهزة التلفاز على نحو مثير للريبة. كما ان الانتقال الحتمي نحو اجهزة التلفاز الرقمية في الولايات المتحدة الاميريكية وغيرها من دول العالم سوف يؤدي الى ازدياد مريب ومخيف للنفايات المكونة من اجهزة التلفاز القديمة.
بالإضافة الى كل ذلك، فان من بين ال 20% من النفايات الالكترونية المجمعة في الولايات المتحدة، ما يتم تصديره الى خارج البلاد.
أما النفايات الإلكترونية التي لم تخضع لعمليات التدوير ( takeback) ، فيتم التخلص منها على الشكل التالي :
• التخزين: في أغلب الاحيان، تخزن الالكترونيات القديمة في اقبية المنازل. ولا يشكل هذا حلا اذ ان يؤخر اليوم الذي يتم فيه عادة التخلص منه بشكل نهائي كما يؤدي الى تقليل من فرص اعادة استخدامها بفعالية.
• طمر النفايات، الحرق: عندما تختلط الالكترونية مع النفايات المنزلية من المرجح دائما ان ينتهي بها الامر في مطامر النفايات او في محارقها. وفي كلتا الحالتين فانها تحدث تلوثا في البيئة.
• إعادة الاستخدام والتصدير: يتم تصدير الكثير من الحواسيب والهواتف القديمة الى البلدان النامية لإعادة استخدامها او اعادة تدويرها. يتم تدوير الجزء الاكبر منها بطريقة غير سليمة في ساحات الخردة مما يؤدي الى حدوث تلوث على نطاق واسع.
الحلول المناسبة :
الحلول المثالية لهذه المشكلة:
1- اصدار قوانين تحد من استيراد الأجهزة الالكترونية المستعملة والرديئة.
2- اصدار قوانين وتشريعات حول كيفية التعامل مع هذه النوع من النفايات كونها خطرة.
3- فرض غرامات رادعة على التجار الذين يقومون باستيراد انواع الاجهزة ذات التأثير الاكثر ضررا على البيئة.
4- العمل على توفير مراكز او مصانع نظامية يتم من خلالها تقليص حجم هذه المخلفات الالكترونية من خلال الاستفادة منها باعادة تدويرها .
5- الاقلال من كميات هذه المخلفات عند التخلص منها بالطمر مع توفير مواقع طمر للنفايات الخطرة.
6- تعليم مستخدمي الاجهزة الالكترونية الطريقة الصحيحة للتعامل مع مخلفاتها .
7- ارسال نفايات بطاريات الهواتف النقالة الى مراكز استلام نظامية خاصة لاعادة تدويرها واستخلاص المعادن منها.
8- الأجزاء المتبقية من الهواتف غير القابلة لاعادة التدوير يتم التخلص منها بطريقة آمنة بيئيا.
9- الإستعانة بأجهزة التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى لإشعار مستخدمي هذه الأجهزة بخطورتها وكيفية التعامل معها بحذر عند الإستغناء عنها او التخلص منها.
بعض المؤتمرات العالمية التي عقدت لمعالجة مشكلة النفايات الإلكترونية :
1- المؤتمر الذي عقد من قبل الفريق العامل المفتوح العضوية التابع لاتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود .
2- المؤتمر العالمي للإتصالت الراديوية لعام 2012 م .
3- المؤتمر العالمي في ( بالي – أندونيسيا ) لمعالجة قضية النفايات الإلكترونية .
4- مؤتمر الكويت لمعالجة النفايات الإلكترونية.
مواقع النشر (المفضلة)