نحن مسئولون عن تهويد الأقصى
ندرك جيدا المكانة الدينية لمدينة القدس الشريف ومهبط الديانات السماوية وما تمثله من مكانة وقدسية لكافة الديانات السماوية ولهذا شكلت القدس وبيت المقدس محل أطماع كل القوى المستعمرة من الحروب الصليبية الى الاستعمار الأوروبي الحديث الى الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وما تعنيه القدس من مكانة في الفهم والمعتقد الديني والأيدلوجي الصهيوني والذي يعتقد بان المسجد الأقصى أقيم على إنقاذ الهيكل ((هيكل سليمان )) من هنا لم تتوقف السياسة الصهيونية الهادفة الى اقتلاع الجذور الإسلامية والعربية من بيت المقدس واستبدالها بتاريخ وحضارة إسرائيلية مزورة وحضارة ان سميت مجازا ( حضارة ) لم تدم او تعمر أكثر من سبعين عام عبر التاريخ جاءت محتلة وغازية واحرقت اليابس والأخضر ودمرت النسل والحرث وأحرقت ودمرت حضارة وتاريخ وثقافة وعلوم وهندسة وفلك وزراعة وصناعة إلى ان جاء نبوخذ نصر لينهى حقبة من التاريخ الأسود لتلك الجماعات الفاشية ليدمر تلك الكنتونة ويخرجهم من ارض كنعان , الى أن عادت تلك الفاشية بثوب وشرعية جديدة لتحاول إنشاء دولة على انقاذ شعب ولتغير التاريخ وتصبغه بصبغة صهيونية قائمة على تغيير التاريخ وقلب الحقائق واقتلاع كل ما هو عربي من جذوره لتدمر 450 قرية فلسطينية وعشرات المساجد والكنائس وحتى المقابر لم تسلم من التدنيس والاقتلاع أضف إلى ذالك عشرات المجازر ، ولكن اعتقد أننا كفلسطينيين وكمسلمين ساهمنا من حيث ندرى او لاندري في المساهمة في تهويد المدينة المقدسة من حيث
• إننا تعودنا الصراخ والعويل والتنديد والاستنكار ثم التسليم بالأمر الواقع ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله هذه السياسة الرسمية التي أصبحنا نعتمدها في مقارعة الاحتلال فحينما منع الاحتلال الفلسطينيين من دخول القدس وأغلق الطرق لم نحتج ولم نعتصم ونقتحم الحواجز ولم نخض نضال مرير من اجل استعادت المدينة المقدسة بل بدانا نبحث عن طرق بديلة (كطريق واد النار ) لنتجاوز مدينة القدس وبهذا الموقف كرسنا وثبتنا عزل وتهويد القدس والأسوأ من ذالك إننا سحبنا كل المراكز والمؤسسات الوطنية والخيرية والثقافية والتعليمية والطبية وغيرها من القدس الى رام الله والمدن الاخري لنفرغ المدينة من رمزيتها الدينية والتاريخية ومكانتها كعاصمة ومن كل سبل الحياة والاستمرار .
• قيام العديد من أصحاب وتجار العقارات في القدس وغيرها ببيع عقارات الى المستوطنين والى عطريت كوهنيم بملايين الدولارات وتحويلها الى الولايات المتحدة كما حصل مع البيوت في سلواد وبيوت وعقارات داخل أسوار القدس دون ان يتم محاسبتهم وتزوير وثائق تثبت شراء عقارات من أصحابها دون علمهم ومصادرة بعض العقارات تحت سيف الضريبة (الارنونا ) والتى لايستطيع المواطن تسديدها في ظل وغياب الدعم العربي للمقدسيين على الصمود ودون وجود مؤسسات حقوقية فلسطينية ممولة ماديا تستطيع الدفاع عن تلك الحقوق المسلوبة ليترك المواطن المقدسي يواجهه مصيره بنفسه .
• وثانيا قيام بعض المؤسسات الدينية ببيع او تأجير عقاراتها للمستوطنين كما حصل مع املاك الكنيسة الارثودكسية بموجبها تم بيع أراضي وعقارات تملكها البطريركية الارثودكسية في القدس المحتله تقع داخل أسوار البلدة القديمة في منطقة باب الخليل، الى مجموعتين يهوديتين استيطانييتين، وتشمل المنطقة المباعة فندق إمبريال وفندق البتراء والمحلات التجاريه المجاورة، وتبلغ مساحتها حوالي 15 دونماً ونحو 27 محلاً تجارياً، ويقف وراء هذة الصفقة الكبيرة نيكولاوس بابا ديماس، وهو اليد اليمنى لرئيس الكنيسة البطريركية إير ينوس الاول،
وكان نيكولاوس قد قام في وقت سابق بتأجير وزارة الدفاع الاسرائيلية الأرض التي أقام عليها الجيش الاسرائيلي حاجز 300 على شارع القدس - بيت لحم، كما تم بيع دير ماريوحنا المجاور لكنيسة القيامة بالقدس المحتلة، الذي تملكه الطائفة الارثوذكسية، الى مستوطنين يهود عام 1990، ويضم الدير 164 غرفة كان يقيم فيها الحجاج المسيحيين أثناء زيارتهم للكنيسة.
وقد كشفت اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الارثوذكسي في فلسطين مجموعة من الوثائق حول تسريب العقارات والأراضي الارثوذكسية الى الاسرائيليين في عموم فلسطين من بينها:
1 - وثيقة تأجيير لمدة 99 عاما لسوق الدير في يافا سنة 1998
2 -قبض البطرياركية تعويضا عن أراضي مصادرة في منطقة الخضر( بيت لحم ) مساحتها 165 دونم في العام 1993
3 - بيع 70 دونم من أملاك الكنيسة في جبل ابو غنيم شمال القدس المحتلة استخدمت في بناء مستوطنة (هارحوماه) في الجبل المذكور وقد تم البيع في العام 1993.
وتعتبر الصفقة الاخيرة من الصفقات الأخطر التي تمت في البلدة القديمة في القدس المحتلة، والتي بموجبها تم بيع العديد من المباني والعقارات للمستوطنين اليهود في القدس المحتلة، لأن المنطقة المشمولة بالصفقة في باب الخليل، تستهدف خلق إمتداد بين الوجود الاستيطاني اليهودي في تلك المنطقة، والبؤر الاستيطانية الأخرى الموجودة داخل القدس القديمة وتحديدا في سوق الدباغة، حيث مبنى دير ماريوحنا، وفتح طريق جديدة لليهود المستوطنين باتجاه البلدة القديمة، عدا الطريق القائم حالياً من ناحية الحي الارمني وصولا للحي اليهودي( حارة اليهود). وقد انتهت القضية باستبدال البطريرك دون استرجاع الأملاك.
• حينما يقدم الاحتلال على مصادرة أراضي او عقارات او تدنيس واعتداء على المقدسات الإسلامية تقوم المظاهرات والاحتجاجات وبيانات الاستنكار والتنديد سواء على المستوى الفلسطيني الداخلي او العربي والإسلامي الرسمي في أفضل الظروف من ثلاث أيام الى أسبوع من الاحتجاج ثم تهدأ الأمور وتنسى القضية ليقوم الاحتلال باستكمال مشروعة وكان شئ لم يحدث دون متابعة شعبية ضاغطة مدعومة بتغطية إعلامية واسعة ودعم عربي وإسلامي رسمي عبر الشرعية الدولية ممثلة بمؤسساتها الدولية من مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية الي استخدام العلاقات العربية والإسلامية الدولية لتشكل ضغط على الكيان الصهيوني وإجباره على التراجع عن غطرسته او استخدام أسلحة الضغط العربية الفعالة والحاسمة في ساحة المعركة من النفط ومقاطعة البضائع القادمة من الدول الداعمة للكيان الصهيوني , ونحن نستغرب الموقف السلبي من الدول العربية ذات العلاقة الحميمة مع الكيان الصهيوني ان قضية الاعتداء على المسجد الأقصى بمكانته الدينية وقدسيته ورمزيته لم تحرك ساكنا في استدعاء سفراء الكيان والاحتجاج على ما يحصل او حتى طرد السفير من إحدى العواصم العربية من باب الاحتجاج فقط .
اعتقد ان المطلوب الآن إعادة المكانة والاعتبار للقدس عبر تفعيل منظمة المؤتمر الإسلامي وتحمل مسئوليتها اتجاه الأقصى والمدينة المقدسة وتوفير الدعم المادي والمعنوي وكل الوسائل التي تدعم وتقوى الصمود والبقاء للسكان المحليين المقدسيين وهذا من واجب جامعة الدول العربية , وإيجاد إستراتيجية فلسطينية عربية متكاملة في مواجهة التهويد الإسرائيلي وحشد الطاقات الشعبية والرسمية في التصعيد من خطوات الاحتجاج والنضال بكافة الوسائل والطرق المشروعة وضمان استمراريتها في التصدي للمخططات الأسرائيلة الهادفة إلى قلب وتغيير التاريخ لفرض حقائق جديدة وهذه بحاجة الى دعم شعبي عربي وإسلامي ودولي عبر المنظمات الصديقة والداعمة لنضال شعبنا , والنقطة الأخيرة ان قضية الأقصى لم تعد قضية فلسطينية بحتة بل هي قضية كل العرب المسلمين والكل يتحمل المسئولية .
مواقع النشر (المفضلة)