لنضع النقاط على الحروف ..؟؟
ستظل مشكلاتنا تكبر مع الوقت، ما لم يتم مواجهتها والتعامل معها، مهما كلف ذلك من جهد ووقت ومال وتضحيات.
في كل ناحية من زوايا الوطن توجد أزمة؛ تختلف في أهميتها وآثارها وظروفها ومسبباتها.
هل نحن نتحدث عن الصحة أم التعليم أم البنية التحتية، أم أوضاع الشباب والمرأة. ماذا عن الفقر وضعف الوعي والتناقض في رسالة المؤسسات الإعلامية والشرعية، وضعف الحضور الدولي والتهديدات الإقليمية الحقيقية. كل هذه ملفات تحتاج إلى مصارحات مؤلمة.
في الدول المتقدمة توضع القضايا أمام الرأي العام بينة واضحة، وتجتهد الأحزاب لتقديم خططها لكسب صوت الناخب؛ في ممارسة يصفها المستفيدون والمبهورون بأنها ديمقراطية، بينما يسميها مفكرو الغرب ومثقفوه بأنها خدعة كبرى.
ومهما اختلفنا حول هذه الممارسة وهذه المسميات، إلا أنها تنجح في وضع حلول لبعض مشكلات المجتمع وإن برؤية محدودة.
في بلادنا لا نزال نتردد في الخطوة الأولى إلى الأمام، فمنا من يمضي عمره كله ساخطاً يرى الأخطاء دائماً، ومنا من يتكسب بقلمه، ويتفقد كشف حسابه قبل تسويد الورق. والمخلصون تختلط أصواتهم بأصوات الجموع ويضيعون في الزحام!
ونتساءل ما الحل إزاء هذا الجمود الذي يصف المشهد العام وما هو المخرج ..؟؟
ولعل الجواب الشافي هو في الصدع بما هو حق في مسألة الشأن العام، وهو مخاض مؤلم جداً لمن يتصوره بقلبه، على رغم أنه ليس متجها للسياسي بعينه، منتقدا ما جرت به العوائد، بل هو أصعب من ذلك كونه يخاطب الشعب بعامة، مطالبا بتغيير كامل في أنماط الحياة.
ومن دروس فإن الجهود الفردية مهما بلغت في فعاليتها تقف عاجزة عن الوصول للهدف، تعترضها كثير من الحواجز، والمخرج هو في بناء المؤسسات القادرة على توحيد الرأي العام؛ ليكون صوتا واحداً يضغط للتغيير.
لا حل إلا في المؤسسات التي تبنى في عشرات السنين، ومن يستبطئ الثمرة فلن ينالها أحفاده!
مواقع النشر (المفضلة)