هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ
شعر سليمان المشيني
هذا يومُ الأرضِ يا قُدْسُ .. فَأعْظِمْ فيهِ .. يَوْما
لنْ يَفيهِ الحقَّ ما .. ينثالُ تَبْياناً وَنَظْما
شعْبُنا الجبّار يا مَنْ .. لِذُرى العلْياءِ تُنْمَى
صار يومُ الأرضِ في .. بأسِكَ تاريخاً وَعِلْما
كنتَ في خَوْضِ المنايا .. فارِساً في الرَّوْعِ شَهْما
كي تصونَ الأرضَ .. تُبْقيها وكي تَجْتَثَّ ظُلْما
لمْ تَخَفْ هَوْلاً .. تَقَحَّمْتَ الرّدى طَوْداً أشَمَّا
بالنّضالِ المُسْتَميتِ المُرِّ .. قدْ زَلْزَلْتَ خَصْما
لمْ تَلِنْ مِنْكَ قَناةٌ .. وَأذَقْتَ الغازيْ سُمّا
قدْ تَمَرَّسْتَ بِفَنِّ الحرْبِ .. إقْداماً .. وَحَزْما
ألْفُ مَرْحَى للكفاحِ .. جَبْهةَ الطُّغْيانِ أدْمَى
قُلْ لألْمِرْتَ .. قُوانا .. تَسْحَقُ الصَّخْرَ الأصَمَّا
نحنُ في الميدانِ .. أقْدارٌ .. إذا ما الموتُ حُمَّا
فَبِجالوتٍ هَزَمْنا .. جيشَ هولاكو .. وَعُجْمَا
وَبِحِطّينَ غدا المُحْتَلُّ .. للأسْيافِ طُعْمَا
أرْضُنا .. أشْرَفُ أرْضٍ .. إننا نَدْعوها .. أمّا
كلُّ شِبْرٍ مِنْ ثَراها ... أقْدَسَ الآثارِ ضَمّا
فَمَسيحُ الحقِّ .. فيها .. ناشِرٌ خَيْراً وَسِلْما
وَإليها المُصْطَفى أسْرى بهِ .. الرّحمن يَوْما
عمرُ الفاروقُ قدْ أشْبَعَها .. ضَمّاً .. وَلَثْما
وَدَمُ الأبطالِ قدْ .. عَطّرَها أمْسِ وَقِدْما
هذا يومُ الأرْضِ يبدو .. بالدِّما بَدْراً أتَمَّا
هلَّلَ الدَّهْرُ لَهُ .. والحقُّ قدْ أصْدَرَ حُكْما
مَنْ يُضَحّي في سبيلِ الأرضِ راعيها يُسَمَّى
وَلَهُ الأرضُ ورأسُ الشَّرِّ بالنّيرانِ يُرْمَى
وَلَهُ التّمْجيدُ والجُلَّى وَذِكْرٌ عاشَ دَوْما
وَلَهُ الخُلْدُ وَيَبْقَى في سَماءِ الخُلْدِ .. نَجْمَا
شعر سليمان المشيني
مواقع النشر (المفضلة)