قصة قطة بثلاث أقدام
قصة قطة بثلاث أقدام
رائحة القلب الكريهة
قررت مدرسه اطفال ان تجعل الاطفال يلعبون
لعبه لمدة اسبوع واحد,,
فطلبت من كل طفل ان يحضر كيس به عدد
من البطاطا....
وعليه ان يطلق على كل بطاطا اسم شخص
يكرهه ،،،
وفي اليوم الموعد احضر كل طفل كيس وبطاطا موسومه بأسماء الاشخاص الذين يكرهونهم...
العجيب ان بعضهم حصل على بطاطا واحده واخر بطاطتين واخر 3 بطاطات وهكذا ........
عندئذ اخبرتهم المدرسه بشروط اللعبه وهي :
ان يحمل كل طفل كيس البطاطا معه اينما يذهب
لمدة
اسبوع واحد فقط......
بمرور الايام احس الاطفال برائحه كريهه تخرج من
كيس البطاطا..
وبذلك عليهم تحمل الرائحه وثقل الكيس ايضا"
وطبعا كلما كان عدد البطاطا اكثر فالرائحه
تكون اكثر والكيس يكون اثقل ،،،،
بعد مرور اسبوع
فرح الاطفال لان اللعبه انتهت،،،
سألتهم المدرسه عن شعورهم واحساسهم اثناء
حمل كيس البطاطا لمدة اسبوع...
فبدأ الاطفال يشكون الاحباط والمصاعب اللتي واجهتهم اثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرئحه النتنه
اينما يذهبون
بعد ذلك بدأت المدرسه تشرح لهم المغزى من هذه اللعبه؟؟؟
قالت المدرسه:
هذا الوضع هو بالضبط ماتحمله من كراهيه لشخص ما في قلبك ،،
فالكراهيه ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهيه
اينما تذهب
فأذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة اسبوع؟؟؟
فهل تتخيلون ماتحملونه في قلوبكم من كراهيه طول عمركم,,,,,
مااجمل ان نعيش هذه الحياه القصيره بالحب والمسامحه للاخرين وقبولهم كما هم عليه
وكما يقال::
الحب الحقيقي ليس ان تحب الشخص الكامل
بل ان تحب الشخص غير الكامل بشكل صحيح وكامل
كان الجميع يعيش في قرية صغيرة هادئة بعيدة عن ضوضاء المدينة الصاخبة.
كل شخص يعمل بجد ونشاط وكأنهم أسرة واحدة.
هذا يقلم الأشجار،
هذا يقطف الثمار،
وهذا يحفر الأرض ليخرج الماء.
وكانت أم عدنان تطبخ الطعام لتقدمه لهم، بمساعدة نساء القرية.
وفي نهاية الموسم كانوا يقتسمون ما كسبوه من رزق حلال فيما بينهم.
كان هناك مصطفى شاب كسول خمول، يدّعي المرض دائماً، يحمل العصا في يده كي يتوكأ عليها وكأنه عجوز طاعن في السن
حتى ملابسه كانت دائماً متسخة ومرقّعة بعدة رقعات، لأنه لا يملك المال لشراء ملابس جديدة
وهو يأكل مما يأكل شباب القرية من طعام أم عدنان، ويستلقي على الأرض تحت ظل الشجرة، ينظر إلى الشباب وهم يعملون
ويجدون ثم يغطّ في نوم عميق، حتى يأتي الطعام، فيوقظه بعض الشباب، ليقوم معهم عندما يأكلون
تضايق الشباب من تصرف مصطفى وقرروا أن يلقنوه درساً لن ينساه أبداً.
اتفق الشباب مع أم عدنان أن تضع الطعام خلف المنزل بعيداً عن مصطفى، حتى لا يشعر مصطفى بقدوم الطعام فيستيقظ.
انتهى الشباب من تناول الطعام، واستلقوا قليلاً ليرتاحوا ومن ثم يعاودوا نشاطهم من جديد.
استيقظ مصطفى عند المغيب، ونظر من حوله فرأى الشباب يعملون بجد ونشاط.
شعر مصطفى بالجوع يقرص معدته، اقترب من أم عدنان وهو يتوكأ على عصاه، وسألها عن الطعام.
تبسمت أم عدنان وقالت:
لقد أكلنا وشبعنا يا مصطفى، وأنت تغطّ في النوم العميق، ولم يبقَ لدي طعام.
غضب مصطفى ولكنه لم يستطع أن يقول شيئاً، لأن شباب القرية كثيراً ما حدثوه عن قيمة العمل
وأن قيمة الإنسان بالعمل وليس بالراحة والاسترخاء.
عاد مصطفى إلى مكانه واستلقى مرة أخرى، ولكنه لم يستطع النوم، من شدة جوعه.
بقي مصطفى هكذا حتى نام والجوع يقرصه قرصاً شديداً.
في اليوم الثاني عاد مصطفى مرة أخرى واستلقى تحت ظل الشجرة ونام، وقد أوصى أم عدنان
أن توقظه عندما يحين وقت الطعام.
أيضاً هذه المرة تناول الشباب الطعام خلف المنزل ولم يوقظوا مصطفى.
استيقظ مصطفى وتلفّت حوله فلم يجد أحداً.
أخذ العصى وتوكأ عليها، وبدأ يبحث عن شباب القرية هنا وهناك، حتى وصل إليهم فوجدهم قد انتهوا من طعامهم
وكل واحد منهم قد استلقى ليرتاح قليلاً.
غضب مصطفى وجاء إلى أم عدنان وطلب منها الطعام، فقالت له
الطعام فقط لمن يشتغل ويتعب، وليس لمن ينام ويرتاح تحت ظل الشجرة
أمسك مصطفى معدته وأخذ يصيح من الألم، ولكن دون جدوى، فالطعام قد نفد
في اليوم الثالث، جاء مصطفى مبكراً، ولم يحمل عصاه،
وشمّر عن ساعديه، وأخذ يعمل بجد واجتهاد.
نظر شباب القرية إلى مصطفى، وفرحوا به فرحاً كبيراً
وعند الظهيرة اقتربت أم عدنان من مصطفى وقالت له
هيا يا مصطفى إلى الطعام، فأنت تعبت اليوم كثيراً، وتحتاج إلى الطعام يا عزيزي، هيا.. هيا
شكر خاص لـك "طوق الياسمين"
الجمل الاعرج....
سمع الجمل الأعرج بسباق للجمال قرر المشاركة رغم عرجته
تقدم طالبا تسجيل اسمه استغربت لجنة التسجيل
قال ما سبب الغرابة أنا سريع العدو قوي البنية
خافت اللجنة أن يتعرض لسوء أثناء السباق فدخل السباق على مسؤوليته
تجمعت الجمال في نقطة الانطلاق سخرت الجمال من عرجة الجمل الأعرج
قال سنرى في نهاية السباق من هو الأقوى والأسرع
انطلقت الجمال كالسهام كان الجمل الأعرج في آخر المتسابقين
صبر الجمل على عرجته .. سببت له الألم عند ركضه السريع
كان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود
الجبل عال ووعر والطريق طويلة
الجمال الفتية حاولت الصعود بسرعة فأصابها الإنهاك
بعضها سقط من التعب وبعضها قرر العودة
الجمل الأعرج كان يسير ببطء وقوة
أكثر الجمال تراجعت قبل وصولها إلى القمة
الجمال التي وصلت القمة قليلة جدا كانت متعبة فاستلقت ترتاح
الجمل الأعرج سار بإصرار حتى وصل القمة
لم يكن يشعر بالتعب عاد مهرولا بعرجته
الجمال المستريحة لم تنتبه إلا بعد وصوله إلى أسفل المنحدر
حاولت الجمال اللحاق به فلم تستطع
كان أول الواصلين إلى نهاية السباق
نال كأس البطولة وكان فخورا فخورا بعرجته
شكر خاص لـك "طوق الياسمين"
فكرة رائعة جداً أن نجمع أكبر موسوعة لقصص الأطفال
وقصص مميزة تحمل الفائدة والمتعه ,, و أيضاً لها أثر كبير في نفوس الأطفال لذلك من الصعب أن نجد ما يحمل فكرة ومبدأ يعلم الطفل ولكن عندم استخدام الاسلوب القصصي والحكايات من السهل أن نتصل المعلومة والفكرة وترسخ في ذهن الطفل
الله يعطيكِ ألف عافية مجهود مميز والشكر موصول لكل من شارك بالموضوع نتمنى أن نرى المزيد والمزيد
التعديل الأخير تم بواسطة دموع الغصون ; 10-18-2011 الساعة 02:05 PM
سباق الحيوانات
بقلم: رابح خدوسي
فِي إِحدَى الغَابَاتِ الكَثّيِفَةِ اجتَمَعتِ الحَيَوَانَاتُ مَسَاءَ يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ لِلاحْتِفَالِ بِعِيدِهَا السَّنَوِي مَعَ بِدَايَةِ فَصْلِ الرَّبِيعِ، حَيْثُ تَخْتَارُ زَعِيمَ الغَابَةِ الجَدِيدِ بِهذِهِ المُنَاسَبَةِ.
كَانَتِ العَادَةُ أَنْ تَتَسَابَقَ الحَيَوَانَاتُ فِي خِتَامِ الحَفْلِ لِيَتَسَلَّمَ الفَائِزُ الأَولُ فِي السِّبَاقِ رَايَةَ الحُكْمِ.
وبَعْدَ أَن احْتَفَلَ الجَمِيعُ بِالعِيدِ السَّنَوِي لِلْحَيَوَانَاتِ، اخْتَارَتْ كُلُّ فَصِيلَةٍ مِنْهَا مُمَثِّلاً عَنْهَا فِي السِّبَاقِ.
وَقَفَ المُتَسَابِقُونَ صَفًّا وَاحِدًا، و بَقِيَّتِ الحَيَوانَاتُ الأُخْرَى مِنْ أَرَانِبَ وَذِئَابٍ وَغِزْلاَنٍ وَأُسُودٍ وَقَنَافِذٍ وَثَعَالِبٍ وَقُرُودٍ وغَيْرِهَا تُشَجِّعُ مَنْ يُمَثِّلُهَا بِالأَهَازِيجِ الغِنَائِيةِ وَالتَصْفِيقَاتِ الحَارَّةِ… وَصَمَتَ الجَمِيعُ فَجْأَةً ..!
تَقَدَّمَ كَبِيرُ الذِّئَابِ، وَالْتَفَتَ نَحْوَ الجَمِيعِ ثُمَّ عَوَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ مُعْلِناً بِذلِكَ بِدَايَةَ السِّبَاقِ.
انْطَلَقَ المُتَنَافِسُونَ فِي سِبَاقٍ عَجِيبٍ، وَحَمَاسٍ مُدْهِشٍ، كُلُّ وَاحِدٍ يَجْرِي نَحْوَ خَطِّ الوُصُولِ حَيْثُ كاَنَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ فِي الانْتِظَارِ قُرْبَ ضِفَّةِ النَهْرِ الكَبِيرِ الَّذِي يَخْتَرِقُ النَّاحِيَةَ الشَّمَالِيةَ لِلْغَابَةِ. فِي وَسَطِ الغَابَةِ قَالَ الذِّئْبُ فِي نَفْسِهِ وهُوَّ يَجْرِي:
-سَأَفْتَرِسُ الأَرْنَبَ قَبْلَ الوُصُولِ، وقَالَ الثَّعْلَبُ كَذَلِكَ.
وقَالَ الأَسَدُ:
- سَأَقْضِي عَلَى الجَمِيعِ لأَفُوزَ بِالسِّبَاقِ.
وَلَمْ يَقُلِ الأَرْنَبُ شَيْئاً.
اشْتَدَّ السِّبَاقُ، وتَفَرَّقَ المُتَسَابِقُونَ وَهُمْ يَبْحَثُونَ عَنِ المَخَارِجِ القَرِيبَةِ مِنَ النَّهْرِ فَاصْطَدَمُوا بِالأَشْجَارِ، وَطَارَتِ العَصَافِيرُ مِنْ أَعْشَاشِهَا حَائِرَةً ...!
هَا قَدْ وَصَلَ الأَرْنَبُ إِلَى خَطِّ الوُصُولِ يَلْهَثُ وَالعَرَقُ يتَقَاطَرُ مِنْ أُذُنَيْهِ.
تَعَجَّبَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ المُتَكَوِنَةُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ الأَلِيفَةِ:
القِّطُ، الكَلْبُ، الخَرُوفُ، لَكِنَّهَا صَفّقَتْ لِلأَرْنَبِ عَلَى فَوْزِهِ ثُمَّ بَقِيَّتْ تَنْتَظِرُ قُدُومَ المُتَسَابِقِينَ الآخَرِينَ، بَيْنَمَا بَدَأَ الأَرْنَبُ فِي الاسْتِعْدَادِ لِلاسْتِحْمَامِ بِمَاءِ النَّهْرِ.
بَعْدَ حِينٍ وَصَلَ الثَّعْلَبُ مُنْتَفِخَ البَطْنِ وَهُوَ يَقُولُ:
- لَقَدْ تَأَخَّرْتُ لانْشِغَالِي بِمُطَارَدَةِ غُرَابٍ كَانَ يُرِيدُ الاعْتِدَاءَ عَلَى بَيْضِ عصْفُورَةٍ صَغِيَرَةٍ، إِنِّي لاَ أُحِبُ الظُّلْمَ.
قَالَتْ لَجْنَةُ التَحْكِيمِ:
- لَكِنَّكَ أَكَلْتَ الغُرَابَ الأَسْودَ، والعُصْفُورَةَ الصَّغِيرَةَ مَعَ بَيْضِهَا، لَقَدْ أَخْبَرَنَا الذِّئْبُ بِذَلِكَ.
قَالَ الثَّعْلَبُ غَاضِباً:
- وَ أَيْنَ الذِّئْبُ المَاكِرُ الآنَ؟
لاَشَكَّ أنَّهُ انْسَحَبَ مِنَ السِّبَاقِ عِنْدَمَا رَأَى قَطِيعَ غَنَمٍ يَرْعَى قُرْبَ الغَابَةِ، سَأَذْهَبُ لأُخْبِرَ الرَاعِي بِمَا يَنْوِيهِ الذِّئْبُ.
بَعْدَ بُرْهَةٍ قَصِيرَةٍ وَصَلَ الأَسَدُ بِخُطًى مُتَثَاقِلَةٍ لاَهِثاً مِنَ التَّعَبِ وَالدَّمُ يُلَطِّخُ فَمَهُ الكَبِيرَ ورِجْلَيْهِ الأَمَامِيَتَينِ، انْدَهَشَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ لَمَّا رَأَتْ حَالَ الأَسَدِ وَقَالَتْ:
- مَا بِكَ أَيُّهَا الأَسَدُ؟ !
تَظَاهَرَ الأَسَدُ بِالأَسَى وَأَجَابَ:
- لَقَدْ أَصَابَتْ رِجْلِي رَصَاصَةٌ عِنْدَمَا كُنْتُ أُحَاوِلُ الدِّفَاعَ عَن غَزَالَةٍ أَرَادَ صَيَّادٌ قَنْصَهَا بِبُنْدُقِيَّتِهِ.
تَفَطَّنَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ لِكِذْبَتِهِ وَ قَالَتْ:
- نَحْنُ نَرَى الدَّمَ فِي أَسْنَانِكَ، وَهُو دَلِيلٌ قَاطِعٌ عَلَى أَنَّكَ أَكَلْتَ الغَزَالَةَ الجَمِيلَةَ، كَمَا أَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَ البَارُودِ الَّذِي تَحَدَّثْتَ عَنْهُ … !
تَرَدَّدَ الأَسَدُ قَلِيلاً ثم تَكَلَّمَ آسِفاً:
- نَعَمْ لَقَدْ أَكَلْتُ الغَزَالَةَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الغَابَةِ يَأْكُلُ بَعْضُهَا البَعْضَ الآخَرَ.
التَفَتَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيِمِ نَحْوَ الأَرْنَبِ سَائِلَةً إِيَّاهُ:
- كَيْفَ وَصَلْتَ أَيُّهَا الأَرْنَبُ سَالِماً وَأَحْرَزْتَ عَلَى المَرْتَبَةِ الأُولَى؟
أَجَابَ الأَرْنَبُ:
- لأَنَّنِي لَمْ أَطْمَعْ فِي أَكْلِ أَحَدٍ، بَلْ كَانَ وُصُولِي قَبْلَهُمْ لأَنَّنِي كُنْتُ هَارِباً خَوْفاً مِن أَنْ تَفْتَرِسَنِي الحَيَوَانَاتُ المُتَسَابِقَةُ.
تَحَاوَرَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ فِيمَا بَيْنَهَا ثُمَّ قَالَتْ:
- هَنِيئاً لَكَ أَيُّهَا الأَرْنَبُ لقَدْ أَصْبَحْتَ الآنَ زَعِيماً عَلَى الغَابَةِ وَمَا فِيهَا.
لَمْ يَرْقُصِ الأَرْنَبُ طَرَباً لِهَذَا الخَبَرِ، بَلْ قَالَ لأَعْضَاءِ لَجْنَةِ التَّحْكِيمِ:
-شُكْراً لَكُمْ، لَكِنِّي لاَ أُرِيدُ كُرْسِيَّ الحُكْمِ بَلْ أُفَضِّلُ العَيْشَ مَعَكُمْ فِي القَرْيَةِ مَعَ الحَيَوَانَاتِ الأَلِيفَةِ بَعِيداً عَنِ الغَابَةِ… بَعِيداً عَنِ الحَيَوانَاتِ المُفْتَرِسَةِ.
تَشَاوَرَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ، ثُمَّ أَعْلَنَتْ مُوَافَقَتَهَا عَلَى طَلَبِ الأَرنَبِ.
الشيخ العجيب
نص للأطفال بقلم: رابح خدوسي
في العُطلَةِ الصَّيفِيَةِ المَاضِيَةِ زَارَ سَليِمٌ عَمَّهُ في الرِّيفِ ، وَعَاشَ مَعَهُ أَيَامًا مُمْتِعَةً،ثُمَّ كَتَبَ عَنْهُ قَائِلاً:
عَمِّي صَالِح رَجُلٌ سَعيدٌ، حَياتُهُ عَمَلٌ واجتِهَادٌ، وَأيَّامُهُ أفْرَاحٌ وأعْيَادٌ...
عَمِّي صَالِح يَسْكُنُ القَريَةَ التي وُلدَ بِهَا،مَحْبُوبٌ عِنْدَ سُكَّانِ بَلْدَتِهِ لأنَّهُ لطِيفُ المُعَاشَرَةِ،حُلوُ الكَلامِ،كَثِيْرُ الابْتِسَامَةِ.يَعِيْشُ حَيَاةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً، لَكِنَّهَا مُمْتِعَةٌ هَادِئَةٌ...
لَوْ تَسأَلُهُ:
- مَاهِي سَاعَتُكَ؟
يُجيبُكَ عَمِّي صَالِح في زَهْوٍ:
- دِيكٌ يَصِيحُ وَقْتَ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَظِلٌّ أرَاهُ مَعِي يَمْشِي كُلَّمَا طَلَعَ البَدْرُ أوْ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ...
عَمِّي صالِح يَسْمَعُ الأغَاِني الجَمِيلَةَ مِنْ صَوْتِ العَصَافِيِر نَهَارًا، وَنَقِيقِ الضَّفَادِعِ لَيْلاً...وَيُتَابِعُ أخْبَارَ الدُّنْيَا عَبْرَ أمْوَاجِ الطَّبيِعَةِ وَ عَلَى شَاشَةِ الأرْض ،فيرَى مُعْجِزَاتِ الكَوْنِ وهُوَ يَتَأملُ مَمْلَكَةَ النَّحْلِ،
وَمَسِيرَاتِ جُيُوشِ النَّمْلِ، فَهَلْ يَحْتَاجُ عَمِّي صَالِح إلى مِذْيَاعٍ أو تِلْفَازٍ؟!
عَمِي صَالح فَلاَحٌ نَشِيْطٌ، رِيَّاضِيٌ يَجْرِي في سُرْعَةِ البَرْقِ فيَسْتَنْشِقُ الهَواءَ النَقي، لَهُ صَوْتٌ كَالرَّعْدِ وَقُوَّةٌ كَالأسَدِ.
لَمْ يَزُرْ طُولَ حَيَاتِهِ طَبِيبًا لأنَّهُ سَلِيمُ الجِسْمِ وَالعَقْلِ... وَإذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يُعَالِجُ بِرَحِيقِ الزَّهْرِ وَبُذُورِ الأعْشَابِ وَعَسَلِ النَّحْلِ.
حَقًّا إنَّهُ طَبِيْبُ نَفْسِهِ كَمَا قَالَ...!!
كُلَّ مَسَاءٍ تُهْدِيهِ دَجَاجَتُهُ الحَمْرَاءُ بَيْضًاشَهِيًّا، يَجِدُهُ في مَحْضَنِ التِّبْنِ،
وَحَدِيقَتُهُ الخَضْرَاءُ تُطْعِمُهُ خُضَرًا وَفَوَاكِهَ،وَزَوْجَتُهُ الزَهْرَاءُ تُهْدِيِهِ خُبْزًا يَدَوِيًا لَذِيذًا.
سَأَلتُهُ مَرَّةً:
- عَمِّي صَالِح مَاهُوَ عُنْوَانُ مَنْزِلِكَ؟
نَظَرَ نَحْوِي مُبْتَسِمًا، ثُمَّ قَالَ:
-أسْكُنُ حَدِيقَةَ الحُبِّ، فِي شَارِعِ الحُرِّيَةِ، حَي السَّعَادَةِ، بَلَدِيَة العَصَافِيرِ، وِلايَةَ الاجْتِهَادِ،جُمْهُورِيَّة السَّلاَمِ.
وَسَأَلتُهُ عَنْ رَقْمِ مَنْزِلِهِ فَأَجَابَنِي:
إِنَّ رَقْمَ بَيْتِي يَتَغَيَّرُ كُلَّ مَسَاءٍ حَسْبَ عَدَدِ حَبَّاتِ العَرَقِ التِي تَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِيِنِي أَثْنَاءَ عَمَلِي خِلاَلَ كَامِلِ النَّهَارِ .
ضَحِكْتُ لِكَلاَمِ عَمِّي صَالِح فَضَمَّنِي إلى صَدْرِهِ وَقَبَّلَنِي ،ثُمَّ قَدَّمَ لِي
بَاقَةَ أَزْهَارٍ وَسلَّةَ فَوَاكِه مِنْ ثِمَارِ حَدِيقَتِهِ.
إِنَّهُ عَمِّي صَالِح .... وَإِنَنِي أُفَكِرُ فِي العَيْشِ
مِثْلهُ..... وَسَأَفْعَلُ.
هذه الكلمة
قصة : مصطفى نصر
اعتدت مع صديق لى أن نزور ملجأ للأيتام قريب جدا من سكننا؛ وتقديم العون لأطفاله من وقت لآخر.
وذات يوم, بينما كنا نستعد لاجتياز الباب الحديدى الكبير للدار. سمعنا طفل يقف فوق أول درجة من درجات السلم العريضة ويصيح:
- بابا.. بابا .
نظرنا خلفنا فى دهشة, فرأينا الطفل يقف مرتبكا, كان طويلا وذو وجه شاحب.
عاد صديقى إليه؛ ووقفت فى مكانى أتابع ما يحدث باهتمام, سمعت الطفل يقول فى خوف:
- هل أذنبت عندما قلت هذه الكلمة ؟
فانحنى صديقى وقبله قائلا فى حنان:
- لا يا بنى.
قال: كنت أريد أن أجرب هذا الكلمة التى لم أقلها من قبل.
سار صديقى دون أن يجيبه بشيء, وظل صامتا طوال الوقت.
بعد عدة أيام ذهبت إلى بيت صديقى لأمر مهم, فوجدت هذا الطفل يلعب مع أطفال صديقى, فقلت مندهشا:
- أليس هذا هو الطفل.........
فقاطعنى قائلا:
- لم أستطع أن أنام ليلتها, وفى الصباح ذهبت إلى ملجأ الأيتام وجئت به ليعيش مع أطفالى؛ لكى يقول لى هذه الكلمة وقتما يشاء.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)