لم يحدث أي جديد
فما زلت جرحاً على هيئة انسان
و ما زالت عيناها تلهوان بالطفولة
و تمطران بالبريق
و ما زال اسمها نيسان
و روحي تتمزق مخمورة
بين يديها
فتقضمها كطفلة
تأكل التفاح بقمة الحنان
وعطرها يفوح من الماء
المتساقط من عينيَّ صباحاً
فاذا شربت القهوة
ألمح شالها الاخضر على حافة الفنجان
و كم من مرة جاءت و الفراشات تتبعها
و كم من مرة شربتْ من رحيق يديها
الطيور و الغزلان
اخاف عليها من الورود اذا ضحكت
ان يسرقوا شيئاً من ربيع خديها
او يشابهوا طريقتها بإزهار الاقحوان
و أغار من الهواء اذا راح يرتاض بين اناملها
و يتخضب عبيرا من حركات شفتيها
و يخضل كبراً من لفتاتٍ كأنها البركان
كم هي جميلة ؟ سؤالٌ معقد جدا
فهو لانهائي الوصف
و لامحدد الكلمات
و لاكوني الكيان
كم هي جميلة ؟ سؤال حارت به الغيوم
و ألحدت به النجوم
و حاولت تحيّدَه حور الجنان
كم هي طفلة ؟ معضلة عظمى
استقالت لأجلها عيون كثيرة
وانتحرت لأجلها أنهارٌ
و طلولٌ
و سنابل قمح و ريحان
و انحناءات ريش العصافير
و طرقعات امواج البحار
و وصل الامر بالسماء الى الهذيان
و يكون السؤال أعظم كارثية
و لامرجوَّ الاجابة
اذا طلبتم مني النسيان !!
فالموضوع الهي الحكم
فإنه لا ينسى الخريف نيسان
لا ينسى الخريف نيسان
.
.
.
لا ينسى الخريف نيسان
مواقع النشر (المفضلة)