كل الشكر لاطيافكم واقلامكم جميعاً .. عطرتم صفحتي بمروركم اصدقائي
لن أحترق بثلوج عينيكِ
ملايين الناس يحترقون بثلوج الماضي ويعيشون خرافة الحب الأول كما قال الشاعر :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم من منزلٍ في الحي يعشقه الفتى ويبقى حنينه لأولِ منزلِ
هذه الخرافة دمرت حياة الكثيرين، فهي جحيم يجب استئصاله ،فالحب أسمى من وطيش الصبا وقصص الطفولة البريئة ،فالحب الحقيقي صعبٌ وصفه وصعبٌ البوحُ به هو أن تضيع في عيني حبيبك وأن تضيع منك الكلمات عند لقاءه ، هو أن تدمن على التفكير به وبكلامه ، هو تلك الرغبة الأكيدة بالتبعثر والتشتت تنتابك عند التفكير بالوداع ، هو ذلك الخوف من المجهول عندما تفكر بمصارحته بحبك ،هو أن تكون مستعداً لعصر نفسك، أفكارك ،أيامك ، وحتى مستقبلك لجعل تلك العيون تبتسم .
أجمل ما في الحب أن تجلس أنت وحبيبك لساعاتٍ من دون كلام ، تنظر إلى عيونه فقط وترسل إليه ملايين الرسائل اللاسلكية التي لا يفهمها إلا من وجهت إليه ، هو وحده فقط القادر على فك شيفره رسائلك والرد عليها ، هو كما ذكر ابن حزم الأندلسي في طوق الحمامة في باب علامات الحب أن تستهين في كل خطب جلل يمنعك عن حبيبك ، وهو كما قال نزار : هو تلك اليد التي تغتالنا ونقبلُ اليد التي تغتالُ
الحب عندي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالعيون ، فعيون حبيبي عالم غامض- وأنا أحب الغموض –وبحورٌ يصعب الغوص فيها وأنا أهوى الغرق هناك ولأجل عيون حبيبي يوماً كتبت:
تلك العيون
علمتني أبجدية العشاق
أغوص في أعماقها
حتى عند الفراق
أدمنت التفكير بها
وبلذة ذلك العناق
وفي خديكِ الموردين
اللذين هما الداء والترياق
صدقيني حبيبتي
فليس من عادتي النفاق
أقومُ الليل كل الليل لعينيكِ
ُكثر ما أنا مشتاق
فالعيون هما بداية الحب ونهايته ، ففي عيون حبيبي يتركز عشقي ويتشتت وفيهما أضيع وهذا الضياع هو الحب نعم هو الحب .
من ذاكره دفاتري 4-8-2003
مواقع النشر (المفضلة)