"فصفصة" وطنية!!
أحمد حسن الزعبي
ذهاب الأولاد إلى المدارس ،وجلوسي الاضطراري في البيت، وانشغال المحطات الفضائية بزلزال إيران واستضافة كم لا بأس به من جيولوجيين يشرحون انزلاق الطبقات والبؤر المركزية في باطن الأرض وأعماق البحار ، أجبرني أن أتابع جانباً من كلمات السادة النواب في جلسة الثقة الأولى ،صحيح أن بعض الكلمات كانت أقل تنسيقاً من لباس بعض المتحدّثين ، وصحيح أيضا أن البعض كان يخاطب رئيس الوزراء معتقداً أنه "حبطرش" ذلك الجني الطالع للتو من مصباح علاء الدين السحري القادر على تلبية كل ما تراه العين أو تشتهيه النفس... إلا أن قمة سعادتي تلخّصت، عندما أغلقت التلفزيون ولساني يردد "توماتيكي" الشكر لله لأنني تجاوزت أعراض الجلطة القلبية برحمته وعنايته أولا ، وثانياً بفضل حكايا سمسم وبعض الفواصل السياحية للبتراء والعقبة التي كانت تظهر في الاستراحات النيابية..
وبعد ان "تروحنت" قليلاً.. خطر ببالي خاطر عاجل،بما أن الحكومة توزّع في هذه الأثناء "دعم المحروقات"على المستحقّين..لماذا لا تستغل الفرصة و توزّع معه "دعم للأعصاب المحروقة أيضا"..ولكي لا نثقل على الخزينة لا نريد دعماً نقدياً هذه المرة – أبدا على الاطلاق- كل ما نريده هو "قبصة" من بزر دوار الشمس لكل رقم وطني يوزّع في مراكز البريد والبنوك المعتمدة، و (القبصة): هو مقدار ما تقبضه كف اليدّ الواحدة أي نصف الحفنة تقريباً...حيث أن هذه الحركة لن تكلف الدولة أكثر من 10قروش للفرد الواحد ..بهذا الدعم الجديد..يستطيع أن يتابع المواطن جلسات الثقة بكل ثقة ،وبكل برود ولا مبالاة كما لو يتابع مصارعة حرّة على قناة رياضية جديدة ، أو مباراة مسجلة من الأسبوع الأول للدوري البرتغالي...
على أية حال من فوائد "الفصفصة الوطنية" التي تجهلها الحكومة ، أن صوت "فصفصة" البزر سيكسر حدّة صوت المطالب الخدمية ، ومن خلال "البزر" فقط سيتم تعديل وجهة " التنفيخ " من "التنفيخ" ضجراً من كلام الحكومة والنواب الى "التنفيخ" لتطيير القشر الفاضي الملتصق بالشفاه وأطراف اللسان الى خارج الفم ...ثم أن الملح المركز والرؤوس المدببة "للبزر" سوف تثلم الألسن ..مما يضمن عدم خروج شتيمة "صامدة" باتجاه الطقم الوزاري أو الطقم النيابي او كلاهما معاً...
الآن الآن وليس غداً ، نحن بحاجة إلى باخرة طارئة من " بزر دوار الشمس" مثل باخرة القمح الأخيرة ،تصطف بالعقبة وتفرغ حمولتها في أيدي الأردنيين جميعاً..وذلك ضمن برنامج غذائي جديد اسمه "قبصة لكل أغبر وغبصة"..فــ" الفصفصة"الوطنية هي السبيل الوحيد "للفضفضة" من الإحباط الشعبي ، وهي آلية التصبير الجديدة على روح الإصلاح "النايطة"...
هيا بنا جميعاً يداً بيد "نحو الفصفصة" الوطنية..
أختي المواطنة أخي المواطن.."فصفص وانتعش"..
مواقع النشر (المفضلة)