واليومَ دعنا نتفق
أنا قد تعبت ..
ولم يعُد في القلبِ ما يكفى الجراح
أنفقتُ كلَّ الصبرِ عندكَ.. والتجلُّدَ والتجمُّلَ والسَمَاح
أنا ما تركتُ لمقبلِ الأيامِ شيئًا إذ ظننتكَ آخر التطوافِ في الدنيا
فسرَّحتُ المراكبَ كلها .. وقصصتُ عن قلبي الجناح
أنا لم أعد أقوى وموعدُنا الذي قد كانَ راح
فاردُدْ إليّ بضاعتي ..
بغي انصرافكَ لم يزلْ يُدمى جبينَ تكبُّري زيفًا
يُجرِّعُني المرارةَ والنُّواح
اليومَ دعنا نتفق
لا فرقَ عندكَ أن بقيت وإن مضيت!
لا فرقَ عندكَ أن ضحكنا هكذا - كذبًا -
وإن وحدي بكيت ..!
فأنا تركتُ أحبتي ولديكَ أحبابٌ وبيت
وأنا هجرتُ مدينتي وإليكَ - يا بعضي - أتيت
وأنا اعتزلتُ الناسَ والدنيا
فما أنفقتَ لي من أجلِ أن نبقى ؟
وماذا قد جنيت ؟
وأنا وهبتكَ مُهجتي جهرًا
فهل سرًا نويت ؟
اليومَ دعنا نتفق
دعني أوقِّعُ عنكَ ميثاقَ الرحيل
مُرني بشيءٍ مستحيل
قل لي شروطكَ كلها .. إلاَّ التي فيها قضيت
إن قلتَ أو إن لم تقل
أنا قد مضيت ..!!
لـ روضهّ الحاج
مواقع النشر (المفضلة)