حيث لكل شيء وطن إلا ذكرياتها عائمةٌ في غربة الروح تبحث عن ملجأ يأويها .. يغمس الأمل فيها ..
تربعت على حافة كرسي خشبي فوق خضرة مهمشة الغياب
عادها الفجر ببتلات تداعب جفون نافذتيها
تفتش عن حلم خلف ستارٍ مُورَّدٍ بزرقة تنبع من عيون داهمها الأمل ..
تجول في نظراتها تداعب خصلات شعرها الذهبي
بثغر مبتسم يملؤ الوجود بعبق من نبض الوريد
تطرق ابوابه بصمت
ترى الظلام يلوذ بالفرار بسماء تلطخت بذكريات ليلة منكسرة، جرحت ببقاياها لوحات معتقة
تشف الرؤيا ويتضح البيان ..
تلمح بريقاً بعينيها، فينعطف مسار الرؤى إلى همسات الوجدان المأهولة بك، المهجورة منك
تبحث عن مسافة داخل نبضك ..
ارادت ان ترتاد الكثير من مجاهيلك لتجتاز منطقة العبور نحوك ..
...
تسير .. تطير.. تتوهج من عينيها الرؤى .. تستقر حيث للسحر منابع تجف بهجرك، وتعزف بأسطورة الناي اصداءً صاخبة بأصوات النهار
تقاوم ذاك الحنين ..
بك ارتكبت كل الحماقات ..
بسببك زفرت كل العبرات ..
بهويتك سلكت كل الطرقات ..
هي من وضعت الألوان في صورك الباليات ..
أنت شوهت ملامح النبض بخطوط يديك المتمرسات ..
بها تحيى وبك تموت المعجزات ..
بها تتغنى وبك تُرثى الصالحات ..
...
متبلد المشاعر أنت
فلا تثور ولا تغضب
فقد سطرتك فوق الدفاتر، وشرَّحتك تحت المجاهر
تأمّلتك بدفئ راحتيها، أمطرت عينها قطراتٍ ساخنة
فأنت عقيم المشاعر
متجمد الأحاسيس
هي مأسورة بطيفك بعشق الأوطان
هل حاولت يوماً أن تبادلها الأمان؟ أو تفيض عليها ببعض الحنان؟
هل حاولت يوماً أن تشتري ثمناً للهجران؟ وتمحو بقايا الأحزان ؟
أم حاولت يوماً ان تستر غباءَك بريشة فنان؟
وليس بعجرفة إنسان خوّان
جديرٌ بك أن تحاول ولكن خانك الإتقان
صمتها قد طال .. فاصبحت حاجتها لك في الخيال، وربما تؤولُ الى المحال
...
تتمازج الوجوه، تتوحد .. تختلط .. تنتشر .. تتبدد .. جميعها تقسم على العصيان
أرواح تتقوقع في البقاء تصارع الانعدام والأوهام بحجة البرهان
قلب عليل بين قسوة الألم ورهبة العدم المستهان
تماديت .. انتهزت .. ندمت.. ، لكن بعد فوات الأوان
فلا مسافة بين الغياب والحضور الآن
فاغرب الى عالم الهجر، وربما النسيان
4 تموز 2012
مواقع النشر (المفضلة)